مع بزوغ شمس كل يوم جديد، ينكشف القناع عن مشاريع المدينة المتعثرة والتي كان من المفترض أن تنتهي وفق الجدول الزمني المحدد مسبقا حيث يتوجب على كل شركة وضع الموعد لتسليم المشروع بشكل نهائي، وهو ما أقرته الجهات المختصة بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد «نزاهة»، إلا أن أسبابا كشفها المسؤولون عن تلك المشاريع، ساهمت بشكل كبير في انتهاء المدة المحددة لتسليم المشروع دون أن يتم إنجاز نسبة كبيرة منه وفي بعض الأحيان قد ينتهي الموعد المحدد لتسليم المشروع ولم تبدأ الشركة في المشروع لأسباب إدارية، وتراوحت الأسباب بين بيروقراطية الجهات المشرفة على المشروع وتقاعس الشركة المنفذة بل إنه في أحيان أخرى يصدر أمر بإيقاف المشروع لأسباب خارجة عن إرادة الشركة المنفذة والجهة الحكومية التي يتبع لها المشروع كاعتراض الأهالي على مخطط المشروع. «عكاظ» تنقلت بين أحياء المدينة لرصد أبرز المشاريع الحيوية والتي بمجرد الانتهاء منها سوف تساهم في فك الاختناقات المرورية وانسيابية الحركة. جسر السلام رغم من قرب انتهاء مشروع جسر السلام الذي لا يبعد سوى خطوات قليلة عن المسجد النبوي الشريف، إلا أنه لازال يسجل الأسبقية في قائمة طويلة تتضمن «المشاريع المتعثرة»، والتي باتت تسجل أرقاما تصاعدية خلال العام المنصرم، حيث سجل مشروع تقاطع طريق الملك فيصل مع طريق السلام رقما قياسيا في تأخر تنفيذه حيث قارب الآن التسعة أعوام منذ اعتماد العمل فيه، حيث تعرض المشروع إلى فترة توقف قاربت 60 شهرا، وذلك قبل أن يتدخل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة السابق في إنهاء تعثر المشروع، وذلك من خلال توجيهه باستبدال النفق الذي كان مقررا في السابق إلى «كوبري» وذلك بعد دراسات أجرتها هيئة تطوير المدينةالمنورة، ولازال المشروع حتى هذه اللحظة يسابق الزمن للدخول في حيز التنفيذ. وقد تسبب توقف المشروع في خسائر مالية قدرها عدد من المستثمرين بأكثر من (50) مليونا سنويا، فضلا عن اختناق الحركة المرورية بالمنطقة المحيطة بالمشروع غرب المسجد النبوي الشريف وتعطل حركة المشاة من أهالي المدينة وزوار المسجد النبوي. الأعمال الإنشائية ورصدت «عكاظ» خلال جولة ميدانية أمس الأول استمرار الأعمال الإنشائية لمشروع تقاطع طريق الملك فيصل مع طريق السلام، والذي يعتبر من أهم الطرق المؤدية للمسجد النبوي الشريف، حيث لوحظ التقدم الكبير في إنجاز المشروع بعد صدور توجيه أمير المدينةالمنورة في شهر جمادى الأولى من العام 1432ه، حيث لم يتبق سوى القليل، ويأمل أهالي المدينةالمنورة في أن يتم الانتهاء من المشروع في أقرب فرصة ممكنة للمساهمة في انسيابية الحركة المرورية بالقرب من المنطقة المركزية. طريق الهجرة يعد طريق الهجرة من أبرز المشاريع المتعثرة في المدينةالمنورة حيث شهد المشروع فترة توقف قاربت العامين، وذلك بعد صدور قرار بإيقاف العمل فيه بسبب حدوث تطور جديد في تنفيذ المشروع، تضمن تحويل المشروع من جسر إلى معبر سفلي ورغم انتهاء المدة المحددة لتسليم المشروع من قبل وزارة النقل، إلا أن الشركة المنفذة لم تتمكن من إنجاز حتى 30% من المشروع. إلى ذلك، كشف مدير عام إدارة الطرق والنقل بمنطقة المدينةالمنورة المهندس زهير بن عبدالله كاتب، أن المخطط التصميمي المعتمد لتقاطع الأمير سلطان بن عبدالعزيز مع طريق الهجرة تم تعديله ليصبح معبرا سفليا بدلا من تقاطع علوي ما تسبب في تعثر المشروع، مضيفا أنه جار التنسيق مع الإدارات الخدمية لترحيل الخدمات التي تتعارض مع المشروع من خطوط كهرباء ومياه واتصالات وأعمال تشجير لافتا إلى أنه سوف يتم تحديد موعد جديد للشركة المنفذة لتسليم المشروع بعد تعثره طوال الفترة الماضية.