قبل الرئيس اللبناني ميشال سليمان استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي مما يمهد السبيل أمام تشكيل حكومة تسيير أعمال بعد جمود سياسي مع حزب الله. وقد تغرق استقالة ميقاتي لبنان في مزيد من الفوضى والغموض قبل ثلاثة أشهر من انتخابات برلمانية مقررة. وتأتي الاستقالة بعد اجتماع وزاري على مدى يومين ووصل إلى طريق مسدود جراء خلاف مع حزب الله. ونقلت تقارير إعلامية عن ميقاتي قوله للرئيس سليمان إنه لم يبلغ أحدا بقراره كي يتجنب أي ضغوط من أي جانب. وأضاف أن قراره شخصي والمهم الآن هو أن يبدأ حوار بين اللبنانيين. وكلف سليمان رئيس الوزراء المستقيل بالاستمرار في رئاسة حكومة لتصريف الأعمال حتى موعد تشكيل حكومة جديدة. وقال رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة إن استقالة ميقاتي الآن "يمكن أن تفتح المجال أمام الحوار من جديد". ورأت مصادر في المعارضة أن استقالة ميقاتي تمت تحت الضغط وقد تضع حدا للانقلاب على الدستور من قبل حزب الله وفريقه في الثامن من آذار. ولفتت إلى سعي هذا الفريق للتخلص من مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي "الذي حفظ أمن لبنان وكشف المؤمرات الخارجية ومحاولات الاغتيال وشبكات التجسس مما تسبب في إزعاجه وإزعاج الحليفين الإيراني والسوري". واعتبرت أن ميقاتي خرج عن أسر حزب الله ولم يعد يرى أن مصلحته السياسية تتناسب مع بقائه في الحكومة والتغطية على الصفقات التي كانت تجري بين أطرافها". وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كل الأطراف اللبنانية إلى الوحدة حفاظاً على أمن واستقرار لبنان إثر استقالة ميقاتي. وأصدر المتحدث باسم الأمين العام بياناً قال فيه "في هذا الوقت المليء بالتحديات للمنطقة، يدعو الأمين العام كل الأطراف في لبنان إلى البقاء موحدين خلف قيادة الرئيس اللبناني". وحث بان كل الأطراف على العمل معاً مع مؤسسات الدولة للحفاظ على الهدوء والاستقرار واحترام سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان تماشياً مع الالتزام الوارد في إعلان بعبدا، ودعم دور القوات المسلحة اللبنانية في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسيادة والأمن. كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه لتدهور الوضع في لبنان بعد الاستقالة. وفي بيان أصدرته على هامش اجتماع وزاري في دبلن، عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن "قلقها لتدهور الوضع في لبنان بعد قرار رئيس الوزراء الاستقالة". وأضافت أن "انعدام التوافق بين القوى السياسية في الحكومة ومجلس النواب أدى إلى مأزق خصوصا حول الانتخابات، فيما المشاكل الأمنية ما زالت تلقي بظلالها على استقرار البلاد". ميدانيا استمر التوتر في طرابلس ودارت اشتباكات عنيفة أمس، بعد هدوء حذر على مختلف المحاور. وأدت عمليات القنص إلى جرح ثلاثة أشخاص في باب التبانة وجبل محسن.