وأنت تسير في شوارع المدينةالمنورة تشاهد سلسلة من مشاريع التطوير، والتي مضى على بعضها أعوام طويلة دون أن ترى النور، وظلت محلك سر، خاصة أنها تعرقل حركة السير وتصبح مثل جلطة قاتلة في الشرايين. وأجمع عدد من أهالي المدينةالمنورة أن مشاريع الطرق المتعثرة تعرقل حركة السير وتشوه الشوارع، وأن الضرورة تقتضي مساءلة الجهات المسؤولة عن تنفيذها. وبين الأهالي أن الجميع يتذكرون أشهر المشاريع التي طالت مدة إنشائها، ومنها مشروع نفق السلام الذي استمر العمل فيه سبعة أعوام ولم ينته العمل فيه، فضلا عن مشروع طريق الهجرة وعدد من المشاريع الأخرى المنتشرة في أحياء المدينة. يقول حسين الحربي إن مشروعا مثل مشروع السلام كان من المفترض أن ينتهي خلال ثلاثة أعوام، ومؤخرا سمعنا أن المشروع تم إيقافه لاختلاف وجهات النظر فمنهم من يريده نفقا ومنهم من يريده جسرا، واختلافهم هذا أدى إلى أن يتعطل إنشاء المشروع سبعة أعوام أدت إلى تضرر السائرين على هذا الطريق، ويطالب الحربي بوضع آلية محددة لتنفيذ المشاريع في المدينة حتى لا يتم تأخيرها أو تعثرها. ويطالب منصور سليمان سرور مرور المدينة بتكثيف تواجده في الأماكن التي بها مشاريع وتنظيم الحركة فيها، قائلا «هذه الأماكن تشهد زحمة وربكة لا تطاق، بل إنها تؤخر المارين، وخاصة في الصباح أثناء توجههم لأعمالهم». بينما يقول أسعد فلمبان «المشاريع التي بجوار المسجد النبوي تقام في منطقة حيوية جدا خاصة إذا علمنا أنها تشهد توافد أعداد هائلة من الزوار سواء في موسم الحج أو في موسم العمرة لذلك لا بد من تسريع عجلة إنشاء المشاريع فيها ولا يسمح للشركات المنفذة بأي تأخير. من جانبه أوضح سليمان العوفي أن مشروع تعديل وتوسعة طريق الهجرة أصبح وكأنه يمشي على ظهر سلحفاة، ويؤيد كل من يطالب بمعاقبة الشركات المتسببة، مؤكدا أن موضوع إنشاء وتوسعة الطريق طالت مدته بشكل غير معقول. وقال نامي المطيري، «التأخر في المشاريع أو تعطيلها يسبب عددا من الإشكاليات، أهمها تأخر الاستفادة من المشروع نفسه بالإضافة إلى أن طول بقاء المشروع في الموقع منظره غير حضاري كما أنه يتسبب في عرقلة الحركة المرورية»، ويطالب المطيري بضرورة أن تكون هناك آلية للتسريع في إنشاء المشاريع وعدم تأخرها. وقال مسعود المهلكي إن تأخر المشاريع يساهم في عرقلة حركة السير وتعطيل مصالح المواطنين داعيا إلى معاقبة المقاولين المتعثرين. وأدى تضجر المواطنين إلى تحرك أمانة منطقة المدينةالمنورة بسحب المشاريع الجاري تنفيذها من المقاولين المتقاعسين بعد استكمال الإجراءات النظامية، وقال أمين المدينةالمنورة الدكتور خالد طاهر، «استمرار البطء في تنفيذ المشاريع يعرقل النهضة التنموية التي تشهدها المنطقة». مضيفا أنه أوصى الإدارات المتخصصة بالأمانة أثناء جولة تفقدية بمتابعة المشاريع والتأكد من إنهاء المشروع وفق الشروط والمقاييس المنصوص عليها في العقد مع الالتزام بالبرنامج الزمني المعتمد مسبقا. المهندس محمد العلي أمين هيئة تطوير المدينةالمنورة أوضح أن الهيئة وضعت على كل المشاريع المنفذة حاليا لوحات تبين سير المشروع وقيمته ومتى ينتهي وبكل شفافية حتى يطلع المواطن على سير المشروع بنفسه، مشيرا إلى أن هيئة تطوير المدينة قامت بمعالجة كافة القضايا المعلقة في السابق، وتحريك عجلة المشاريع القائمة. من جهته أوضح مدير عام إدارة الطرق والنقل في المدينةالمنورة المهندس زهير كاتب أنه لا توجد مشاريع متعثرة في منطقة المدينةالمنورة، التعثر يعني التوقف نهائيا عن العمل بسبب ظروف طارئة خارجة عن إرادة المقاول، لكنه يعود ويقر بوجود تأخير في بعض مشاريع الطرق مثل طريق المدينةالمنورةتبوك ومشروع خيبر الحائط وطريق الصويدرة حزرة. وأضاف كاتب أن تأخير تنفيذ مشروع تقاطع مدخل الهجرة يعود إلى تغير المشروع من جسر إلى نفق، وبين كاتب أنه تم تحرير خطابات إنذار لعدد من المقاولين بسبب التأخير. وفي نفس السياق أوضح الدكتور صلاح الردادي رئيس المجلس البلدي في المدينةالمنورة أن المجلس في إحدى جلساته استمع للتقرير الذي قدمه رئيس لجنة المشاريع ونزع الملكيات المهندس عبدالعزيز مرشد عن سير العمل لبعض المشاريع التي تقوم بتنفيذها الأمانة وعددها 48 مشروعا ووجدنا أن أسباب تعثر تنفيذ بعض المشاريع يعود إلى أمور عدة، بينها قلة إمكانيات المقاول بنسبة 41 في المئة وبسبب ضرورة ترحيل الخدمات بنسبة 21 في المئة وسبب الحاجة لنزع الملكيات واعتراض المواطنين، وتحفظ المقاول من استلام موقع وإعادة جدولة البرنامج الزمني بنسبة 10 في المئة. إشارات تنبيه العقيد عمر النزاوي المتحدث الإعلامي بمرور المدينةالمنورة نفى ما ذكره المواطنون عن وجود ربكة مرورية في مواقع المشاريع، مؤكدا أنه بالتنسيق مع الجهات المنفذة لهذه المشاريع تم إيجاد خطة مرورية تساعد على انسيابية الحركة المرورية من خلال إلزام هذه الشركات بوضع إشارات ملفتة تنبه السائقين، بالإضافة إلى قيام رجال المرور وعلى مدار الساعة بتنظيم الحركة المرورية في هذه المواقع.