قال رئيس تحرير المجلة العربية الدكتور عثمان الصيني إن جامعة أم القرى كانت تعج بتيارات كثيرة كالتيار الاخواني السوري ثم جاء التيار الاخواني المصري وجاءنا أساتذة درسوا في فرنسا وبريطانيا من جامعة شمس، وكان هناك أساتذة من الأزهر ومنهم الدكتور لطفي عبدالبديع أول من قدم البنيوية وجاء جيل عالي القرشي وجريدي المنصوري والذين تتلمذوا عليه والتقينا بمجموعة من المبدعين مثل محمد الثبيتي وعبدالله الصيخان ونشأت ما سميت بحركة الحداثة وكانت الكتب منفتحة على كل الاتجاهات والمذاهب في تلك الفترة فقد كنا نجد في تلك المكتبات كتاب “لماذا أُعدم سيد قطب” بنصف ريال وكنا نجد الكتب التي تروج للاشتراكية والشيوعية و”اعرف مذهبك” لمارتين وبالمقابل كانت هناك كتب كثيرة ضد الاشتراكية وكانت في باب السلام تتوفر كتب المذاهب الأربعة وغير المذاهب الأربعة. وأشاد في بداية محاضرته التي أقامتها له مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض قبل يومين ضمن سلسلتها في “تجاربهم في القراءة”، بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة وقال هي المكتبة الوحيدة التي استطاعت أن تقوم بحيوية وفاعلية كمكتبة وليست مجرد مخزن للكتب العتيقة، مشيداً بالمشروع الوطني للقراءة ودوره في تجديد الصلة بالكتاب لأننا في عصر كثر فيه القول بانصراف الناس عن القراءة. وعرّف الدكتور الصيني القراءة الحرة بأنها هي غير المرتبطة بالعمل وليست مطلوبة في الدراسة والعمل، وأشار إلى أن مصادر القراءة ليست ورقية والتي شاعت في العقود الماضية وأصبحت أكثر المصادر. وتحدث عن المصادر الشفوية للثقافة التي نهل منها بمعناها المقصود الشامل والكتاب أحدها بالإضافة للفنون المختلفة والشعر الشعبي، وقال: نجد في الطائف التراث الشعبي منتشرا سواء كانت الملاعب بشكل شبه يومي أو في مناسبات الأفراح فقد سمعنا كل شعر القبائل والذي اتصل جزء منه بالشعر العربي الفصيح وكنا نسمع البيت الشعبي ونجد بيت الشعر بنفس المعنى في شعر حسان بن ثابت فهناك ربط بين الشعر الشعبي والفصيح أدت إلى أن يكتب عبدالله بن خميس كتابه “التشابه بين القصائد الشعبية والفصحى” وكان هناك مجالس أدباء الحجاز في الطائف يحضرها كبار الأدباء مثل أحمد عبدالغفور عطار وهذه المجالس كنا نشاهدها ونحن صغار في الاحتفالات الشعبية والفنون الشعبية في الأعياد.