أثارت أنابيب التصريف في قلب المنطقة التاريخية النابض بالحياة في الطائف استياء عدد من الزوار والسياح بوضعها العشوائي وهي تخر فوق رؤوسهم بشكل مقزز دون أي اهتمام أو توجيه من الجهة المسؤولة، فيما تحولت خزانات تحت الإنشاء وسط المنطقه التاريخية إلى مكب للنفايات في ظل غياب النظافة وعدم وجود حاويات للنفايات تستوعب مخلفات المحال التجارية والباعة والمتبضعين. وكشف سلطان الزهراني (زائر) أن أنابيب التصريف في منطقة الطائف التاريخيه التي تعرف بقلب المحافظة استوقفته كثيرا أثناء زيارته هو وأسرته وأبناؤه ووصف المشهد بأنه محزن وهو يستمع لتهكم زوار آخرين وشخصيات أخرى يعتقد أنهم من دول أوروبية قاموا بالتقاط صور لتلك الأنابيب التي تصب فوق رئوسهم وما أثار خوفه ودهشته أن هذه الأنابيب قد تستخدم من عمالة أو مراهقين في قضاء حاجاتهم أعلى البناية في ظل عدم توافر دورات مياه ومرافق عامة مفتوحة للمتسوقين على مدار اليوم. من جهته طالب طلال العتيبي الأمانة بالاهتمام بقلب الطائف فالنفايات والقطط وبقايا الأطعمة تعشعش في شرايينه القديمة وداخل الممرات الأثرية وتشعر الزائر بقبح المكان وقذارته رغم مكانته التاريخية والثقافية أيضاً، متسائلا هل وصل الإهمال إلى حد أن يضطر صاحب المحل أو المتسوق إلى أن يلجأ لحفريات الخزانات ليرمي نفاياته ثم يتفاجأ بشح في حاويات النظافة. وذكر أحمد آدم -سوداني- أنه يحرص على التسوق صباحا من المنطقة المركزية ليعيش تفاصيل الماضي وحكايات كبار السن وهم يجلسون أمام محالهم ودكاكينهم القديمة يتناولون الشاي والإفطار بين الممرات القديمة والبنايات الضاربة بجذورها في عمق التاريخ فيستلهم منهم روح وعبق التاريخ إلا أن النظافة مفقودة للأسف والأرضيات مكسرة والأرصفة قد أكل عليها الزمن وشرب، معربا عن أمله في أن تضع الأمانة طاولات أثرية وكراسي لباعة العسل والسمن والبيض البلدي والجبنة والنعناع بين الممرات بدلا من نقل مبيعاتهم فوق أكتافهم. وذهب عبدالعزيز النفيعي إلى أن روائح كريهة تفوح من بعض الزوايا وأسفل البنايات القديمة لم تلق العناية والاهتمام، مشيرا إلى أن هناك مشروعا عن تطوير المنطقة منذ عام 2010م وبعد أربعة أعوام للمشروع الذي وصلت ميزانيته 30 مليونا يجزم بأنه لم ينجز منه سوى 10% فقط. ومن جانبهم أشار عدد من أصحاب المحال إلى غياب عمال النظافه فضلا عن غياب كبير لحاويات النظافة وبطء في كنس تلك الممرات، كاشفين أن مشهد أنابيب الصرف ومكبات النفايات أصبح من الأشياء المألوفة بلا علاج. «عكاظ» رصدت في جولتها الميدانية الأنابيب المتدلية فوق رؤوس المتبضعين، فيما وضعت لتصب على إحدى نقاط التصريف في أرضية الموقع وقد غطت النفايات جوانب كثيرة من تاريخية الطائف. «عكاظ» حاولت الاتصال بأحد المسؤولين في الأمانة ولم تحصل على أي رد حتى إعداد هذا التقرير.