انطلقت في جدة أمس فعاليات الحملة الوطنية المجتمعية للتوعية باضطرابات النوم وتستمر على مدى أسبوعين، بهدف نشر الوعي بمشكلات النوم والاستيقاظ، وعمل لقاءات توعوية بأهم أنواع الاضطرابات ومضاعفاتها، وطرق تشخيصها وعلاجها، وذلك بتنظيم «مركز طب وبحوث النوم» بجامعة الملك عبدالعزيز، ونادي جدة لطب النوم، برعاية الجمعية السعودية للطب الباطني. ونبه المشرف الطبي على مركز اضطرابات النوم بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، رئيس نادي جدة لطب النوم أيمن بدر كريم إلى أن الإشارات الأولية تفيد بمعاناة حوالى 25% من الأفراد في المملكة من الشخير المزمن وهو أحد الأعراض المرتبطة بانقطاع التنفس أثناء النوم، كما تصيب متلازمة الساقين غير المستقرتين قريبا من 18% من الأفراد حسب دراسة سعودية أولية، معظمهم من النساء، مضيفا أنه نتيجة انتشار ثقافة السهر والتدخين وتناول المنبهات في المجتمع السعودي، يعاني كثير من أفراده من أعراض الحرمان المزمن من النوم، وفرط الخمول والنعاس أثناء ساعات النهار، واضطرابات الساعة الحيوية خاصة خلال أيام الإجازات. وأشار رئيس مركز طب وبحوث النوم بمستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي الدكتور سراج عمر ولي إلى أهمية هذه المناسبة المجتمعية بوصفها خطوة مهمة في طريق رفع مستوى الخدمات الطبية والصحية المتعلقة بطب النوم، وزيادة الاهتمام بالاضطرابات ومعرفة أهم أعراضها التي تستدعي زيارة الطبيب المختص، وخطورة إهمال العلاج، لأنه من المعروف علميا ارتباط كثير من اضطرابات النوم بمضاعفات صحية وسلوكية ونفسية كثيرة، ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض الشرايين والقلب كارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية، ومرض السكري، والوزن المفرط، وزيادة النعاس أثناء النهار وارتفاع خطر الإصابة بحوادث السيارات، وحتى الوفاة المبكرة. وفي السياق، أفاد استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم لدى الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة الدكتور مهند مناع أن حوالى 37% من الأفراد في المجتمعات المتقدمة يعانون من الحرمان المزمن من عدد ساعات النوم المطلوبة خلال الليل، نتيجة الأرق المزمن واضطرابات الساعة الحيوية وغيرها، كما يصيب اضطراب «انقطاع التنفس أثناء النوم» حوالى 17% من الأفراد حسب دراسات مختلفة، ومن أسبابه تضخم اللوزتين واللحمية لدى الأطفال، كما نبه إلى التأثير السلبي للإفراط في استخدام التقنية الحديثة كالهاتف النقال ووسائل التواصل الاجتماعي، والسهر المفرط وتناول الكافيين ومشروبات الطاقة، على طبيعة النوم وتسببها في الحرمان المزمن من النوم السليم، وسوء التحصيل الدراسي لدى المراهقين.