أكدت منال سالم مشرفة أعمال التطوع في الهلال الأحمر بالمدينةالمنورة أن الأعمال التطوعية تأتي لتوعية المجتمع وتسعى لخدمته، مؤكدة أن أعمال التطوع لاتمنع الفتيات من تقديم الخدمة الإنسانية مهما قيل في ذلك، ورغم صعوبة العمل وكثرة الحالات تعمل المتطوعات بجد واجتهاد ويكفيهن الدعاء الذي ينهال عليهن من الزائرات ما يشعرهن بأن هناك من يقدر جهودهن كما يخفف من متاعبهن، لافتة إلى الدعم الكبير الذي يجده فريق العمل من كل الجهات المعنية.. فإلى الحوار: متى انطلقت أعمالكم وهل واجهتم عقبات؟ انطلقت أعمالنا من المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة فريق السيدة الربيع بنت معوذ بن الحارث للأعمال التطوعية تحت مظلة الهلال الأحمر بالمدينة، ولم تواجهنا أي عقبات ولله الحمد، بل الكثير من الجهات العاملة في الحج تسعى لتسهيل أعمالنا، لإبراز الدور الذي نقدمه بشكل إيجابي. وما الهدف من هذه الأعمال؟ الهدف مما نقوم به من أعمال هو توعية المجتمع في مختلف المجالات كإقامة الدورات التوعوية والتدريب على استخدام الإطفائيات الهامة كالإسعافات الأولية، ووسائل الأمن والسلامة، وخطط الإخلاء في حالات الكوارث لا سمح الله، من خلال العمل الميداني وتعاون الفئات الشابة من الكوادر النسائية بأكملها. كيف بدأت فكرة فريق العمل التطوعي ومن أين كانت البداية؟ ** كل من يعيش في مدينة رسول الله يتصبغ بروعة روحانيتها، ويتمنى أن يعمل عملا طيبا في بلد طيبة ليكون جديرا بالتواجد هنا، فمن المدينةالمنورة بدأ نور الحق وشمس الرسالات لتضيء لكل البشر على وجه الأرض ومن هنا بدأ الخير، ومن هنا أيضا كانت بداية فريقنا حيث اجتمعت بنات وفتيات «طيبة الطيبة» ليبدأن في التوعية ونشر روح الفريق والتعاون لخدمة المجتمع ونشر ثقافة التطوع من خلال القدوة الطيبة ومساعدة المحتاجين ومن خلال العلم والتعلم، وكانت بداية فكرة وحلم حين اجتمعن في روضة المسجد النبوي الشريف ليتفقن على نقطة الانطلاق وتوعية المجتمع بمجالات هامة في مختلف نواحي الحياة. ما هي الأعمال التطوعية التي يقدمها فريق السيدة الربيع بنت معوذ بن الحارث؟ يقدم الفريق أعمالا كثيرة منها الإسعافات الأولية كمتطوعين والتعريف بوسائل الأمن والسلامة، وخطط الإخلاء في حالات الكوارث لا سمح الله بالإضافة إلى المشاركة في فريق متطوعات الهلال الأحمر لخدمة الزائرين والحجاج. وكم عدد المتطوعات وما هي تخصصاتهم؟ عدد المتطوعات يتجاوز 250 متطوعة، ويتنوع تخصصاتهم بين كليات الطب وطب الطوارئ والكليات الصحية وبعض التخصصات الأخرى، ويتم تدريب المتطوعات قبل المواسم على كيفية التعامل مع المرضى وكيفية استخدام الأدوات الإسعافية في ثلاث دورات متخصصة، كما يتم تطعيم المتطوعات ضد الانفلونزا والكبدي والوبائي والحمى الشوكية حفاظا على المتطوعات. وما هي طبيعة عمل هؤلاء الفتيات؟ تم عمل 6 شفتات للعمل يوميا مقسمة على مدار اليوم، وشفت التراويح والروضة يتكون من 12 مجموعة موزعة لتغطي الحرم بالكامل من الداخل والخارج منطقة النساء. وهل يواجه هؤلاء الفتيات متاعب أو صعوبات في عملهن؟ تعمل المتطوعات بجد واجتهاد رغم صعوبة العمل، وكثرة الحالات إلا أن الدعاء الذي ينهال عليهن من الزائرات يشعرهن بأن هناك من يقدر جهودهن كما أنه يخفف التعب. حدثينا عن الفئات المتخصصة ضمن فريق العمل كمتوطعات.. وعن كيفية دمجهن كعضوات؟ يتميز فريق العمل بتعدد التخصصات والخبرات من جميع الفئات العمرية سواء طبيبات أو إعلاميات وحتى خريجات الجامعات وطالبات الثانوية العامة والمتوسطة والابتدائية، كما انضمت بعض الوالدات مؤخرا إلى فريق العمل، ما ألهب الحماس وبث روح العمل بين عضوات الفريق وزاد من ترابطهن واستمرارهن وتقدمهن إلى الأمام وتقديم الأفضل، كما يتم دمجهن بالأعمال التطوعية من خلال تقريب وجهات النظر بين جميع الفئات السابق ذكرها، ما يسهل عملية الدمج بين الأجيال السابقة وفتيات اليوم، كما يتيح فرصة تقارب الأفكار فيما بينهم ومعايشة روح الأسرة من خلال النقاشات الجماعية وكذلك من خلال تكريم الأهالي لسماحهم لبناتهن بالمشاركة. وكيف يتم تدريب العضوات في الفريق حتى يكونوا على قدر كاف من الكفاءة العالية؟ نعمل على دفع العضوات للحصول على المزيد من الخبرات من خلال دمجهن في البرامج التدريبية والدورات التوعوية، حيث حصلت إحداهن على شهادة معتمدة مدربة لبرنامج قوة التطوع من برنامج «وارف» تحت إشراف سمو الأميرة العنود ونقوم بالتكفل بتنمية ودراسة موهبة كل عضوة في الفريق وتعليمها لباقي العضوات مما يتيح تعدد الخبرات. وما هي وسائل التوعية المتبعة والمبتكرة في برنامج فريق العمل التطوعي؟ نقوم بالإعداد لبرنامج جديد، وهو توعية الأحياء العشوائية بوسائل الصحة والسلامة بالإضافة إلى نشر التوعية في المستشفيات المتخصصة والعامة، ومراكز الأحياء وتشجيعهم على التدريب على العمل عن طريق تعلم بعض الحرف البسيطة وترميم البيوت وإعادة ترتيبها بحيث يسهل دمجهم في المجتمع ليكونوا أعضاء نافعين فيه، بالإضافة إلى أنه سيتم الإعداد لدورة متقدمة في وسائل الأمن والسلامة في الدفاع المدني وكذلك الإسعافات المتقدمة ليكون أول فريق يتخصص بالمدينةالمنورة في هذا النوع من التوعية. ما هي الوسائل المستخدمة في أعمال التطوع الخاصة بفئة الأطفال؟ تعتمد طبيعة عملنا على غرس القيم الإسلامية بطريقة مبتكرة مثل الزراعة، كأن نعلم الأطفال كيفية غرس البذور التي تختارها، وتطلق عليها صفة معينة فمثال الريحان يأخذ صفة «الصدق»، ومن ثم نتحدث عن فضائله وتستمر الفترة إلى أن تثمر النبتة، وقد كانت النتائج إيجابية ورائعة ولله الحمد، وتوعية أطفال الحاضنات وبنات التربية الفكرية بطرق اللعب والتمثيل. وهل لديكن مشاركات سابقة في مهرجانات أو فعاليات؟ شاركنا في العديد من المهرجانات والبرامج الصيفية للأطفال، وفي كل مشاركة نحرص على أن تكون لنا بصمة جديدة في أسلوب التوعية والتواجد، فنحن لا نقنع إلا بالمشاركة الفاعلة واستشعار الاستفادة لكل الحضور، كما شاركنا في «الجنادرية كارل» مدينيات مسعفات، بالإضافة إلى مشاركة الفريق في فريق متطوعات الهلال الأحمر لخدمة زوار المسجد النبوي الشريف والتوعية في الجامعات والمستشفيات ومراكز الأحياء ومازال أمامنا الكثير لنشعر بروح التعاون في هذه الرحاب الطاهرة. كلمة أخيرة بصفتك مشرفة الفريق.. من ذاق حلاوة التطوع تعلم روعة الحياة، واستشعر جمال الصفاء والعطاء، وشكرا لكل المتطوعات والعضوات وكل من بذلن جهدا ولو ساعة واحدة من أجل إزكاء روح التعاون وبذل الخير دون مقابل.