احتفى ملتقى النص الذي أطلقه أدبي جدة مساء يوم الثلاثاء قبل أمس تحت عنوان (اللغة والإنسان) بالأديب أحمد عبدالغفور عطار مؤسس صحيفة عكاظ عام 1379، ورئيس تحرير مجلة (كلمة الحق). وكان العطار رجلا اجتماعيا وشخصية محبوبة لدى معظم الأوساط الأدبية والثقافية، حيث كرس حياته ومواهبه وطاقات نشاطه العقلي لخدمة البشرية . من جانبه اعتبر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في كلمته أثناء الملتقى أن ندوة تتخذ من اللغة والإنسان موضوعاً لها كفيلة بألوان من التأملات في علاقة العطف بينهما فاللغة مجلى إنسانية الإنسان وهل أصبح الإنسان إنساناً بغير هذه الهبة العجيبة التي نسميها اللغة وهل كلف الإنسان بغيرها وهل من وسيلة أبدع فيها هذا الكائن أن يحير هذه الحضارة واستحق خلافة الله تبارك وتعالى في الأرض بغير اللغة. وأضاف خوجه هذا أول لقاء لي في النادي الأدبي بعد أن أمر خادم الحرمين بدعم كل ناد أدبي ب 10 ملايين ريال وهي بادرة طيبة نستهل بها هذا النشاط الثقافي الأدبي الكبير بالنادي الأدبي بجدة ونحن نتشرف بوقائع ندوتكم هذه بما اعتبر بموضع جاد على اللغة والإبداع وبمشاركة صفوة من ألمع الباحثين والباحثات من المملكة والعالم العربي، وهل بلغ الإنسان المعرفة الحقيقية إلا باللغة فأتم الآدمي على مخلوقات الله سبحانه وتعالى كلها في سر اللغة الذي هو سر المعرفة ولعله من الشيق أن ينتهي إلينا معرفة الكون والأشياء بواسطة الكلمات وهل من معرفة تتم من غير الأسماء وهل يفرح الإنسان ويحسن ويسعد ويشقى ويبني ويهدم ويحب ويكره من غير كلمات اللغة. ونوه خوجه في كلمته بتقديم التهاني بمناسبة اختيار السعودية منى خزندار مديراً عاماً لمعهد العالم العربي بباريس، وقال إن هذا المنصب الثقافي الرفيع يعتبر مفخرة لكافة السعوديين والعرب وإبرازا للمكانة الثقافية التي حققتها المرأة السعودية محليا وعالميا بفضل دعم قيادة هذا الوطن. كما نوه بفوز الروائية السعودية رجاء عالم بجائزة البوكر وهذا إنجاز جديد ومهم للرواية السعودية، وقال لعله من الطريف جداً أن يتواكب حصول الروائية رجاء عالم على هذه الجائزة القيّمة مع موضوع الندوة موضوع الإنسان واللغة وأظنكم تتفقون معي في القول بأن رجاء عالم تتعامل مع اللغة بطريقة متفرّدة. وأضاف خوجة: لقد أحسن نادي جدة الأدبي حينما توّج ندوته هذه بتكريم شخصية أدبية وعلمية كبيرة ألا وهو الأديب واللغوي والمحقق الكبير العلامة الأستاذ أحمد عبدالغفور عطار -رحمه الله- صاحب المؤلفات الكثيرة في مختلف العلوم العربية والإسلامية وأحد بناة نهضتنا الأدبية في المملكة فهو قمة شماء في الدرس اللغوي تأليفا وتحقيقا وأسهب في مؤلفاته بالدفاع عن لغة القرآن الكريم.