تواصلت الاشتبكات المسلحة لليوم الثالث على التوالي في طرابلس (شمال لبنان) أمس (الخميس) بالرغم من انعقاد الاجتماع الأمني بالقصر الرئاسي ببعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان وحضور الرئيس المستقيل نجيب ميقاتي والوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية. حصيلة الاشتبكات في يومها الثالث رست أمس على 35 شخصا بين قتيل وجريح فيما سجل للمرة الأولى استعمال قذائف الهاون من العيارات الثقيلة والتي طالت مناطق في طرابلس يستهدفها القصف للمرة الأولى منذ فترة طويلة. وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال نقولا نحاس أشار في تصريح له أمس إلى أن كل الطقم السياسي لم يستطع تحييد وعزل طرابلس عن الخلاف الإقليمي الذي يعصف في المنطقة، والمواضيع الاقتصادية تنبع من الاستقرار، وإن لم يكن هناك استقرار لا يمكن تحسين الوضع الاقتصادي. ولفت إلى أن هناك خلافا سياسيا بين موقعين ومنطقتين، كل منطقة تتبع إلى منهج معين. وأضاف نحاس أن المشكلة الأساسية ليست قادة المحاور، بل المشكلة السياسية، وقبل أن نصل إلى هذا المنظر الجامع، لا يمكن أن نحل مشكلة واحدة بل بشكل أوسع، وأوضح أن الاستقرار هو أساس عملية كل إنماء، والقضية ليست قضية مال دفعت في طرابلس. فيما شدد وزير الدولة في الحكومة المستقيلة أحمد كرامي على أن وقت تطبيق الخطة الأمنية التي أعدت لطرابلس قد حان، لافتا إلى أن اجتماعا للمجلس الأعلى للدفاع سيعقد اليوم لحسم الموضوع. وأشار كرامي إلى أن الوضع في طرابلس بات سيئا جدا ولا يحتمل.