عندما تطلب الجامعات الأمريكية شراكات بحثية مع جامعات سعودية ولا يتم الاكتراث من قبل الجامعات السعودية بهكذا أمر مهم، فلا يخرج ذلك عن تفسيرين، إما أن هذه الجامعات التي رفضت الشراكة تحظى بباحثين لهم القدرة على مجاراة الباحثين الأكاديميين في الجامعات الأمريكية، أو أن جميع من يؤيد تلك الشراكات يريد طرحها بطريقته، كي يحظى بالتمجيد من جهة ما، دون الاعتبار للجدوى وحجم المنافع الأكاديمية والبحثية. فمنذ عشرات السنين لم نر جامعة بادرت بطرح فكرة مشروع شراكة بحثية قد أينعت ثمارها، ونتج عن هذه الشراكة عمل مراكز بحثية أو استقطبت باحثين في المجالات العلمية، وبخاصة مجال الطاقة والطب.. فهل عمل شراكات بحثية ليس ذا أهمية، خاصة وأن الجيل الذي درس في الجامعات الامريكية على سبيل المثال سوف ينقل تلك الأبحاث دون الحاجة لعمل شراكات بحثية مع هذه الجامعة؟ وهل مؤسسات التعليم العالي من جامعات ومعاهد تجد نفسها أمام خيار استقطاب الباحثين خير من الذهاب إليهم؟ وهل جامعاتنا لديها من المعامل والتقنية ما تساعد الباحث على عمل دراسات متقدمة في علوم شتى؟ أم أن الباحث يحتاج فقط إلى ورقة وقلم وتحليل واستنباط؟ لعلي أتساءل أين هم أعضاء هيئة التدريس من فكرة بناء الشراكات بين الجامعات التي تخرجوا منها في أمريكا أو غيرها من جامعات العالم وجامعاتهم التي ينتمون إليها؟ هنا لا بد للجامعات من الاهتمام بالأبحاث دون الركون فقط إلى أن تكون الجامعة للتعليم الأكاديمي، ودون تحفيز الأجيال القادمة على الأبحاث، ولا ننسى أيضا دور القطاع الخاص في دعم هذه الشراكات البحثية. * طالب دكتوراه، جامعة ليهاي، أمريكا