تذكر الأديب عبد الرحمن بن معمر رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأسبق صديقه وأستاذه أحمد عبد الغفور عطار مؤسس صحيفة «عكاظ» في ملتقى الهاشمية في المدينةالمنورة أخيرا، موضحا أن عيناه تفيضان من الدمع كلما مر بجانب المستشفى الذي توفي فيه. وقال ابن معمر، مستحضرا شخصية عطار المميزة، «كان بمثابة المعلم والصديق الذي استفدت منه كثيرا، لأدبه الجم، وعلو كعبه في العلم الأدبي والتاريخي، ولما يحمله من شجاعة أدبية، ومخزون فكري كبير». وذكر ابن معمر قصة للأديب عطار لفت فيها إلى أن موقفه كان شجاعا، فعقب تأليفه كتاب «صقر الجزيرة»، وشى أحدهم عليه عند الملك فيصل، بأن الكتاب يمجد قادة كان الملك عبد العزيز قد انتصر عليهم فأصبحوا خصوما له، فطلب من العطار الرد على ذلك، وقال حينها: «إن لهؤلاء شجاعة اعترف بها الملك عبد العزيز، وهو قد انتصر على شجعان وقيادات كبيرة، وهنا تتضح شخصية المؤسس الشجاعة، يا جلالة الملك، صديقك من يصدقك، وأن هؤلاء الوشاة هم من لا يقدمون الصورة الحقيقية»، فأعجب الملك فيصل برد عطار ولم يسمح بعدها بوشاية الواشين. وتحدث ابن معمر عن العديد من القضايا الأدبية، مستحضرا موقفا للأديب عبد القدوس الأنصاري وعباس العقاد، عندما صحح الأنصاري قولا للعقاد حول إحدى المسائل التاريخية، وأشاد ابن معمر بجرأة الأنصاري في تصحيحه، رغم أن العقاد كان يرى أن الأصح ما قاله، فتبين له صحة ما ذهب له الأنصاري، فشكره على تصحيح المعلومة في تواضع من العقاد. واستعرض ابن معمر ذكرياته مع الصحافة، مشيرا إلى أن عددا من الشباب عملوا معه وكانوا من أبرز الصحافيين في ذلك الوقت وتنبأ لهم بمستقبل صحافي بارز، ومنهم: محمد التونسي، محمد الوعيل، وجاسر الجاسر، الذين أصبحوا أسماء كبيرة يشار لها بالبنان. وخلص حضور الأمسية التي جمعت عددا من علماء ومفكري ومثقفي طيبة، إلى الاستماع لفقرة فنية لكبار فناني المدينة.