** هيئة الاتصالات ضاربة طناش عما يفعله البعض من اختراق لهواتفنا النقالة حيث تصلنا بين اللحظة والأخرى رسائل ما أنزل الله بها من سلطان ولم تجد مفرا سوى مسح هذه الرسائل على اعتبار أن بعضها مستفز وبعضها الآخر من العيب أن تجعله قابعا في جوالك، خاصة إذا كنت مكشوف الرأس أمام أهلك وجماعتك وأصدقائك ولا تخبي أي شيء مهما كانت سريته. ** ومهما حاولت أن تمسح تلك الرسائل من جوالك إلا أنها تحتاج من كثرتها وسرعتها أن تتفرغ لذلك وهات يا تمسيح، ومع ذلك لا تستطيع إلا أن تدعو على هيئة الاتصالات التي لم تفعل شيئا يوقف هذا السيل المتواصل من الرسائل التي أغلبها دعايات لمنتوجات لا تعرف لغة العيب بل تستحي أن تبقيها في جوالك إذا كنت رجلا سويا أو امرأة سوية تعرف أن تلك الدعايات تأتي من محلات تجارية لم يسبق أن وطأت قدماك إلى داخلها. ** وحتى الذين حاولوا تغيير شريحة جوالاتهم رغبة في الهروب من مثل تلك الرسائل إلا أنهم يكتشفون أنها تلاحقهم ولم يعد هناك طريقة لمنع وصول هذه الرسائل إلا اضطرارك إلى قفل الجوال تماما مهما كانت أهمية رغبتك في جعله مفتوحا لتلقي المكالمات والرسائل التي تتوافق مع رغبتك. ** وحيث إنني لا زلت مصرا على اقتناء «الجوال أبو رفسة» القديم تفاديا لعدم تلقي تلك الرسائل التي تخرج أحيانا من أصول المخاطبات بل بعضها يكون خارجا عن أصول الأدب، حيث بعضها الآخر من سماجته يدعوك إلى الدعوة على اليوم الذي أصبح فيه الفضاء مباحا لكل من يريد أن يتصل بالآخر ليقول له في رسالة سمجة «صباح الخير واسمع هذه النكتة التي تلقيتها حالا من صديق». ** ويبدو أن هيئة الاتصالات سعيدة ما دامت تلك الرسائل رغم عدم أهميتها تدر عليها دخلا ماديا إضافيا لم يكن موضوعا في الحسبان، وكم من مثل تلك الرسائل التي هدمت بيوتا وفرقت أسرا وشحنت صديقين على بعضهما البعض، وكم بحت حلوقنا بإيجاد حل لمثل تلك الرسائل بحيث لم يعد يهمها ما يحدث من جراء تلك الرسائل ما دام الفضاء مفتوحا تقول من خلاله ما تشاء وتخترق الرسائل غرفة نومك والله يستر من رد فعل المرأة الغيورة التي تفتح جوال زوجها كلما جاءته رسالة لتقول له «من هي هذه قليلة الحياء التي ترسل لك هذه الرسالة؟!» فتحلف لها أنك لا تعرفها، لكن بعد أن شبت في منزلك نار لا تطفيها حتى بعد أن ذهبت إلى بيت أهلها وحلفت بأن لا تعود حتى تعرف من هي هذه التي تتصل بك في أنصاف الليالي؟!