فازت دبي بتنظيم معرض أكسبو 2020 بعد أن تقدمت في الجولة الأولى من تصويت استضافة أكسبو 2020 بحصولها على 77 صوتا من أصل 163 صوتا. ويصوت المندوبون المشاركون في الجمعية العمومية للمكتب الدولي في باريس خلال اجتماعهم في اقتراع سري بدأ من الساعة 14,30 (13,30 ت غ) بعد مشاركتهم في جلسة صباحية لتقديم المدن المرشحة عروضا عن مشاريعها. وسيتم معرفة المدينة الفائزة «في المساء» بحسب الجهة المنظمة. تختار الدول الأعضاء ال168 في المكتب الدولي للمعارض المدينة الفائزة بحق استضافة معرض «إكسبو 2020» الدولي، في منافسة بين دبي مع أزمير التركية وساو باولو البرازيلية وإيكاتيرينبورغ الروسية ذات أبعاد اقتصادية ورمزية مهمة. وقامت الدول الأربع المشاركة في المنافسة - الإمارات، البرازيل، تركيا، روسيا - بحملات مكثفة لإظهار مزايا المدن المرشحة، وهي 4 مدن تشهد دينامية اقتصادية لافتة. وفي هذا الإطار، تعول دبي على تقديم صورة «مختلفة» عن عالم عربي متسامح ومنفتح قادر على مواجهة تداعيات الاضطرابات في الشرق الأوسط. خلال سنوات قليلة استطاعت دبي أن تنقل ثقافتها من المحلية والإقليمية إلى الصعيد العالمي، مرتكزة على العديد من المنجزات التي بنت عليها هذا التقدم، حيث استوجب التطور الديناميكي الذي تشهده دبي إنشاء هيئة تكرس وقتها لحفظ قيم المدينة وتقاليدها وتراثها المميز، في الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز مركز الإمارة كوجهة ثقافية رائدة في المنطقة. ومن أجل الوصول إلى تلك الغاية تأسست هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة» في العام 2008 على يد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وذلك بهدف قيادة التطور الفني في دبي وتقوية دورها كمركز حيوي يساهم في صنع مشهد الفن والثقافة على صعيد المنطقة. ومنذ بداية مشوارها، أطلقت دبي للثقافة العديد من المبادرات الرائدة التي وضعت دبي في قلب خريطة العالم الفنية. سمعة مميزة اكتسبت دبي، موطن العديد من الإنجازات العالمية الكبيرة، سمعة مميزة كمركز متعدد الثقافات للإبداع والابتكار، وهي سمعة وصلت أصداؤها إلى أهم مؤسسات الفن العالمية. وبفضل مساحات ثقافية وفنية خاصة وأكثر من 70 معرضا فعالا ونشطا على مدار السنة، نجح مجتمع الفنون المزدهر في دبي في استقطاب اهتمام متزايد على صعيد المنطقة، نظرا لقربه ومساهمته في سطوع نجم العديد من الموهوبين أصحاب الذوق الرفيع، ولقد أثبتت دبي أهميتها وموقعها الحيوي على خريطة الفن العالمية. مبادرات إن الدعم الحكومي المميز والمتمثل بالمبادرات الثقافية ساهم في خلق بيئة مثالية تشجع الفنانين المحليين على الإبداع، كما قدم حافزا للمجتمع للتفاعل والمشاركة أيضا مما أنشأ قاعدة قوية لجامعي الفنون. وقد نال الفنانون المخضرمون والصاعدون التقدير والتكريم هنا وفي الخارج أيضا، ليسرقوا الأضواء خلال الظهور الثاني لجناح دولة الإمارات العربية المتحدة في معرض البندقية الفني. المشهد الثقافي ويمكننا مشاهدة التطور الذي يطرأ على المشهد الثقافي لدبي بشكل جلي في منطقة القوز الصناعية التي أصبحت موطن العديد من المعارض الفنية، وأماكن التدريب الخاصة بالموسيقيين والممثلين فضلا عن استوديوهات التصوير والتصميم. وهذا الازدهار شبيه بما شهدناه في مراكز فنية شهيرة مثل «فاكتوري 798» في بيجينغ، حيث تحولت المناطق الصناعية إلى ملاذ لصناعة الفن وازدهاره. هذا بالإضافة إلى قرية البوابة، في مركز دبي المالي العالمي الذي يمثل وجهة حيوية أخرى للفن والثقافة. المهرجان السينمائي يعد مهرجان دبي السينمائي العالمي أحد الأوجه الثقافية البارزة التي تحققت لدبي خلال السنوات العشر الماضية والذي يحتفل هذا العام بدورته العاشرة في الفترة من 6 – 14 ديسمبر 2013. والمهرجان استطاع منذ انطلاقته في 2004 أن يتحول إلى المهرجان السينمائي الرائد في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، حيث شكل قاعدة للسينمائيين العرب لعرض إبداعاتهم أمام الجماهير العالمية، وقاد حركة صناعة السينما في المنطقة. مكانة عالمية وهو بذلك يؤكد على مكانته على الصعيد العالمي، مواصلا سعيه ليكون أحد أهم الأحداث على الساحة السينمائية العربية، مع المساهمة في تطوير ودفع عجلة نمو صناعة السينما في المنطقة. مهرجان رائد من جهتها قالت المخرجة والناقدة السينمائية هناء العمير إن مهرجان دبي أثبت نفسه في الفترة الأخيرة كأحد أهم المهرجانت السينمائية في المنطقة ونجح في استقطاب العديد من الأسماء المهمة في الإنتاج السينمائي العربي والدولي وأصبح حلقة وصل مهمة بين السينمائيين في مختلف أنحاء العالم وشكل واجهة فنية عالمىة لدبي منحها رصيدا إضافيا في معركة تنظيم مهرجان «إكسبو 2020». وأضافت أن المهرجان بصمة واضحة على ضيوفه بما قدمه من فعاليات وورش عمل وندوات وجلسات حوارية مع تقديم باقة من أروع الإبداعات السينمائية من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى ما يتمتع به من مكانة بارزة في الدعوة إلى التبادل الثقافي، والتقريب بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب. من جهتها أكدت العنود أبو النجا الرئيس التنفيذي لشركة «روابط الاحتراف» لتنظيم المعارض والمؤتمرات أن سبب نجاح دبي وفوزها بتنظيم معرض إكسبو 2020 لعدة أسباب أهمها بنيتها التحتية، والأمن والأمان، والموقع الجغرافي، وأخيرا عدم إقامة المعرض بهذه المنطقة من العالم، والذي يعطي دبي بعدا أكبر عن المدن المترشحة للفوز بشرف التنظيم للحدث العالمي، وأن البنى التحتية من مطارات وطرق وخدمات تحتاجها أي مدينة تسعى لإقامة فعالية ضخمة، في إشارة إلى ما تتمتع به دبي من تلك المقومات. ويقول عادل عبدالشكور مختص في صناعة الفعاليات بجدة إن فوز دبي هو مكسب للعرب جميعا، فهو معرض عالمي يستقطب جميع شرائح القطاعات الاقتصادية وله سمعته على الساحة الدولية، ولاشك أن دبي سوف تستثمر أكثر من 30 مليار ريال في البنية التحتية، وأن هذا المعرض يوظف أكثر من 250 ألف شخص ويستقطب 25 مليون زائر. وبين عادل أن دبي أكدت للعالم أن فوزها على تركياوالبرازيلوروسيا في تنظيم هذا الحدث العالمي يعكس بعد نظرها وخبرتها في تنظيم صناعة الفعاليات والمؤتمرات بالمنطقة ويسهم في رفع معدلات نمو الناتج الإجمالي المحلي.