تضطلع أوكرانيا بادروا حيوية وفاعلة في الملفين السوري والإيراني النووي، وذلك بعد ترؤسها دورة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي لهذا العام الأمر الذي يعطي كييف صلاحيات تنطوي على دعم خطوات السلام والأمن في أوروبا، وبالتالي متابعة المفاوضات الجارية بشأن الملف السوري، فضلا عن الملف النووي الإيراني في وقت كانت فيه كييف، أعلنت عن استعدادها للوساطة بين طهران والمجموعة الدولية في الشأن النووي. وأكد وزير خارجية أوكرانيا ليونيد كوجارا في حوار ل«عكاظ» حرص بلاده على توطيد العلاقات مع المملكة وسعيها لتكثيف التعاون مع الرياض، لافتا إلى ديناميكية العلاقات الأوكرانية السعودية، منوها باحترام اعتذار المملكة لمجلس الأمن. وأوضح كوجارا أن كييف من موقعها كرئيسة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي ترى أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط أمر ضروري، انطلاقا من مفهوم خيار الدولتين فضلا على أهمية تحقيق الخيار السياسي للأزمة السورية.. فإلى التفاصيل: بعد إعلان الائتلاف السوري للمعارضة بالموافقة المشروطة لحضور مؤتمر جنيف 2.. ما هو موقفكم وكيف تقرؤون ملف الأزمة السورية؟ نحن ندعم الجهود الدولية والعربية للتوصل إلى حل سياسي في الأزمة السورية والترتيب للمرحلة الانتقالية، وقد تابعنا باهتمام اجتماع المعارضة السورية الأخير في إسطنبول وما تمخض عنه من نتائج، وبرأيي أن الأهم الآن هو الجلوس على طاولة الحوار والتفاوض في ظل مؤتمر دولي للسلام في سورية أو اجتماع جنيف 2 الذي ينبغي أن يعقد قبل نهاية العام أو ربما في هذا الأسبوع الجاري من شهر نوفمبر حسب المعلومات الأخيرة التي وصلتنا. وبالطبع يهمنا أن يتم وقف إطلاق النار لبدء مرحلة التفاوض في ظل اهتمامنا بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية. هناك 600 كيومتر من الحدود بين العراق وسورية.. ما موقفكم من تدخل حكومة المالكي في الشأن السوري ودعمه لنظام الأسد؟ نحن نعتقد أن الوقت الحالي يتطلب وقف تسريب السلاح إلى سورية والبدء في مرحلة تسوية للبلاد تحد من نزيف الدم وتدعو إلى عملية التركيز على وضع اللاجئيين السوريين في دول الجوار، في نفس الوقت فقد وكلنا مفوض الخارجية الأوكرانية للشأن السوري الدبلوماسي هينادي لاتي بنقل الأوضاع في سورية إلينا والتحدث مع الائتلاف المعارض، فضلا عن مفاوضات خاضها في سورية أدت إلى ترحيل 500 مواطن أوكراني كانوا يعملون في سورية إلى كييف، ويأتي هذا الإجراء في ظل جهود اتخذناها لحماية الأوكرانيين العاملين في سورية، لا سيما بعد خفض متوسط إنتاج الشركات الأوكرانية في سورية من النفط. وأود أن أؤكد هنا أننا ندعم الموقف الدولي لتحقيق الاستقرار في سورية عبر الحوار. ما تقييمكم للعلاقات السعودية الأوكرانية؟ في البداية أود أن أهنئ القيادة السعودية وكذلك الأوكرانية، بمناسبة مرور 20 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، مع تطلعات بأن هذه الفترة التي اتسمت بمشاعر الصداقة والتفاهم والدعم هي بمثابة بداية لتعاون أكبر وأكثر فعالية. كما أؤكد على أن العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد منذ عام 1993 توجها ديناميكيا ملحوظا ينطوي على اهتمام الدولتين بتعزيز هذه العلاقات وتطويرها واستمرار التنسيق بين البلدين.. حيث تم تكثيف التعاون خلال السنتين الماضييتين في ملفات سياسية متعددة من خلال تشجيع تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين من البلدين، وتعميق العلاقات البرلمانية في ضوء مفهوم الصداقة والتعاون وفي ظل المنظمات الدولية. والحقيقة أني فخور بأننا نكون شاهدين على ارتفاع حجم التبادل التجاري بيننا وبين المملكة، حيث وصل بنهاية العام الماضي إلى أكثر من بليون دولار أمريكي وهو حجم ضم ارتفاعا في صادرات أوكرانيا إلى المملكة وارتفاع واردات السعودية إلى أوكرانيا. كيف ترون موقف المملكة من مجلس الأمن واعتذار الرياض عن قبول مقعد غير دائم بمجلس الأمن؟ بالطبع نحن نحترم موقف المملكة الذي يأتي وسط نداء يطالب بضرورة تطوير المنظمة الدولية لتتوافق مع تحديات القرن ال21 ولقد انتهزنا فرصة وجودنا في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العمومية وأجرينا اتصالات مع الجانب السعودي للتعرف على الرؤى السعودية وعلى إمكانات التعاون المستقبلية بين بلدينا. في عام 2009 تم افتتاح سفارة خادم الحرمين الشريفين في كييف.. كيف ترون التعاون مع السفارة؟ أود أن أشيد هنا بالفعاليات الحيوية التي تقوم بها سفارة خادم الحرمين الشريفين في كييف لا سيما وأنها منذ افتتاحها تقوم بدور فعال وهام في تطوير العلاقات الأوكرانية السعودية وفي جميع المجالات. كيف تقيمون مستقبل التعاون بين بلادكم والمملكة؟ لدي قناعة بأن العلاقات مع المملكة لها مستقبل كبير، إذ إنها علاقات ترتكز على استعداد من الجانبين لدعم هذا التعاون، لاسيما وأننا يهمنا أن يكون ثقل العلاقات باتجاه مستقبل أفضل للدولتين، خاصة إذا ما نظرنا إلى اهتمامنا بملف الاستثمار بين البلدين، وأود أن أخص هنا الملف الزراعي والمبني على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لتأمين الأمن الغذائي بالمملكة. وبالطبع لا ينبغي أن نتجاهل التعاون في ملف الطاقة والبحث العلمي مع مؤسسات وجامعات المملكة فضلا عن التعاون في مجال الطيران المدني. ما هو الدور الذي تلعبه كييف فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط؟ أوكرانيا كانت وستظل دائما مدعمة للسلام والتعايش السلمي بين إسرائيل وفلسطين في إطار مفهوم مبني على التفاهم والثقة المتبادلة. كما أننا ندعم الجهود المتعددة الأطراف لتحقيق السلام الدائم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والعمل بخيار الدولتين، إسرائيل وفلسطين دولتان تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمان، ونحن هنا نقف مع دول أخرى تدعم هذا التوجه. في نفس الوقت نقدر جدا جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية لتحقيق السلام الدائم في هذه القضية، كما نرحب بخارطة الطريق التي وضعتها الرباعية الدولية والتي ترتكز على المبادرة العربية للسلام والجهود الأخيرة التي تهدف إلى استئناف المفاوضات المباشرة.. من وجهة نظرنا نعتقد أن المفاوضات المباشرة. من المعروف أن بلادكم مرتبطة بعلاقات مع العراق.. كيف ترون الأحداث الجارية الآن هناك؟ أود أن أؤكد في بادئ الأمر أننا دولة ترأس دورة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في دورته لعام 2013 هذه المهمة تجعلنا حريصين جدا على مبادئ حقوق الإنسان ونبذ العنف والطائفية ومن هذا المنطلق وبصرف النظر عن العلاقات التي تربطنا مع العراق وهي علاقات متنوعة فإن الأحداث الجارية وارتفاع العمليات التفجيرية تجعلنا نشعر بقلق كبير، في نفس الوقت كان لنا مداخلة في قمة الأوروبي وأوكرانيا الأخيرة في بروكسل حول العراق وقلنا إننا نرى ضرورة وجود تعاون إقليمي للحد من الأسلحة المتنقلة عبر الحدود، في نفس الوقت شجعنا شركاءنا في الأوروبي على بدء الخوض في مشروع إعادة تعمير العراق وضم تركيا في الحوار الإقليمي بهذا الشأن بجانب دول محورية في المنطقة مثل المملكة.