لم تعد المرأة ضرة لابنة جنسها في الوقت الراهن بل أصبحت كل المسليات التي تسلب الرجل من زوجته ومنزله، وتأتي الديوانيات على قمة الأمور التي أضحت مشعلة لغيرة النسوة على أزواجهن في وقت صارت تحظى بجل أوقاتهم. ويتسرب بعض الأزواج إلى أماكن تجمعات شبابية مختلفة يلتقي فيها بأصدقائه، ولكن هذه التجمعات ما تلبث أن تتحول لمشكلة عندما تستحوذ على اهتمام الزوج وتستولي على جيبه وتكسبه بعض العادات الاجتماعية والأخلاقية السيئة التي تسفر عن خلافات بين الأزواج وإبعاد لرب الأسرة عن بيته وأبنائه. «عكاظ» فتحت ملف الديوانيات مع المختصين وأولياء الأمور لمعرفة سلبياتها وطرق علاجها: ويذكر سعود (رب أسرة): الديوانيات هي عادة مستحدثة في المجتمع تحت هذا المسمى، ولا أقول جديدة لأن التجمعات كانت منذ القديم لرجال الحارات، ولكن المختلف هو الهدف من وراء التجمعات، وتختلف أسباب حضور كل شخص منهم، فهناك من يحضر من أجل الفضائيات أو المباريات ولعب (البلوت) وتدخين (الشيشة) والترويح عن النفس من ضغوطات العمل ومسؤوليات المنزل، ويحرص عليها آخرون بغرض تبادل الأحاديث والهروب من أجواء المدن والصخب. وخلص إلى القول: من أهم السلبيات التي تنتج عن هذه الأجواء حرمان الأبناء من التربية الصالحة ومعايشة لحظات نموهم وتفاصيل حياتهم، فلا يمكن لطفل ينشأ ووالده بعيد عنه أن يتعلق به ويقتبس من سلوكياته، لأن الوالد مشغول بصرف أوقاته وأمواله على جمع من الرجال لن يكون لهم الوجود الحقيقي في حياته بعد مدة. حاضر غائب وتقول سوسن فالح (معلمة وربة أسرة): ليست هناك مشكلة أن يوطد الرجل علاقته بأصدقائه ويلتقي بهم كل فترة، ولكن المشكلة عندما يصبح الهاجس هو إرضاؤهم وتقديم مصالحهم على مصالح الأسرة والمنزل، واجتماعهم في أماكن بعيدة عن الأسر يتيح لهم المزيد من الهروب واكتساب العادات السيئة، ولكن الرجل الكريم صاحب الأخلاق الذي يشعر بالتزام تجاه أصدقائه لا يستحي أن يستضيفهم في بيته صغر أو كبر حجمه، ولن تمانع المرأة في استقبال ضيوف زوجها ولكنها لا تريده أن يكون الحاضر الغائب عن بيت هو عموده الأساسي. نافخ الكير نهى الصالح (ربة منزل) أشارت إلى أنها عانت من بعد زوجها بسبب الديوانيات، وقالت: عانيت من بعد زوجي عن بيته وعن عائلته أيضا بسبب مداومته على الالتقاء بأصدقائه في استراحات لا أعرف موقعها، وما أعرفه أنها بعيدة جدا عن المناطق السكنية، مما يجعلني أفكر مليا فيما يفعله وأصدقاؤه بعيدا عن الناس، وأخشى عليه كلما قرأت عن أخبار الاستراحات المشبوهة وأدعو له بالهداية والصلاح، خصوصا عندما أرى شوق والدته للقائه وقضاء بعض الوقت معه وهو غير مبال بمشاعرها كأم، ناهيك عن المشاكل التي تحدث بيننا وكادت أن تهدم علاقتنا لولا أني توقفت عن الوقوف ضد زيارته وأصبحت لا أنتظر عودته حتى ساعات الفجر الأولى كما كنت أفعل، ويعود زوجي من الاستراحة محملا بمزيج من روائح الدخان والشيشة التي تثير في نفسي الاشمئزاز وأخشى أن يقلده أبنائي ويكتسبون منه السلوكيات السيئة. وتضيف: أشعر بكره شديد لأولئك الأصدقاء الذين هم في نظري بمثابة نافخ الكير الذين سحبوا زوجي من قلب بيته وعودوه على ما لم يكن يفعل من قبل، كالإدمان على لعب (البلوت) والتدخين والسهر حتى الفجر، وتزداد نقمتي عندما أمر بمشكلة أو موقف عصيب أحتاج وجوده بجانبي كمرض أحد أبنائي في إحدى المرات بعد منتصف الليل فاتصلت بوالده مرارا ولم يجب، فاستنجدت بأخي لإنقاذ ابني من إهمال والده. من جهتها، أكدت مستشارة العلاقات الأسرية الدكتورة نورة آل الشيخ بقولها: المسبب الرئيسي لهروب الأزواج هو عدم وجود الأماكن العائلية الترفيهية الشاملة، وهناك خلل داخل منظومة الأسرة يحتاج إلى ترميم، سواء كان الخلل بين الزوج والزوجة أو كثرة عدد الأطفال والالتزامات تجاههم، ولا نستطيع اتهام الزوج وحده بالتهرب من المسؤوليات ولكن البعض منهم يحاول التملص من المسؤولية تجاه الزوجة والأبناء، وعلى الزوجات أن يسعين لتوفير الجو الأسري الملائم للزوج والذي يحثه على البقاء في ظل الأسرة بصناعة وسائل جذب مميزة كالمحافظة على اللياقة البدنية والتغيير في شكل الزوجة الخارجي أو في ديكور المنزل لمفاجأة الزوج، ولا نعمم السوء على جميع الديوانيات فالبعض منها مفيد لتبادل المعارف الثقافية والإسلامية، والبعض الآخر سلبي ويؤثر على فكر الرجل المسؤول كالزوج والشاب المراهق.