يشهد سوق القرطاسيات في محافظة جدة منافسة شرسة مع محلات أبو ريالين، التي جذبت المستهلكين ونجحت في تحويل أنظارهم من القرطاسيات العاملة إلى محلاتهم، حيث يفضل المستهلكون لا سيما من أصحاب الدخل المحدود، الذين يبحثون عن السعر المناسب في ظل ما أسموه بارتفاع الأسعار في القرطاسيات، إذ يحتدم الصراع على المستلزمات المدرسية، والتي تشمل «دفاتر، أقلام، مذكرات، وغيرها»، حيث تواجه القرطاسيات عبء الأسعار، وكذلك الجودة، بالرغم من أن موسم المكتبات ينشط في بداية الدراسة، حيث يرى المواطنون إعلاناتها تملأ الصحف والمجلات، وشاشات التلفاز، ولأن الفرق يبدو شاسعا بين المكتبات الكبرى، التي وسعت نشاطها بعيدا عن القرطاسية، وبين المكتبات الصغيرة، التي حصرت وركزت نشاطها في السلع المدرسية، وأدوات الدراسة، وتتصارع مع محلات أبو ريالين من أجل البقاء، حيث استطاعت تلك المحلات سحب البساط من تحت القرطاسيات، وذلك من خلال أسعار تنافسية لأدوات المكتبات المختلفة، بحيث أصبحت في متناول الجميع، على الرغم من رداءة بعضها في محلات أبو ريالين، إلا أن القرطاسيات تضرب على الوتر في هذا الجانب إذ تقوم بتنويع السلع من عدة شركات بصناعات جيدة ومتفاوتة، كما يتم عرض نفس الأدوات المدرسية، ولكن بصناعات ودرجات متفاوتة، من عدة بلدان مختلفة، ويكون سعرها بحسب جودة المنتج حتى يتاح أمام الزبون عدة خيارات من بين هذه السلع والأدوات المدرسية، فيما تتمسك محلات أبو ريالين بأسعارها المنخفضة- بحسب قول محمد أمير أحد البائعين في القرطاسيات- نظرا لنوعية الأدوات، المباعة بأسعار زهيدة، سواء من محلات الجملة أو من المستودعات، التي تجلب مثل هذه البضائع، والتي تنافس فيها سوق القرطاسيات، خصوصا في بداية نشاطها مع بداية العام الدراسي، حيث يقومون بخلق مساحات داخل محلاتهم، ومتاجرهم؛ وذلك لاستيعاب الأدوات المكتبية المقلدة، ويضيف محمد بأن هناك فعلا تفاوت في الأسعار حيث تباع الدفاتر من نوع 40 ورقة في القرطاسيات العامة بريال ونصف، بينما تباع في محلات أبو ريالين عدد 2 من نوعية أبو 40 بريال ونصف، ولكن الجودة ونوعية الورق مختلفة، مشيراً إلى أنه لم يقف هذا التحدي أمام أصحاب القرطاسيات فقط، بل يواجهون عبء مزاولة نشاطهم بعد انتهاء موسم الدراسة، إذ أن سوقهم يقل نشاطه في الإجازات بشكل عام؛ ما يقف عائقا أمامهم، ولكن سرعان ما يستعيدون نشاطهم بعد قرع أبواب العودة إلى المدارس، ويبين عبدالعزيز «بائع بإحدى القرطاسيات» أن هذه المحلات تستغل كل موسم، وتخفض الأسعار بحسب ما يطلبه المستهلك، وما هو مربوط في الموسم، حيث إن نشاطها غير مصنف بطريقة واضحة هل هو خردوات أو أشياء أخرى، لافتاً إلى أن من يبحث عن الجودة سيجدها في القرطاسيات، التي تتعامل مع أدوات أصلية ومتنوعة. من جانبها ومن باب حق الرد التقت «عكاظ» بعدد من أصحاب محلات أبو ريالين، الذين أوضحوا أن بضاعتهم ليس مقلدة كما يزعم البعض، مؤكدين على جودتها، وكونها في متناول الجميع، بأسعار خيالية؛ منوهين بأنهم يقومون بشرائها من مستودعات الجملة، بأسعار مناسبة، وذلك لجلب المستهلك، الذي يبحث عن السعر المناسب ليس فقط للأوات المدرسية وحسب بل في سلع أخرى.