أوضح وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس أن الوصول لهدنة بين حركة حماس وإسرائيل خطوة إيجابية مؤكدا أن العنف لن يخدم أي طرف من الأطراف ويقوض ويجهض عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال تيمرمانس في حوار مع «عكاظ» إن الأوضاع في سورية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية يشكل أهمية كبيرة من أجل إيجاد حل للأزمة السورية والأحداث الجارية في الشرق الأوسط. ونوه بتشكيل ائتلاف القوى الثورية والمعارضة السورية في الدوحة مؤخرا. وأكد أن سياسة بلاده ملتزمة بمفاهيم الأمن والاستقرار والسلام انطلاقا من مبادئ الديمقراطية وتعزيز قيم حقوق الإنسان. ورأى أن بناء المستوطنات اليهودية الجديدة في القدس والضفة يقوض مفهوم خيار الدولتين. وفيما يلي نص الحوار: نددتم بالغارات الإسرائيلية الجوية على غزة، فكيف تقيمون الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بعد الوصول إلى تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس؟ هذا صحيح، لقد أعربت عن قلقنا الشديد حيال تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والذي أودى بحياة العديد من المواطنين المدنيين، نحن نخشى عرقلة الجهود الدبلوماسية التي ترتقي إلى مستوى الحوار والتفاهم، ولذلك طالبنا جميع الأطراف بالالتزام بوقف إطلاق النار؛ لأننا نرى أنه لا يخدم أي طرف من الطرفين في وقت تتزايد فيه أعمال العنف في المنطقة، ولذلك نحن نؤيد الجهود التي تبتعد تماما عن هذه الممارسات والتصعيد في غزة؛ لأننا نرى أن هذا التصعيد ضرب لعملية السلام، وفي نفس الوقت نؤيد جهود الوساطة المصرية بين الجانبين. ونعتبر أن الهدنة بين حماس وإسرائيل خطوة إيجابية. كيف ترون مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط في ظل قيام إسرائيل ببناء مزيد من المستوطنات؟ لقد تابعت باهتمام اجتماعات الجامعة العربية وشاركت في الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الذي عقد في القاهرة مؤخرا. وبالطبع نحن مع جميع الجهود الهادفة لحل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي، ونرى أن من شأن بناء المستوطنات الجديدة في القدس والضفة تقويض مفهوم خيار الدولتين، ولقد كان ملف السلام بجانب التصعيد والهجمات بين إسرائيل وحماس في مقدمة الموضوعات التي تناقشنا حولها في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأخير في بروكسل للتحضير للقمة الأوروبية. طالبتم في الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل بتكثيف التعاون والتنسيق ما بين الاتحاد وجامعة الدول العربية، فما تقييمكم للتعاون بين الجانبين؟ أثبتت الأحداث الجارية أن الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يكثف عمله ويقوم بدور أكثر إيجابية. وأن يتمثل هذا الدور في التعاون مع جامعة الدول العربية، لا سيما في إطار حل أزمات الشرق الأوسط. أننا بصدد الأزمة السورية وضرورة حلها على جميع المستويات. وقد أوضحت هذا الموقف أيضا خلال اجتماع مجلس وزراء «العربي الأوروبي» في القاهرة مؤخرا، حيث أكدت على دور جامعة الدول العربية والذي كان أكثر وضوحا في الشأن الليبي. ونحن نعتقد أن الجامعة ينبغي أن تواصل جهودها لحل الأزمة السورية لا سيما بعد تشكيل ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، الذي اعتبره الاتحاد الأوروبي ممثلا شرعيا للشعب السوري. غير أننا في نفس الوقت نطالب بتلاحم القوى الثورية السورية في أسرع وقت ممكن. وهو أمر مهم جدا لحل الأزمة وللترتيب لمرحلة ما بعد الأسد، فضلا عن أننا نناشد روسيا والصين بالتعاون الإيجابي من أجل حل أزمة سورية. هل ترون أن تشكيل ائتلاف المعارضة السورية سيحرك الملف السوري ويحل الأزمة؟ لا شك في أن الجهود التي تمت في الدوحة ثم جامعة الدول العربية وتشكيل ائتلاف المعارضة السورية خطوة كبيرة تتفاعل جنبا إلى جنب مع سياسة العقوبات المفروضة على نظام بشار الأسد. ونحن نرغب في أن يكون الائتلاف مرآة لجميع أطياف الشعب السوري، وهذا أمر ضروري ومن شأنه إنجاح مهمته. وبالتزامن مع هذه التطورات ينبغي تسجيل الممارسات غير الإنسانية للنظام السوري وتقديم مرتكبي الجرائم إلى محكمة العدل الدولية. وقد سارعنا مع شركائنا في دول البنلوكس (هولندا وبلجيكا ولكسمبورج) في بيان مشترك بدعم ائتلاف المعارضة السورية وبما خرج به اجتماع الدوحة الأخير. وشددنا في البيان الصادر عن الاجتماع على أهمية مشاركة المرأة السورية في هذا الائتلاف واقترحنا السيدة أتاسي لمنصب نائبة رئيس الائتلاف. وطالبنا بأن يتم تشكيل منتدى شامل للمعارضة يكون بمثابة البديل للنظام الحالي في سورية حتى يمكن الارتكاز عليه لإقامة دولة سورية الجديدة بعد الأسد. وفي رأيي أن هذا التطور سيخدم مهمة المبعوث الأممي العربي الإبراهيمي للتوصل إلى حل سياسي في الأزمة السورية، فضلا عن تأكيدنا على أهمية احترام مبادئ حقوق الإنسان من جميع الأطراف السورية واحترام الحقوق الإنسانية وتقديم جميع التسهيلات التي تمكن المواطنين السوريين من الوصول إلى المستشفيات والحصول على العلاج. تتداول الأوساط الأوروبية إمكانية دعم تركيا عسكريا للتصدي لأي عدوان من سورية، ما تعليقكم؟ نحن ندعم الحل السياسي للأزمة السورية، ونعتقد أنه إذا كان هناك أي تحرك شبه عسكري يجب أن تتم مناقشته في حلف شمال الأطلسي. كما أن مجلس الحلف سيجتمع قريبا للتشاور حول المطالب التركية. ونحن من جانبنا قدمنا لتركيا مساعدات قدرها 2 مليون يورو لدعمها في احتواء اللاجئين السوريين على أراضيها. كما أن هناك مساعدات عينية تصل عبر لجنة الصليب الأحمر الهولندية بالتعاون مع لجنة الهلال الأحمر التركية. وفي نفس الإطار اتفقنا مع الجانب التركي وخلال زيارة وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو لهولندا حول المسؤولية التي تقع على عاتق تركيا من جراء توافد اللاجئين وأكدنا أن المساعدات الهولندية سيكون مجمل حجمها 11.2 مليون يورو لدعم الجهود المعنية بالملف السوري. شهدت الساحة الأوروبية عودة لمفاوضات 5+1 بشأن الملف النووي الإيراني، فما تعليقكم؟ نحن نؤيد عودة المفاوضات الدولية مع إيران، وفي نفس الوقت نطالب الجانب الإيراني بتعاون إيجابي للكشف عن نوايا تخصيب اليورانيوم واقتراب طهران المحتمل من تصنيع السلاح النووي. كما أننا تابعنا باهتمام تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي جاء فيه أن إيران قادرة على مضاعفة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20 % في منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض. وهو أمر يستدعي رصد الحقائق حول هذا الموضوع وإلى أي مدى يصل التعاون الإيراني مع المجتمع الدولي في مستوى الشفافية. كيف ترون العلاقات السعودية الهولندية ؟ في البداية، أود التأكيد على الدور الفاعل والمتنامي للدبلوماسية السعودية ولدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعزمه على تحقيق الأفضل للمواطنين في السعودية ودول الشرق الأوسط وتفعيل مفهوم سياسة الحوار والسلام والاستقرار. ونحن هنا نتلاقى في هذه الملفات الحيوية ونتعاون مع المملكة على المستويين الثنائي والدولي وفي المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية، حيث كانت هناك زيارات بين الجانبين، ونحن على قناعة بأهمية التعاون مع الرياض لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة. وفي الحقيقة تربطنا بالمملكة علاقات ممتازة ترتوي من مفاهيم الاحترام المتبادل والثقة بين الدولتين فضلا عن تأييدنا لسياسة الحوار واحترام الآخر والتي ينادي بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.