تطورت قصة الطفلة لمى الروقي التي ابتلعتها بئر إرتوازية في وادي الأسمر بمحافظة حقل بمنطقة تبوك قبل أسبوعين، ودخلت جهات أخرى على الخط، فبعد انتهاء اليوم السادس عشر دون العثور على جثتها، أبدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تعاطفها مع أسرة الطفلة، وصرح نائب رئيس الجمعية والمتحدث الرسمي باسمها، الدكتور صالح بن محمد الخثلان، أن الجمعية تتعاطف مع أسرة لمى، وتشاطرهم آلامهم، وقال «نسأل الله لهم الصبر والسلوان، إن هذه الحادثة المأساوية تعيد التأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود من كافة الجهات الحكومية ذات العلاقة لحماية الأطفال من خلال تأمين بيئة سليمة خالية مما يهدد أرواحهم». ويرى الخثلان أن تبادر وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى التعاون مع إمارات المناطق لمسح المواقع التي يشتبه في وجود آبار قديمة فيها، أو حفر، أوبيارات مكشوفة، والعمل على ردمها بطريقة تضمن عدم تحولها إلى مصائد للأطفال، داعياً الدفاع المدني إلى أن يبادر في عملية تأهيل شاملة للتعامل مع هذه الحوادث من خلال الحصول على المعدات والأجهزة اللازمة، والعمل على تدريب الأفراد على كيفية التعامل مع الحوادث المستجدة، إضافة الى ضرورة أن تقوم إدارة الدفاع المدني بالتواصل مع الأجهزة المماثلة في الدول الأخرى للاستفادة من تجاربها في كيفية الإنقاذ في هذه الحوادث. وطالب الخثلان وزارة الداخلية بتوجيه إمارات المناطق بضرورة الإسراع لتشكيل فرق أزمة تتعامل بطرق احترافية بعيداً عن الاجتهادات الفردية مع الحوادث التي قد تتسب في فقد أرواح، وأن ترتبط هذه الفرق مباشرة بأمير المنطقة الذي يتحمل المسؤولية الأولى في الحفاظ على أرواح الأفراد في نطاق المنطقة، وأن تمثل في هذه الفرق كافة الأجهزة ذات العلاقة، سواء الأمنية، أو الصحية، أو الإعلامية، مع الاستعانة بالخبراء. ميدانياً، مازالت عمليات شفط الرمال والتقاط الحجارة والحصى متواصل من أسفل البئر، كما تواصل الآلات والمعدات عملها، وبناء على طلب خبراء شركة أرامكو تم مسح المنطقة القريبة من فوهة البئر لمساحة تتكون من 30 م إلى 60 م لتثبيت البرج القادم من المنطقة الشرقية لبدء عملية الحفر وانتشال جثمان لمى. وأكد المركز الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بمنطقة تبوك استمرار أعمال البحث عن جثمان الطفلة لمى، وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني بتبوك، العقيد ممدوح العنزي، أن أعمال البحث مستمرة على مدار الساعة بمشاركة الجميع، مثمناً الدور الفاعل الذي تقوم به شركة أرامكو، التي يوجد خبراؤها في موقع الحادث منذ الساعات الأولى، بناء على طلب من الدفاع المدني. وأشار إلى أن المديرية العامة للدفاع المدني وفرت كل الإمكانات لرجال الدفاع المدني بمنطقة تبوك، وقدمت كل الدعم والإسناد الآلي والبشري من أجل سرعة العثور على جثمان الطفلة «لمى»، واستمرار أعمال الحفر على مدار الساعة، حيث تباشر الفرق الميدانية بالتناوب رفع الأتربة والصخور في البئر بطرق عديدة، على الرغم من الصعوبات والمخاطر البالغة، وتنوع الطبيعة الجغرافية للمواقع، من صخور صلبة، ورمال متحركة، التي تتطلب درجات عالية من إجراءات السلامة من أجل سلامة العاملين، وأيضاً يتطلب الأمر التوقف بين الحين والآخر لتقييم مستوى الخطورة للعاملين، وتعاود الفرق عملها بعد إزالة الأخطار، مما يتطلب بعض الوقت في التعامل مع هذه النوعية من الحوادث. وطالب العقيد العنزي وسائل الإعلام بتحري الدقة في كل ما يقال بشأن عمليات البحث والإنقاذ عن جثمان الطفلة «لمى» – يرحمها الله -، والتأكد من صحة المعلومات من مصادرها الموثقة، لتجنب الإثارة والبلبلة، مؤكداً «نحن مستعدون وعلى مدار الساعة للإجابة عن أسئلتهم، وتسهيل مهمة وصولهم إلى الموقع ليروا بأنفسهم الإجراءات والأعمال كما هي على أرض الواقع».