أظهرت نتائج دراسة أولية طبقت على عينة من أفراد المجتمع السعودي، أن نسبة كبيرة من المتورطين في حوادث سيارات، يعانون من الحرمان المزمن من النوم الجيد أثناء الليل ويشعرون بنعاس بالغ أثناء النهار. وقالت الطبيبة رؤى عدنان مرداد من قسم الأمراض الباطنية والمتدربة في مركز اضطرابات النوم بجامعة الملك عبد العزيز بجدة: "بينت الدراسة التي اعتمدت على استبيان وإجراء مقابلات مع 68 من المصابين نتيجة حوادث سيارات (معدل أعمارهم 28 سنة)، وأدت إلى تنويمهم في المستشفى لتلقى العلاج، أن حوالي نصفهم (47%) يخلدون إلى النوم بعد منتصف الليل، في حين لا ينال معظمهم (72%) ما يحتاجون من عدد ساعات النوم حيث ينامون أقل من 6 ساعات ليليا". وأظهر مقياس "إيبوورث" لشدة النعاس أثناء النهار معاناة 15% من المصابين من فرط النعاس خلال أوقات وحالات غير ملائمة، الأمر الذي يعد من عوامل خطر التعرض للحوادث الخطيرة، كما هو مثبت علميا. وأشار الدكتور سراج ولي، استشاري ومدير مركز اضطرابات النوم بالجامعة، إلى أنه وعلى الرغم من معاناة عدد من المصابين من فرط النعاس أثناء النهار، إلا أن معظمهم (70%) لم يعتبروا النعاس الزائد عاملا من عوامل خطر وقوعهم في الحوادث، في إشارة إلى ضعف إدراكهم لدرجة نعاسهم أثناء النهار بوصفه أحد الأسباب الخفية في رفع نسبة الحوادث نظرا لاستمرار الشخص في القيادة وإنكاره الشعور المضطرد بزيادة النعاس. وكان الشخير واحدا من الصفات التي ميّزت (28%) من المصابين في حوادث السيارات في إشارة إلى ارتفاع احتمال إصابتهم بانقطاع التنفس أثناء النوم، بوصفه واحدا من أهم الأسباب المثبتة علميا لفرط النعاس أثناء النهار والإصابة في حوادث السيارات. وعلّق الدكتور أيمن بدر كريّم استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم بجدة على هذه الدراسة بقوله: "تتطابق نتائج هذه الدراسة مع بحوث أخرى، فقد تواترت الدراسات في المجتمعات الغربية على إثبات العلاقة الوطيدة بين اضطرابات النوم المختلفة (كالحرمان المزمن من النوم، واختلال نمط الساعة الحيوية، وانقطاع التنفس أثناء النوم) وبين ارتفاع نسبة حوادث السيارات". ونبّه الدكتور كريّم إلى أهمية الاهتمام بإجراء دراسات أشمل لكشف مزيد من العوامل المشجعة على حوادث السيارات في المجتمعات العربية كالسهر المفرط، حيث تسببت حوادث السيارات في السعودية في إصابة 36.000 شخص في عام 2007، قتل منهم 6300 فرد، كما أشار إلى ضرورة التركيز على نشر الوعي بثقافة النوم السليم وأهميته، وتغيير بعض العادات السلوكية التي تتسبب في اضطرابات نوم لايمكن وضع حد لمضاعفاتها.