رأى الأديب عبدالرحمن المعمر أن الوسائط الرقمية الحديثة لن تستطيع أن تلغي وسائط الثقافة التقليدية أو تقضي عليها، وقال ل «عكاظ»: المطبوعات الورقية ستظل وستبقى، والدليل على ذلك أن حجم الكتب الورقية الذي يصدر في الغرب والشرق لم يتراجع بل زاد عددها وارتفع سعرها ولايزال الكتاب الورقي يصدر بالملايين من النسخ كما تدل على ذلك الإحصائيات، ولكن البعض يروجون لهذه المقولة بهدف إلهاء الشباب بها، ولا أقول هذا بحكم انتمائي لجيل الشيوخ، لكن هذا هو المشاهد والواقع، فعدد الكتب الورقية في معارض الكتب هو المتسيد للجميع، ولا بأس من الترويج للوسائط الرقمية إذا كان القصد انتشار المعرفة واستمرار الثقافة. وحول الأعلام والأدباء الذين أثروا حياته، قال: كل من صنف أو ألف أعتبر له نصيبا من التأثير في حياتي وحياة جيلي، وإن كنت قد أصبحت بعد هذه السن أدقق في اختيار الكتب ولا أتسرع في الشراء، بل أنتقي بحذر رغم كثرة المعروض. ومن أبرز من تأثرت بهم من أدباء المملكة أحمد عبدالغفور عطار، عبدالعزيز الرفاعي وعبدالله بن خميس، ومن الكتاب العرب أحمد حسن الزيات، ميخائيل نعيمة وبدوي الجبل. وعن علاقته بالكتاب قال: منذ صغري والكتاب هوايتي والمكتبة مستقري والتجلي بين رفوفها عشقي، ولا أزال على ذلك منذ اليفاعة وحتى الكهولة والشيخوخة، والكتاب هو ما أنصح به جيل الشباب. وأوضح أنه أحب الأدب وتعرف منذ مطلع شبابه على أدباء كبار حيث كان يلقى بعضهم في مجلس عمه عبدالعزيز بالطائف، ومنهم أحمد عبدالغفور عطار مؤسس جريدة «عكاظ». وحول تقييم المعمر للحركة الثقافية في المملكة، ذكر أنه يرنو إليها بتفاؤل كبير، لاسيما في ضوء كثرة الأندية الأدبية والمنتديات والكتب والمجلات والمحطات والإذاعات، منتقدا تدني الإتقان والإجادة بسبب الحرص على النشر السريع واللهاث وراء الشهرة، وعن تقييمه لدور المنتديات والصالونات الثقافية الخاصة في المملكة، رأى أنها جديرة بالدعم الرسمي والأهلي لاسيما أنها تنهض بدور كبير في الإحياء والتنوير، مشيرا إلى أن نسبة الحضور فيها قد تزيد على الأندية الأدبية، وحول علاقته بالحجاز والطائف قال: وعيت شبابي في الطائف ودرست الابتدائية في مدرسة باب الريع السعودية عام 1370 ه، وكنت أشاهد الكتب في نافذة مجلس الدار وأشاهد الأدباء الكبار في مكتبة الثقافة بمقرها القديم داخل السوق، قبل أن تنتقل إلى مقرها بجوار بلدية الطائف القديمة، وفي هذه الأجواء عشقت الحياة بالطائف وتعلقت بالكتاب الذي كان يلهم في ذلك الزمان الإنسان ويوحي له بألوان من التخيلات والأفكار الرائعة.