كشفت دراسة سعودية صدرت أخيراً عن مركز طب وبحوث النوم في جامعة الملك عبدالعزيز عن معاناة 25 في المئة من السعوديين من الشخير المزمن. وأكدت أنه أحد الأعراض المرتبطة بانقطاع التنفس أثناء النوم، موضحة أن حرمان النوم المزمن، وانتشار ثقافة السهر لدى بعض الأفراد السعوديين يأتي نتيجة لتناول المنبهات مثل القهوة وغيرها، ومبيّنة أن التدخين يؤثر أيضاً في اضطرابات الساعة الحيوية لدى جسم الإنسان، ويزيد من الخمول والنعاس أثناء ساعات النهار. وأوضح المشرف الطبي على مركز اضطرابات النوم في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية الدكتور أيمن بدر كريّم، خلال فعالية الحملة الوطنية المجتمعية للتوعية باضطرابات النوم أمس أن نحو 25 في المئة من الأفراد في السعودية يعانون من «الشخير» المزمن «وهو أحد الأعراض المرتبطة بانقطاع التنفس أثناء النوم، كما تصيب متلازمة الساقين غير المستقرتين أثناء النوم حوالى 18 في المئة من الأفراد، معظمهم من النساء». وأفاد بأن الدراسة الأولى من نوعها في العالم العربي والتي صدرت عن مركز طب وبحوث النوم في جامعة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع نادي جدة لطب النوم، تهدف إلى تحديد مدى انتشار متلازمة انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم في المجتمع السعودي، ورصد طبيعته، وأهم عوامل الإصابة به، والتأكد من التشخيص من طريق تقنية «فحص النوم» لعينة كبيرة من أفراد المجتمع السعودي (رجالاً ونساء)، مشيراً إلى ضرورة نشر نتائج الدراسة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية العام المقبل. وأضاف: «حظيت الفعاليات بحضور جماهيري كبير للاطلاع على عدد من الكتيبات التوعوية، والإرشادات الصحية، والأفلام القصيرة التي توضح بعض أنواع اضطرابات النوم الأكثر انتشاراً مثل: الشخير، ومتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم ومتلازمة الساقين غير المستقرتين والأرق المزمن واضطرابات الساعة الحيوية والحرمان المزمن من النوم واضطرابات النوم السلوكية، مثل المشي والكلام أثناء النوم والتعرّف على تقنية (مختبرات النوم) المتخصصة في تشخيص أهم أنواع اضطرابات النوم من طريق رصد الإشارات الحيوية أثناء النوم، وتحديد طبيعة النوم وتغيراته غير الطبيعية مثل اضطرابات مراحل النوم العميق والحالم، ودرجة تقطع النوم وشدة الشخير ونوبات اختناق النوم ومدى هبوط نسبة الأوكسجين في الدم، وحركة الساقين وغيرها». من جهته، أفصح استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم لدى الأطفال في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الدكتور مهند مناع «أن نحو 37 في المئة من الأفراد في المجتمعات المتقدمة، وبحسب وصفه يعانون من الحرمان المزمن في عدد ساعات النوم خلال الليل، وذلك نتيجة الأرق المزمن واضطرابات الساعة الحيوية وغيرها»، مفيداً بأن اضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم يصيب نحو 17 في المئة، من الأفراد بحسب دراسات مختلفة، إذ إن من أسبابه تضخم اللوزتين واللحمية لدى الأطفال. وشدد على ضرورة التنبه من التأثير السلبي في الإفراط باستخدام التقنية الحديثة مثل الهاتف النقال، ووسائل التواصل الاجتماعي، والسهر المفرط وتناول الكافيين، ومشروبات الطاقة، إذ إنها تؤثر سلباً على طبيعة النوم وتتسبب في الحرمان المزمن من النوم السليم، وسوء التحصيل الدراسي لدى الطلاب.