يشهد العمل التطوعي في المدينةالمنورة إقبالا واسعا في الآونة الأخيرة، وتبنت بعض المؤسسات التعليمية والإدارية دعم الأعمال التطوعية والإسهام في تنميتها، ومن تلك المؤسسات جامعة طيبة، وتم إنشاء كرسي صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز -رحمه الله- للعمل التطوعي. «عكاظ» التقت ببعض الفتيات، مستطلعة نظرتهن إلى العمل التطوعي، بداية قالت فاطمة عبدالحكيم: «إن العمل التطوعي له دور في بناء ركيزة المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراده، ومتطوعات المدينة هن أهم جزء في هذا المجتمع لما يتمتعن به من سمات قيادية ومهارات تميزهن به عن غيرهن وأضافت: «نحن نرى في أعينهن الطموح والآمال والإسهام في تغيير المجتمع والرقي به للافضل». تنوع وشمولية تؤكد شهلاء خطاط أن العمل التطوعي مهم جدا للمجتمع، مشيرة إلى اعتماده على جهد نابع عن رغبة شخصية وتضحيات بالوقت والجهد والمال، بالإضافة إلى تنميته القيم النبيلة. وتشجع خطاط العمل التطوعي بكافة مجالاته المتنوعة، متطلعة بأن يكون هناك اهتمام أكبر وأكثر، وتوسع المجالات بالنسبة للراغبات في الأعمال التطوعية وتسهيلها عليهن لتنتشر بين شريحة أكبر من المجتمع المديني وتتنوع لتناسب كافة الأعمار. عمل شاق وأوضحت الطالبة بكلية الطب بجامعة طيبة نهال خلف أن العمل التطوعي يعكس مدى حب بنات المدينة لمجتمعهن ومدينتهن، خادمة بذلك دينها وأهلها ومجتمعها، وقالت: «من الممكن أن يكون العمل التطوعي شاقا بعض الشيء وأن المتطوعة مسرورة بهذا العمل، لا نرجو منه إلا الثواب والأجر من الله ومساعدة المحتاجين من أهل المدينةالمنورة». قصص تطوعية تنظر صبا عطا الله الطالبة في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة طيبة للعمل التطوعي بنظرة مختلفة فهي قدر احترفته منذ ستة أشهر مع فريق (أبناء البارة التطوعي) وأقامت حفلة بدار الرعاية الاجتماعية للمسنين وأحست بسعادة غامرة عقب مشاهدتها البسمة في وجوه كبار السن مما دفعها للمشاركة في حملة البيئة الثالثة التي نظمت من قبل وكالة الشؤون الطلابية وإدارة النشاط الطلابي بكليات السلام وما زالت على رأس العمل التطوعي وانخرطت في برامج تطوعية في الوقت الحالي. لكن أبرار قاري في الثامنة عشرة من العمر بدأت في العمل مبكرا قبل ثلاث سنوات وفي فترة وجيزة أصبحت نائبة رئيس مجلس إدارة فريق (رواء) التطوعي بالمدينةالمنورة، واستمرت في العمل التطوعي لتنجز العمل الأضخم في تاريخها التطوعي من خلال تنظيم مخيم (تكنو صبايا) الأول والثاني التابع للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ووجدت نفسها بعد ذلك تشارك في الفريق الإعلامي في حفل عيدنا عيدكم التابع للنادي العلمي السعودي، وأيضا مسرحية زهور وأشواك، والمشاركة في حملة أيادي طيبة وتنظيم بازار جمعية طيبة السنوي، وآخر الأعمال التطوعية لقاري هي تأسيس فريق رواء التطوعي بالمدينةالمنورة. ورغم الدراسة في كلية الطب بجامعة طيبة التي تعد مرهقة للطالبة أيا كانت لكن شروق البليهشي التي تدرس في السنة الرابعة في كلية الطب عملت على مسارين منذ دخولها الجامعة ووفقت بين دراستها وعملها التطوعي، حيث انضمت لفور شباب وعضوة في أندية تطوعية من أبرزها النادي العلمي السعودي ونادي طيبة الطبي وجمعية أطباء طيبة الخيرية، وعملت تطوعيا بشكل مباشر في جمعية الهلال الأحمر السعودي في شهر رمضان المبارك وحفل معايدة الأطفال المرضى في مستشفى النساء والولادة والرصد الفلكي لكوكبي زحل والمريخ لفتيات المدينة، والأيتام مع النادي العلمي السعودي، وأيضا بعض من المحاضرات المختلفة مع النادي العلمي السعودي ونادي طيبة الطبي. من جهتها، أوضحت المشرفة على قسم التطوع بجمعية طيبة النسائية الأستاذة سمية الصايغ أن هنالك إقبالا من فتيات المدينةالمنورة على العمل التطوعي بمختلف مجالاته سواء الإدارية أوالفنية أو الخيرية وغيرها، وتذكر الصايغ أنه ما زلنا بحاجة إلى زيادة ثقافة العمل التطوعي في المجتمع المديني وبث روح الهمة والمثابرة في نفوسهن، مشيرة إلى أن قسم التطوع بجمعية طيبة الخيرية يقيم دورات وبرامج لتأهيل المتطوعين والمتطوعات في شتى المجالات ونشر ثقافة التطوع بشكل عام، وأن طالبات الجامعة بمختلف تخصصاتهن شديدات الشغف بالعمل التطوعي. وأشارت الصايغ إلى أن العمل التطوعي يعد القطاع الثالث في العالم بعد القطاع العام والخاص ومن هنا نحث على وجوب مسؤولية رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة والجهات الحكومية على دعم العمل التطوعي بجميع الطرق المادية منها والمعنوية.