أعرب وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لاتجاك عن قلق بلاده الشديد إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متنام وخطير في سورية، موضحا أن سلوفاكيا تؤيد قرارات القمة الأوروبية الرامية لنقل ملف جرائم النظام السوري للمحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب. وحذر لاتجاك في حوار أجرته «عكاظ» من استخدام القوات السورية للأسلحة الكيماوية ضد الشعب، مطالبا بدور فاعل من مجلس الأمن لحل الأزمة. وأشاد بالعلاقات السلوفاكية السعودية، معربا عن تقديره لمبادرات الملك عبدالله لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والالتزام الكامل بعملية السلام في الشرق الأوسط. وعن الملف النووي الإيراني أكد لاتجاك أن بلاده لا تمانع من قيام إيران بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، ملفتا إلى أهمية عدم المساس بأمن واستقرار منطقة الخليج، وإلى نص الحوار: كيف ترون الأزمة السورية في ظل التحركات الدولية؟ نحن ندين بشدة تردي الأوضاع الإنسانية في سورية التي وصلت لمرحلة خطيرة جدا ونطالب بالإسراع لوقف معاناة الشعب السوري ونتابع باهتمام تقرير لجنة الإغاثة العليا للأمم المتحدة والتي حذرت من كارثة إنسانية في الشرق الأوسط بسبب نزوح مليوني سوري إلى خارج سورية. ولقد أكدنا مرارا إدانتنا للعنف وتكرار الاشتباكات العسكرية واحتمال استخدام أسلحة محظورة مثل الأسلحة الكيماوية، وأيدنا تشكيل ائتلاف المعارضة والقوى الثورية، ونحن ملتزمون بالقرارات الأوروبية المعنية بالملف السوري والدعم الكامل لمهمة الإبراهيمي، كما أننا نؤمن بأنه لابد من تكثيف الجهود لإيجاد حل سياسي سلمي. وماذا عن الجهود العربية لحل الأزمة وكيف قرأتم خطاب الأسد الأخير؟ نحن نؤيد الجهود العربية ونقف بل وندعم الجامعة العربية والمفوض الدولي العربي الإبراهيمي ونرى أن على الدول العربية بذل جهود أكبر لحل الأزمة. ونأسف أن بشار لم يعرب في خطابه عن نية صادقة لإيجاد حل سياسي مقنع للأزمة، ومنذ مارس 2011 قتل 60 ألف سوري حسب تقرير الأممالمتحدة، وسنواصل جهودنا بالمشاركة مع الاتحاد الأوروبي وأصدقائنا لوقف العنف في سورية والبدء في حوار شامل يضم جميع أطياف الشعب السوري لتحقيق الديموقراطية وسياسة الإصلاح، فضلا عن موقفنا المؤيد لقرارات القمة الأوروبية والرامية لنقل الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية لجرائم الحرب خاصة أننا أعربنا عن قلقنا مما تردد عن استخدام القوات السورية للأسلحة الكيماوية ولهذ نطالب بدور فاعل من مجلس الأمن. يسعى الفلسطينيون لتفعيل المصالحة الوطنية وإجراء انتخابات جديدة، كيف ترون التوجهات الفلسطينية الجديدة؟ نحن نرحب جدا بهذه الجهود الفعالة، ونرجو أن تؤدي لإنشاء الدولة الفلسطينية وتحريك عملية السلام، ونؤكد على دعمنا الكامل للمرحلة الانتقالية التي ربما ترى النور قريبا في الأراضي الفلسطينية بعد عملية المصالحة الكاملة، ونرى أنه لا بديل لخيار الدولتين ودعم التعايش السلمي بين إسرائيل والفلسطينيين. وأود أن أذكر هنا بالتواصل المتواصل ما بين الاتحاد الأوروبي والجامعة ولجنة المبادرة العربية للسلام، وفي نفس الوقت نقدر جهود خادم الحرمين الشريفين ومبادرته لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وسنطالب بتفعيل دور الرباعية الدولية وحث الأطراف على المفاوضات المباشرة بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية. ماذا تم في لقائكم الأخير مع سفير فلسطين في سلوفاكيا؟ في الحقيقة كان لقاء مثمرا جدا وبحثت مع السفير بساوو العلاقات الثنائية والأوضاع الفلسطينية لا سيما الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني. وأكدت له على ضرورة تكثيف الدور السلوفاكي في المجال السياسي والاقتصادي لا سيما بعد الجولة التي قام بها رجال الأعمال السلوفاك إلى السلطة الفلسطينية وتعرفوا على الاحتياجات الملحة هناك، كما اتفقت معه تكثيف التشاور بين الخارجية السلوفاكية والفلسطينية على خلفية مذكرة التفاهم التي وقعت عليها خلال زيارتي إلى رام الله في عام 2010. وأؤكد على موقف بلادي الرامي لتحقيق السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط ونرى أن بيان الرباعية الدولية يتضمن نقاطا هامة وأسسا لعملية السلام في المنطقة. كيف تقيمون العلاقات السلوفاكية السعودية؟ العلاقات مع المملكة تشكل جسر تواصل مع المنطقة العربية ومع دول مجلس التعاون الخليجي وهي علاقات جيدة وهامة جدا. ونحن نتعاون مع الجانب السعودي في مجالات عدة، وبرأيي أن الملفات التجارية تتصدر هذه العلاقات إلا أن الملف السياسي فيما يخص قضايا المنطقة العربية يحظى بالأولوية، فضلا عن الملف النووي الإيراني الذي يعتبر من أهم الملفات الهامة ونسعى للتشاور فيه مع الجانب السعودي.. ونسعى جادين لدعم هذه العلاقات وتطويرها في المرحلة القادمة. إذن ما هو تقييمكم للعلاقات السلوفاكية الخليجية؟ لا شك أنها علاقات جيدة ونهدف لتطويرها، وأعربنا عن ذلك في لقاءات متعددة مع شركائنا في مجلس التعاون، كما شاركت في القمة الأوروبية الخليجية التي عقدت في لوكسمبورج وتعرفنا على طموحات مجلس التعاون الخليجي لتحقيق خطوات الاتحاد التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وكان من الملفت التوافق في وجهات النظر لا سيما ما يخص تكثيف العلاقات والاهتمام بالجانب الاستراتيجي والأمني والاقتصادي ونزع الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل إلى ملف مكافحة الإرهاب، كما اتفقنا على وضع برنامج شامل حول سبل تفعيل العلاقات الأوروبية الخليجية لمناقشتها خلال القمة المشتركة والتي تستضيفها البحرين هذا العام، ومن جانبنا نعمل على تطوير العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي في جميع الاتجاهات. ما تعليقكم على السياسة الإيرانية فيما يخص الملف النووي الإيراني؟ نحن نرى أن حل مشكلة البرنامج النووي الإيراني تدخل في إطار الأمن الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، لذلك نحن نتطلع إلى لقاء مرتقب بين المجموعة الدولية وإيران علما بأنه لا خلاف على الاستخدام السلمي للطاقة النووية في إيران، ولكن نرفض التهديدات. كيف تنظرون للوضع الداخلي في مالي؟ الوضع في مالي مقلق جدا لا سيما بسبب نزوح العديد من المواطنين إلى العاصمة، الأمر الذي يتطلب إجراءات إنسانية سريعة ونحن نقدم المساعدة في هذا الملف.. ونحن نؤيد الموقف الأوروبي الداعم للخطوات التي تم اتخاذها لحل أزمة مالي والتوصل إلى خارطة طريق لحل سياسي للأوضاع الراهنة، وقد تمت مناقشة الوضع المالي أثناء لقاء كبار الدبلوماسيين لمجموعة ال 8 دول الصناعية في لندن مؤخرا، فضلا عن دعمنا مع الاتحاد الأوروبي قرار مجلس الأمن رقم 2085 الصادر والذي أعطى غطاء أمميا للتحرك العسكري ضد الإسلاميين المسلحين. أنتم من الداعمين للأمن الاستراتيجي بين دول أوروبا الشرقية.. ماذا تم في لقائكم الأخير بالعاصمة الليتوانية؟ أعتقد أن الأمن الاستراتيجي يهم كل دولة في المحيط الإقليمي لها وقد استضافت لتوانيا وهي الدولة التي سترأس الاتحاد الأوروبي بدءا من صيف هذا العام المؤتمر الدولي للأمن الاستراتيجي بالعاصمة فيلنيوس.. وتشاورنا حول سياسة الطاقة والملفات التجارية والاقتصادية وناقشنا دورنا في إطار المؤسسات الأوروبية، كما أكدنا على دعم العلاقات الاستراتيجية بين مجموعة دول فيزاجراد الأربع وهي تضم بجانب سلوفاكيا المجر وجمهورية التشيك وبولندا مع مجموعة جمهوريات البلطيق الثلاث وهي لتوانيا ولاطفيا وأستونيا. ما هي أوجه النشاطات التي تستعد لها العاصمة السلوفاكية كاشاو؟ نحن سعداء جدا باختيار مدينة كوشيتسه عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2013 حيث تقتسم هذا اللقب مع المدينة الساحلية الفرنسية مارسيليا.. وكوشيتسه جسر تواصل إلى النمسا وإيطاليا وأوكرانيا وروسيا.. ويسعدنا أن تتاح لنا الفرصة بتقديم هذه المدينة كمنطقة سياحية على نهر هورناد على الحدود مع المجر.. ويهمنا تعريف المدينة ليس فقط لعام 2013 وإنما للمستقبل كموقع سياسي وتاريخي هام لبلادنا.