علق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على «ما أثارته المداخلة التي أدلى بها وزير الخارجية (عدنان منصور) خلال تسليمه رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب إلى جمهورية مصر العربية». وقال إن «المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية، وسورية الشقيقة خصوصاً، تستوجب منا، رئاسات ووزراء وقوى سياسية، أن نؤكد مجدداً وتكراراً تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية، وذلك حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الأهلي، ما عدا ما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي على ما جاء حرفياً في البند (12) من إعلان بعبدا». وشدد ميقاتي في كلمته في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في السراي الكبيرة أمس، على «الالتزام بسياسة النأي بلبنان عن الوضع السوري، والتي توافقت عليها مكونات الحكومة جميعها وأكدها مجلس الوزراء في اكثر من موقف وبيان وقرار، إذ تم الاتفاق على النأي بسياسة الحكومة عن مختلف وجهات نظر أو مواقف مختلف أعضائها بما يمثلون من قوى سياسية، هذه المواقف التي تكاد تتجاوز الخلاف بالرأي لتبلغ حدود التعارض شبه الكامل في ما بينها بالنسبة للوضع السوري»، معتبراً أن «في هذه السياسة ما ينعكس إيجاباً على تثبيت الاستقرار وصون السلم الأهلي». ودعا ميقاتي إلى «الالتزام أيضاً بالدعوة الصادقة التي يوجهها دائماً فخامة رئيس الجمهورية إلى الالتزام بإعلان بعبدا، وتأكيد موقف الحكومة بالتزام الحياد، مشدداً فيها على أن آراء مختلف الأطراف والقوى السياسية المتنوعة لا تلزم الحكومة أو تبدل من ثوابتها المستمدة من إعلان بعبدا، هذه الدعوة التي شاركنا فخامة الرئيس في دعوة الزملاء الوزراء إلى السعي جاهدين للالتزام بها، خاصة في معرض ممارستهم صلاحياتهم ودورهم في مجلس الوزراء الذي يقر السياسات العامة في جميع المجالات». وقال: «ما يحدق بنا، ويدور حولنا من أحداث محفوفة بالمخاطر، لا يسمح لأي منا بأن يبدي رأياً شخصياً أو يعبر عن موقف نابع من قناعاته أو وجهة نظره السياسية، من شأنه على الاقل ان يشكل ثغرة ملتبسة، تسمح للبعض ان يدخل منها للتساؤل والتشكيك، بصدقية الحكومة ومدى التزامها فعلاً وممارسةً بتحييد نفسها، وبالتالي لبنان عن سياسة المحاور التي تعصف بالمنطقة والدول العربية. وعليه، فإن أي رأي شخصي يبديه صاحبه لا يلزم الحكومة التي لا تلتزم سوى بسياستها المعلنة والمقررة على هذا الصعيد»، مطالباً «جميع الزملاء الوزراء بأن نُبقي إعلان بعبدا وقرار مجلس الوزراء بالنأي بلبنان وحكومته عن الوضع السوري، نبراساً نهتدي به للاستمرار في قيادة لبنان نحو شاطئ الاستقرار وصون السلم الأهلي». وأثنى مجلس الوزراء على مداخلة ميقاتي، وتلا وزير الإعلام وليد الداعوق المقررات، مشيراً إلى أن المجلس جدد التأكيد على الالتزام بسياسة النأي بالنفس. وأعلن «الموافقة لوزارة الطاقة على إعطاء مساهمة بقيمة 100 مليار ليرة لمؤسسة كهرباء لبنان تسجل على عجز المؤسسة في الموازنة، وذلك لتسديد الضريبة على القيمة المضافة المترتبة عن مادة الفيول أويل»، وقال إن ميقاتي دعا المجلس إلى الانعقاد بعد ظهر الخميس في 21 آذار (مارس) الجاري. وردا على سؤال، أكد الداعوق أنه لم يتم التطرق في الجلسة إلى موضوع سلسلة الرتب والرواتب، كما لم يتطرق إلى الخروق الإسرائيلية صباح أمس.