لن أنسى دعواتها من أمام الكعبة المشرفة عندنا هاتفتني بجوالها وهي تطوف طواف القدوم قائلة «الله يبارك في أولادك وصحتك ورزقك على الذي عملته معاي»، فعيناي ذرفت بعد سماعي هذه الدعوة التي تساوي من وجهة نظري كنوز الدنيا، واعتبر نفسي أسعد المطوفين حظا هذا العام. بهذه الكلمات بدأ المطوف رضا محمد جميل خشيفاتي رئيس مكتب 21 لخدمة الحجاج المصريين حديثه ل «عكاظ» عندما رافقته أمس لنقل الحاجة حمدية حمزة التي تزن 286 كيلو جراما، بعد أن تشرف بخدمتها لتأدية مناسك الحج، حيث سرد خشيفاتي تفاصيل القصة لأسمن حاجة دخلت المشاعر هذا العام. وقال: «تلقيت اتصالا من مؤسسة حجاج الدول العربية بوجود حاجة تحتاج إلى رعاية خاصة ضمن مجموعة الخدمة 21 وعلى الفور تم تجهيز سيارة إسعاف وتم استقبالها ونقلها من المطار بجدة إلى السكن المخصص في مكةالمكرمة والذي تم تغييره لها إلى سكن مجموعة أخرى ليتناسب مع وضعها الصحي وتم تفصيل كرسي متحرك يناسب وزنها، وذلك خدمة من المجموعة بمواصفات خاصة وتعهدت أمام البعثة المصرية بالالتزام وتوفير كافة الخدمات لها وأنه يرفض إحالتها إلى مجموعة أخرى وبعد الانتهاء من عملية تجهيز الغرفة الخاصة بها، تم نقها إلى الحرم لتأدية طواف القدوم وذلك على الكرسي المخصص لها، وتيسر لها أداء طواف القدوم ثم بعد ذلك تم تجهيز الخدمات لها في المشاعر، وخصصت لها خيمة خاصة في مشعر عرفات وفي مشعر منى ومزدلفة، ورافقها في الحج ابنها عصام وزوج ابنتها وتم تخصيص عاملتين من مكتب الخدمة لخدمتها على مدار الساعة». ويضيف المطوف خشيفاتي أن الحاجة حمدية عاشت أجواء روحانية في الحج وأنها كانت تردد دائما أنها نسيت كل متاعبها الصحية وأنها تفرغت للدعاء في يوم عرفة وأنها لم تكن تتوقع أن تسير الأمور بكل يسر وسهولة لأنها تعاني من السمنة المفرطة ولكن تهافت نحو 13 عضوا في المكتب على خدمتها ساهم في تحقيق أمنيتها وسهولة أداء الفريضة، فالكل حرص على خدمتها من أجل كسب الدعوة الصالحة من الحاجة في المشاعر المقدسة، وإيصال رسالة أن المطوف يحمل أشرف رسالة في خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم في ظل منظومة الخدمات والمشاريع التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتوفير كل سبل الراحة أمام ضيوف الرحمن. وأكد أن كل الخدمات التي قدمت للحاجة حمدية من تنقلات ورعاية وسيارة إسعاف كانت مجانية تقديرا لظروفها ووضعها الصحي، مبينا أنه هذا العام خدم نحو 3 آلاف حاج في المجموعة وحرص على الإشراف شخصيا على خدمة الحاجة حمدية فهو يقوم بزيارتها يوميا في مقر السكن وحرص على متابعتها في المشاعر المقدسة وتم أمس نقلها إلى السكن في مكةالمكرمة بانتظار أن يخف الازدحام في الحرم لتؤدي طواف الوادع، كما تم التنسيق لها في المدينةالمنورة ومخاطبة مكتب الأدلاء في المدينةالمنورة وتزويدها بالتقرير الطبي واختيار السكن الذي يتناسب مع حالتها ووضعها الصحي ويمكنها من التنقل والصلاة في الحرم المدني الشريف. من جانبها أوضحت الحاجة حمدية ل «عكاظ»: «لقد تحققت أمنية العمر بعد عقود من الانتظار بالوصول للمشاعر المقدسة وتأدية الركن الخامس ومهما قلت فلن أوفي الرجال في البلد المعطاء بدءا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة الذين قدموا كل ما لديهم لخدمة ضيوف الرحمن، وللمطوف الذي غمرني باهتمامه، وكان يعتبرني مثل والدته فحقق حلمي بالوصول إلى الطواف ووجه كل من عملوا معه بخدمتي وتحقيق كل طلباتي من أجل أداء الحج، وأنا لا أملك إلا الدعاء بأن يجزيهم الله خير الجزاء على ما قدموه لي من اهتمام ورعاية، تؤكد أنهم نذروا أنفسهم لخدمة ضيوف الرحمن ابتغاء وجه الكريم».