يتهمها البعض بعرض وبيع النوعيات الرديئة من البضائع، لكن محلات (أبو ريالين) فرضت نفسها على خارطة الموسم الدراسي بقوة في غضون السنوات القليلة الماضية، وأضحت رقما صعبا لا يمكن تجاهله على الإطلاق، خاصة وأنها استطاعت إزاحة بعض محلات القرطاسيات من السوق جراء قدرتها على استقطاب الزبائن مع اقتراب الموسم الدراسي. تحولت محلات (أبو ريالين) إلى خلية نحل خلال فترات المساء أثناء الأيام الماضية، جراء الإقبال الكثيف عليها من جانب الأسر التي تحاول مسابقة الزمن لاستكمال جميع المتطلبات المدرسية قبل حلول الموعد الرسمي لاستئناف العام الدراسي، حيث انتشرت هذه المحلات في مختلف أحياء الشرقية سعيا منها لاستغلال المواسم على اختلافها بهدف تقديم الخدمات، والربح في آن واحد، مستعدة بتوفير كل ما يلزم للطلاب حتى تتمكن من الإيفاء بالطلبات واحتواء كل الزبائن دون الذهاب إلى منافذ بيع أخرى. أسعار متفاوتة قال عابد إبراهيم «صاحب محل» إن الإقبال على شراء المستلزمات المدرسية بدأ فعليا مطلع الأسبوع الجاري، مشيرا إلى أن الطلب في تزايد مستمر ويصل ذروته في غضون الأسبوع المقبل، لافتا إلى أنهم وفروا كل شيء لتلبية حاجيات الجميع، وأضاف، الأسر تجد جميع الاحتياجات بناء على المستوى المالي، لا سيما وأن هناك النوعيات الرخيصة والنوعية المتوسطة، وكل حسب مقدرته المالية، إذ يوجد لدينا 12 نوعا من الدفاتر بعشر ريالات، ومثلها تباع ب20 ريالا، مبينا، أن هناك أنواعا سعرها من 2 إلى 6 ريالات، كما أن هناك حقائب مدرسية متفاوتة في الأسعار تبدأ ب15 ريالا وتصل إلى 70 ريالا، فضلا عن أقلام الرصاص التي تختلف أسعارها أيضا متراوحة بين 3 7 ريالات وهي 12 نوعا من الأقلام المختلفة، بينما تبدأ أسعار أقلام الحبر من 7 ريالات وتنتهي عند 20 ريالا للكرتونة، ويزيد «عندما يجد الشخص كل ما يريده لديك فإنه غير مضطر للبحث عن مكان آخر لشراء مستلزمات طفله»، لهذا نجتهد كثيرا في توفير كل الأشياء كسبا لرضا الزبون. اتهامات مردودة رفض عابد إبراهيم الاتهامات الموجهة إلى محلات (أبو ريالين) بتقديم النوعيات الرديئة وقال «إنها مردودة على أصحابها، لأن هذه المحلات تسعى إلى توفير السلع لمختلف الشرائح الاجتماعية، فكما توجد نوعيات رخيصة بجودة منخفضة، فإن هناك نوعيات جيدة لا تقل جودة عن النوعيات المعروضة في المحلات المتخصصة»، مؤكدا أن محلاتهم تتعاقد مع الشركات الموردة للمستلزمات القرطاسية لشراء كميات كبيرة قبل بدء الموسم الدراسي، لافتا إلى أن الاختلاف الكبير بين محلات أبو ريالين و المحلات المتخصصة يكون في الهوامش الربحية، لأن الأخيرة تضع هوامش ربحية مرتفعة بخلاف محلات أبو ريالين التي تسعى إلى تقليل الهوامش الربحية لتصريف أكبر كمية خلال الموسم، ما يجعلها قبلة لكل من يريد تقليل التكلفة، وشراء مستلزمات معقولة لأطفاله. بضائع قديمة ناصر عبد الله «صاحب قرطاسية» يرى أن غالبية السلع المعروضة في محلات «أبو ريالين» ذات جودة متدنية، فضلا عن كون تلك البضائع من المخزون القديم الموجود لدى الشركات الموردة، مشيرا إلى أن هذه المحلات تتعاقد مع تلك الشركات لشراء المخزون بسعر منخفض، الأمر الذي يفسر اختلاف الأسعار مع المحلات المتخصصة، لافتا إلى أن الارتفاعات المتواصلة في أسعار المستلزمات المدرسية لا تشعر بها محلات أبو ريالين، نظرا لكونها تحصل على البضائع بأسعار زهيدة، مطالبا بضرورة وضع حد لتجاوزاتها، خاصة وأنها ساهمت في تخريب السوق من خلال عرض البضائع الرخيصة والمنتهية الصلاحية، حسب قوله، مضيفا، أن جولة واحدة على تلك الحلات تكشف حجم الغش التجاري الموجود فيها. فالكثير من السلع مقلدة، وتتخذ أسماء قريبة من العلامات التجارية المعروضة، مستغربا وجود مثل هذه السلع بكثرة في السوق، لاسيما وأن المواد المستخدمة في تلك السلع ذات جودة متدنية، الأمر الذي يكلف المستهلك مبالغ كبيرة مقابل الحرص على شراء النوعيات الجيدة التي تستمر لفترة طويلة.