عبرت جمعية التراث العمراني عن أسفها وحزنها لتحول منطقة البلد التاريخية إلى مكب للنفايات، وقال عضوها أحمد الشريف ل«عكاظ» إن المنطقة النادرة لا تلقى الاهتمام الكافي من الأمانة وهيئة السياحة والآثار، مشيرا إلى أن جمعية التراث العمراني شعرت بشيء من التفاؤل عندما غيرت الأمانة عقد النظافة واشترطت على المتعاقد الجديد زيادة عدد العمال وقيمة العقد. وبحسب الشريف، فإن المنازل المهجورة والبيوت الآيلة للسقوط والأراضي المفتوحة صارت مرتعا للفئران والمجهولين الأغراب الذين لا يدركون قيمة هذه المنطقة ولا تمثل لهم شيئا. «عكاظ» جالت أمس على منطقة البلد التاريخية ورصدت بالعدسة والقلم مظاهر العبث وأكوام النفايات التي تسببت في هجر زبائن المتاجر لمراكز التسوق، ويقول سعيد باوزير (بائع في أحد محال المنطقة التاريخية): نأمل من الأمانة تكثيف جهودها للاهتمام بنظافة المنطقة كونها مكتظة بالسكان، حيث تتحول الأراضي الفضاء إلى مرمى للنفايات. ويزيد تضرر سكان وزوار وبائعي المنطقة من الروائح الكريهة كلما بقيت النفايات لفترة أطول، واتضح الأمر بصورة واضحة عندما امتنع عمال النظافة عن أداء مهامهم بسبب خلاف مع مشغلهم. ويزيد فياض حسن القول ويضيف: نشكو من الفئران والذباب وتكاثر الحشرات التي تزداد في المنطقة بسبب النفايات والمناطق المهجورة، مما يدفع رواد السوق لعدم المجيء إلى هنا، وهو الأمر الذي أثر سلبيا على مداخيل كل محلات ومتاجر المنطقة التاريخية. وأشار فياض إلى تجمع للنفايات بالقرب من بوفيه للوجبات السريعة، مرجعا ذلك إلى عدم وجود الرقابة وعدم إزالة النفايات وتخصيص مواقع محددة لها، إلى جانب كثرة المناطق الفارغة التي يعتبرها السكان مكانا مناسبا لرمي مخلفاتهم لتصبح المنطقة برمتها مكبا كبيرا للنفايات. ذو الفقار (عامل في محل تجاري) يقول ضاحكا إنه أمسك بفأرين من النوع الكبير داخل المتجر، وهما من النوع الذي ترعرع على بقايا أطعمة النفايات، وتلحق الضرر بالسلع والأقمشة، أما الخالة زهرة، التي تقطن في أحد أربطة المنطقة التاريخية، فتقول: إن الحشرات تتسلل إلى الرباط من مكب نفايات قريب وسط غياب فرق النظافة وإهمال البلدية -على حسب قولها-. وقالت إنها وزميلاتها يستخدمن إمكاناتهن الذاتية في إبادة الحشرات بكافة أشكالها وبعد تقديم شكوى إلى عمدة الحي عمل مشكورا إلى نقل المكب إلى موقع بعيد عن الرباط. رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس عوض المالكي علق على مستوى النظافة وقال إنه تم تقسيم المنطقة إلى أربع مربعات (a/b/c/d)، كما تم توزيع المراقبين على ذات المناطق ويتم فورا رفع المخلفات دون تأخير أو دون التأثير على مسارات الضواغط أو الأعمال الأخرى.