مع اقتراب نهاية مهلة تصحيح أوضاع العمالة الوافدة ذي الحجة الحالي، تسيطر حالة من الترقب الشديد على العمالة المقيمة في المملكة، خاصة مع تأكيدات وزارة العمل بعدم وجود فترة تمديد جديدة، وتشهد إدارات الجوازات ضغطا كبيرا من قبل المراجعين وجلهم من المخالفين لنظام العمل والإقامة الذين يسابقون الزمن لإنجاز معاملاتهم وفق الضوابط الجديدة التي سبق الإعلان عنها والتي تسهم في وضع العمالة الوافدة في إطارها القانوني الذي يكفل لها العمل والعيش في البلاد. «عكاظ» رصدت في جولة ميدانية حشودا من المراجعين الساعين لتصحيح أوضاعهم القانونية والتقت بعدد من المراجعين المتواجدين في إدارة جوازات أبرق الرغامة، لإنهاء معاملاتهم المتأخرة. وكانت البداية مع علي العمري الذي أوضح أن الحشود كبيرة وهو يعاني التعب والإرهاق نتيجة المراجعات لجوازات أبرق الرغامة، خاصة وأنه يسعى جاهدا لتصحيح أوضاع عمالته مستفيدا من أمر خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أنه يأتي منذ الصباح الباكر حاملا معه الأمل في إنجاز معاملاته، إلا أنه يصاب بإحباط شديد حين لا يجد أرقام المراجعة في متناول اليد خاصة وأن الأرقام الموزعة محدودة ولا تتجاوز ال 200 رقم بأي حال من الأحوال على حد قوله. وأضاف: أعداد المراجعين الكبير أصابت حتى موظفي الاستقبال بالضغط والإحباط، خاصة وأن عددهم اثنان فقط أمام حشود كبيرة، وقال: لست متأكدا من إنجاز معاملاتي قبل انتهاء الفترة أم لا، وخصوصا أن عدد الموظفين قليل جدا مقارنة بعدد المراجعين في فترة اللحظات الأخيرة. فيما استهل يوسف الميهمي حديثه بعلامة استفهام كبيرة وقال: أراجع الجوازات منذ شهرين، ولم أنجز سوى القليل من المعاملات. ويروي المزيد من همومه بالقول: طلبوا مني المراجعة بعد الحج، وها أنا بعد الحج أراجع الجوازات بشكل يومي بحثا عن إنهاء معاملات تصحيح أوضاع عمالتي ولكم أن تتصورا مدى التعب والشقاء الذي يعانيه مراجعو الجوازات هذه الأيام فنحن في سباق قاتل مع الزمن والوقت يضغط علينا بلا رحمة. وشخص يوسف، أسباب التكدس في إدارات الجوازات إلى قلة العاملين على إنجاز المعاملات، وقال: أعداد المراجعين في ازدياد والكل يسعى إلى استثمار ما تبقى من الوقت في إنجاز معاملاته، ولكن الأمور تسير ببطء شديد في الوقت الذي يتضاعف فيه أعداد المراجعين. أما المراجع عدنان عطار، فتقدم نحونا من بين الصفوف ناصحا بعدم الدخول إلى الصالة حتى لا تصادر الكاميرا التي بحوزتنا، وقال: سوف لن يسمحوا لكم بالحديث مع المراجعين، وزاد: الإدارة تعاملت بنفس القدر مع وسائل الإعلام الأخرى التي حاولت رصد بطء إنجاز معاملات المراجعين. وأضاف: بنبرة استياء واضحة أراجع جوازات أبرق الرغامة يوميا لتصحيح أوضاع العمالة من نقل كفالات وتعديل مهن، وشاهدت في أحد الأيام حالة منع مصور صحيفة محلية من التقاط الصور لحشود المراجعين أو إجراء الأحاديث معهم، مؤكدا أن شمس الظهيرة والانتظار يثقلان كاهل الجميع، خصوصا أن المعاملات تسير بهذه الآلية البطيئة في ظل حشود كبيرة تتزايد باستمرار. وفضل المراجع محمود الجهني، الاحتماء من الأجواء شديدة الحرارة داخل سيارته بعد تشغيل جهاز التكييف لدقائق قبل العودة مرة أخرى إلى صفوف حشود المراجعين، وقال: يلمس الجميع حالة الازدحام الكبيرة التي تشهدها إدارات الجوازات في الأيام الأخيرة، لقلة عدد الموظفين الذي لا يتناسب عددهم مع أعداد المراجعين الكبيرة، وبالتالي ليس بإمكانهم إنجاز الكم الضخم من المعاملات وبما يرضي الجميع، منوها بأن توزيع الأرقام القليلة يؤرق جميع المراجعين ويصيب البعض منهم بحالة من العصبية، خاصة أن بعضهم يأتي من أماكن بعيدة ولا يتحصلون على أرقام للمراجعة، وإذا وجدت فإن الانتظار الطويل، وبطء سير العمل والازدحام الكبير كفيل بإصابتهم بالإحباط لخشيتهم من انتهاء المدة المحددة للتصحيح. وبين أحمد العمري، أنه يراجع جوازات أبرق الرغامة منذ أربعة أشهر، وبالرغم من تسلل اليأس إليه، إلا أنه كان لا يتجاوب مع الإحباط في كثير من الوقت أملا في انتهاء معاملاته في اليوم التالي على حد قوله. ويروي العمري معاناته بالقول: عندما أتي صباحا لإنهاء معاملاتي يطلب مني التوجه إلى المقر الرئيسي في الكندرة، فانطلق مباشرة إلى المكان المشار إليه، إلا أن المقر الرئيسي يحيلني بدوره إلى مقر تصحيح الأوضاع في أبرق الرغامة. ويضيف: المشكلة التي أعانيها ويعاني منها كذلك الجميع هي قلة الكادر البشري في مقر تصحيح الأوضاع الذي لا يتناسب والأعداد الكبيرة التي تتكدس وتتزايد يوما بعد يوم بشكل ملحوظ، مما يسبب حالة من الإرباك والتعب والتفكير المستمر في كيفية اتمام المعاملات وإنجازها بأسرع وقت ممكن، وخصوصا مع اقتراب انتهاء المدة المسموح بها لتصحيح أوضاع العاملين في المملكة. من جهته، بين فهد العرياني، أنه يشعر بملل شديد من التأجيل والأعذار اليومية، التي دأب العاملون يرددونها في تصحيح أوضاعهم بشكل ملائم وسليم، ليس لدي أكثر من كلمة أقولها لهم (كل يوم بكرة)، ويضيف العرياني: أن العامل قد لا يدرك حجم المعاناة التي نعانيها لإتمام معاملاتهم، ولا يعرف حجم الازدحام اليومي، وأن هناك الملايين التي تريد أن تعدل أوضاعها، ويستطرد أن كان من المفترض أن تتم زيادة أعداد الموظفين الذين يقومون بهذه المهام ليتم تعديل أغلبية المتقدمين سواء لنقل الكفالة أو تغيير المهنة، ويشير فهد أن الأيام بدأت بالعد التنازلي لانتهاء المهلة فيما لم تنجز كل المعاملات المطلوبة أمام هذه الحشود الكبيرة التي تنتظر دورها لتكون في ركب المصححة أوضاعهم. وذكر باسم يماني الذي شرع في الاحتماء تحت إحدى المظلات لاتقاء حرارة الشمس، أن الازدحام متعب للغاية وأن الحركة لا تسير بشكل مرض، وقال: يأتي المراجعون منذ الصباح الباكر للحصول على الأرقام، إلا أن قلة الموظفين تسهم في بطء الأداء وبالتالي التأخير في إنهاء المعاملات، مشيرا إلى أن نفاد الوقت ليس في مصلحة العمالة التي تسعى لتصحيح أوضاعها. واقترح يماني، يجب دعم هذه الأقسام بالموظفين بهدف إنجاز أكبر قدر ممكن من المعاملات المتراكمة فيما تبقى من أيام قبل انتهاء المهلة المحددة، خاصة بعد تصريح وزارة العمل بعدم منح فرصة تمديد أخرى. إلى ذلك، أوضح المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين، أنه تم تخصيص موقع الجوازات في أبرق الرغامة بالقوة البشرية اللازمة والأجهزة الإلكترونية التي من شأنها إنهاء معاملات تصحيح أوضاع العمالة المقيمة المشمولين بالأمر السامي، مؤكدا أن الكوادر البشرية والأجهزة في الموقع تفي بالغرض. وأضاف: هناك تحرك لدعم إدارات الجوازات خلال الأيام المتبقية ومنها العمل على فترتين صباحية ومسائية لإنجاز المزيد من المعاملات، وفيما يتعلق بتأثير إجازة عيد رمضان والأضحى المبارك على سير العمل، أفاد بأن العمل في موقع تصحيح الأوضاع كان مستمرا خلال الإجازات لإنجاز المعاملات.