قهوة عربية وشاي جمري وحوار منتج في ديوانيات شباب الخرمة وهي المواقع التي انتشرت مؤخرا لتتحول إلى ساحات حوار وتبادل للرأي.. صحيح أنها استقطبت أخيرا فئة محدودة ويتوقع أن تزداد امتداداتها ولعل اللافت في الديوانيات منع التدخين وتعاطي الشيشة وهي الخطوة التي اعتبرها الكثيرون بداية طيبة للديوانيات. ومن المفارقة أن منع التدخين أجبر بعض الشباب على عدم ارتيادها فاكتفوا باللقاء في المثلث كما يحلو لهم ويبدأ التلاقي من بعد صلاة العصر إلى منتصف الليل حيث يقضي فيه الشباب أجمل أوقاتهم. مجموعة أخرى اختارت الدوران بالسيارات في منطقة المربع وهي أربعة شوارع رئيسية متصلة بوسط المحافظة لكن غالب الشبان اختاروا الديوانية بديلا للمربع. شباب الخرمة وفقا للإحصائيات يشكلون 60% من السكان ويشكلون بذلك الشريحة الكبرى في المجتمع ويتسبب غياب الوسائل التي تستقطبهم في اتجاه بعضهم إلى الديوانيات والاستراحات.. أما من لا تستهويه هذه المواقع فيفضل الدوران في المربع لتفريغ الطاقات وكسر الملل. الشبان يرون ضرورة تحديد جهات راعية ومسؤولة عن أنشطتهم المختلفة مع تحديد الرؤى الموحدة لأن الجهات تعمل كل واحدة بمعزل عن الأخرى. ممنوع التدخين «عكاظ» فتحت حوارا معهم في أحد الديوانيات، ويقول الشاب ربح مناحي السبيعي إن الديوانيات هي أفضل مكان له ورفاقه من حيث المناخ الهادئ والصحي خصوصا أن التدخين فيها محظور وهناك شباب آخرون ينشغلون مع آبائهم في المزارع والرعي وخلافه. والملاحظ هنا هو غياب وسائل الترفيه، إذ لا يوجد غير ملعبين لكرة القدم.. والمأمول هو تنويع مصادر الترفيه ورفد المحافظة بالمواقع التي تعود بالفائدة على كل الشباب بلا استثناء. يتدخل مشعل ماجد السبيعي في الحوار وقال إنه يلجأ إلى الديوانية في ساعات الفراع للتسلية وتزجية الوقت ومشاهدة المباريات ولعل ذلك مرده كما يقول إلى غياب وسائل الترفيه في الخرمة. ويتفق معه في الرأي عايض عبيد أبو شيبة داعيا إلى فتح حوار جاد في ملفات الترفيه ومنح الشباب مساحة من الهامش لمزاولة هوايتهم وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات تحت إشراف مكتب رعاية الشباب. المجلس يتفاعل محمد صبري أحد العاملين بإحدى الديوانيات قال: هناك مجموعة من الشباب تستهويهم الألعاب حيث يأتون من بعد صلاة العصر ويبقون بها حتى منتصف الليل وفي الجلسات الشبابية نحرص على تقديم القهوة العربية والشاي الجمري وتزيد كثافة الحضور أثناء مباريات الكرة كما أن الارتباطات العائلية في فصل الصيف خصوصا تمنعهم من المجيء إلى هنا بانتظام. رئيس المجلس البلدي سعد علي الشريف أكد من جانبه الاهتمام بمطالب شباب الخرمة، مشيرا إلى أهمية المحافظة على الشباب من جميع النواحي الدينية والرياضية والثقافية والاجتماعية، وشغل أوقات فراغهم بإنشاء المنشآت الرياضية والاجتماعية والثقافية في كل أحياء المدن والمحافظات وتوفير كل المستلزمات بها وبصورة تغري الشباب بالتوجه إليها والالتحاق بها لبناء أجسادهم وعقولهم وفكرهم وتحصينهم ضد الأفكار الضالة والسلوكيات الفاسدة ووضع الحلول لكل مشكلاتهم والعوائق التي تقف أمام مستقبلهم.