سادت منطقتي باب التبانة وجبل محسن في طرابلس أمس حال من الحذر الشديد إثر توقف الاشتباكات التي دارت بينهما، حيث انتشرت وحدات من الجيش اللبناني امس في باب التبانة، وكان سبقها انتشار في جبل محسن. وكانت محاور القتال شهدت ليل الإثنين-الثلثاء وفجر امس مناوشات سجل خلالها تبادل للرصاص والقنص وانفجار قنابل يدوية. وسجل سقوط عشرة جرحى عرف منهم: وليد احمد السيد، صالح الدالي، احمد حمود، وفيق القاري، اسماعيل محمد، فدوى صالح ومحمد السيد. وردّت وحدات الجيش على مصادر النيران، وسيرت دوريات مؤللة وراجلة، وأقامت الحواجز في منطقة الزاهرية وفي محيط أماكن النزاع في محاولة لإعادة الأمور إلى طبيعتها. وتعرض امس المواطن مؤمن فيصل النصفي في محلة طينال، الى إطلاق نار من قبل مجهولين كانوا على متن دراجة نارية، فأصيب برجله ويده ونقل إلى المستشفى للعلاج. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، أن مجموعة من الشبان على متن دراجات نارية اعتدوا على فريق عمل تلفزيون «أل بي سي» في دوار نهر أبوعلي في باب التبانة، وحطموا الكاميرات ومصادرة الذاكرة الداخلية لها وفروا. وافرج عن المختار علي عجايا من جبل محسن، بعدما خطف لبعض الوقت في طرابلس. ودانت «رابطة مختاري طرابلس والشمال» في بيان، «هذا المستوى المنحدر من أشكال الصراع المذهبي الذي إذا استمرت وتيرته على هذا الشكل فإن الوضع سيكون كارثياً في طرابلس وستكون تداعياته على مجمل الوضع في لبنان عموماً»، وطالبت «الدولة بكل سلطاتها بوضع حد للانفلات الأمني والضرب بيد من حديد كل يد تريد العبث بأمن طرابلس ونشر الفوضى». وفي السياق، هدد الأمين العام ل «الحزب العربي الديموقراطي» رفعت عيد من جبل محسن، أن «الجميع سيدفع ثمن ما يحصل في طرابلس، ويمكن أن نذهب إلى الأسوأ إذا لم تعالج الأمور، ولن أطمئن الناس، فالأمر لن يقتصر على طرابلس، بل سيمتد إلى كل لبنان، والمسؤولية تقع على رئيس الجمهورية (ميشال سليمان)». وسأل: «لماذا تعالج الأمور في صيدا بطريقة معينة ولا تُعالج مشكلات طرابلس بالطريقة عينها؟». واتهم سليمان بأنه «لا يغطي قائد الجيش بل يورطه حتى لا يأخذ مكانه»، معتبراً ان الجيش «يتعامل معنا بالاسلحة ومع باب التبانة بالهاتف». ورأى في مؤتمر صحافي أن هناك «منشقين من الجيش السوري وعناصر من «جبهة النصرة» وعقيد أردني ومقدم قطري يشكلون الشبكة المسؤولة الآن عن الصراع في شمال لبنان، وذاهبون نحو التأجيج، وهناك سياسيون من تيار «المستقبل» لا يعلمون بها». وكشف أن هناك «صاروخا أطلق من منطقة الزاهرية ويشبه الصواريخ المستخدمة ضد الضاحية، وأن قذيفة واحدة سقطت على الروكسي ليست من جانبنا». وقال: «بدأت المعركة الأحد، إذ إن مساء السبت دخل الجيش السوري إلى القصير، والمجموعات التي تذهب من طرابلس إلى سورية هي التي فتحت المعركة، وبدأت الإشاعات عن مقتل عناصر سلفية في القصير، وللأسف أتت المعادلة بأن جبل حسن مقابل القصير»، موضحاً: «ليل الثلثاء الفائت دخلنا في معركة والباقي كله مناوشات، ونحن شاركنا بمعركة واحدة فقط». وأضاف عيد: «عندما يسقط للجيش اللبناني 80 جريحاً وثلاثة شهداء، فما هي ضمانة وجودنا؟»، معتبراً أن «لا حل إلا بطائف جديد».ولفت الى ان «كل سياسيي طرابلس يتصلون بنا من تحت الطاولة، ولكنهم غير مستعدين للتعاون معنا من فوقها»، منوهاً بكل «الفصائل الفلسطينية في مخيم البداوي التي وقفت على الحياد».