قبل مغرب شمس اليوم، يودع 50% من حجاج بيت الله الحرام المتعجلين مشعر منى قبل غروب الشمس وسط خطط احترازية وتدابير أمنية اتخذتها الجهات الأمنية المعنية بسلامة الحجاج على منشأة الجمرات من خلال أوقات الذروة المتوقعة من العاشرة صباحا وحتى الثالثة عصرا في موازنة مدروسة بين قيادة منطقة الجمرات وقيادة الحرم المكي الشريف لفلترة الحجاج الخارجين من المنشأة والقاصدين صحن المطاف لضمان عدم ارتفاع الطاقة الاستيعابية في المسجد الحرام. حيث يشكل المتعجلون هاجسا أمنيا في منطقتي الجمرات والحرم الشريف ويشارك في تنفيذ تلك الخطط أكثر من 33 ألف رجل أمن يمثلون قطاعات قوات الأمن الخاصة وقوة Hمن الحرم ورجال المرور والدفاع المدني. وتغادر جموع الحجيج مكةالمكرمة عبر خمسة محاور رئيسية تلتقي مع ثلاثة شرايين رئيسية بمكةالمكرمة بواسطة 22 ألف حافلة ستقل الحجاج قبل غروب شمس هذا اليوم. ووفقا لقائد منشأة الجمرات في قوات الطوارئ الخاصة اللواء جداوي بن سعد الشهراني فإن قوات الأمن لن تسمح بتغيير السير للحجاج مطلقا حيث سيتم إجبار الحجاج على مسار الاتجاه الواحد وذلك حرصا على سلامتهم فيما ستتولى فرقة متخصصة قياس الكثافة البشرية في منطقة الجمرات من خلال كاميرا رصد دقيقة وبرنامج تحليل لمعرفة العدد الفعلي للحجاج ما بين مداخل المنشأة ومخارجها ولن نسمح بتجاوز الطاقة الاستيعابية للمنشأة مطلقا حيث تعمل الجهات الأمنية من خلال 15 ألف رجل أمن من قوة أمن وتنظيم المشاة على فلترة وتفتيت الكتل البشرية للحجاج في الطرق المؤدية من بطن وادي منى إلى الجمرات بما يضمن عدم تجاوز الكثافة البشرية. وترصد غرفة عمليات المشاعر المقدسة في مركز القيادة والسيطرة حركة الحجاج من خلال 4200 كاميرا مسلطة على مشعر منى ومكةالمكرمة والمنافذ الخارجية والداخلية لها وذلك لمتابعة مغادرة الحجاج من منى ومكةالمكرمة. وقال قائد مركز القيادة والسيطرة اللواء عبدالله بن حسن الزهراني إن مركز القيادة والسيطرة سيتولى رصد الحركة العامة للحجاج على مستوى كافة الأصعدة لحركة الحجيج لكن المؤشرات الأولية تؤكد أن الجميع ملتزم بالمهام المسندة لهم لاسيما مؤسسات الطوافة وحجاج الداخل الذين ستتابع لجنة متخصصة التزامهم بعمليات التفويج مؤكدا في الوقت نفسه أن الغرفة وضعت خططا احترازية لمعالجة أي طارئ ميداني من خلال نقاط التدخل السريع من خلال المعالجة الفورية المبكرة لاسيما فيما يخص الفلترة المبكرة للحجاج من مداخل الشوارع المؤدية إلى منشأة الجمرات وتفتيت الكتل البشرية من وقت مبكر. وأكد ل«عكاظ» قائد قوات الطوارئ الخاصة في المشاعر المقدسة اللواء خالد بن قرار الحربي أن اليوم الثاني عشر ستكون الكثافة البشرية فيه عالية خاصة للمتعجلين من حجاج بيت الله الحرام، مبينا أن قوات الطوارئ المسؤولة عن إدارة الحشود البشرية على منشأة الجمرات وضعت خطة خاصة وأعدت قوة أمنية من الطوارئ الخاصة لليوم الثاني عشر من أيام التشريق. وقال «تواجد الحجاج على منشأة الجمرات بكثافة عالية يحتاج إلى إعداد خطط أمنية محكمة ودقيقة بهدف عدم تسجيل حالات حوادث أثناء الرمي الأمر الذي يدفعنا دائما إلى تخصيص قوة أمنية خاصة من الطوارئ لإدارة الحشود البشرية على المنشأة ومضاعفة الجهود من قبل رجال الأمن العاملين في تأمين المنشأة». وأشار إلى أن نجاح الخطة ساهم في خلو رمي الجمرات من أي حوادث في اليومين الماضيين، موضحا أن منشأة الجمرات وضع لها نظام لا يسمح فيها للحجاج بحمل أمتعهتم أو الجلوس والانتظار، مبينا أن جميع الخطط المطبقة خلال اليومين الماضيين، كانت ناجحة بكل المقاييس وكانت حركة الحجاج تسير بحركة منظمة لم تصل الكثافة إلى درجة حرجة. وعن أكثر الأدوار ازدحاما في منشأة الجمرات قال اللواء الحربي «نلاحظ ارتفاع الكثافة البشرية في الدورين الأرضي والأول يليهما الدور الرابع ومن ثم الدور الثالث والثاني، فالدور الأرضي والأول لأنهما يستوعبان الحجاج القادمين من بطن منى مباشرة والأعداد القادمة من المخيمات شرقي الجمرات مما يؤدي إلى زيادة الكثافة به، فيما الدور الثالث أقل الأدوار كثافة في عدد الحجاج، أما بالنسبة للدور الرابع فيخدم الحجاج القادمين من القطار بالإضافة إلى القادمين عن طريق شارع الملك عبدالعزيز أو طريق شارع صدقي والعزيزية عبر استخدام السلالم الكهربائية التي ترتبط بالدور الرابع في منشأة الجمرات». وأكد وكيل وزارة الحج حاتم قاضي أن التوجيهات صدرت لوزارة الحج بأن يظل 50% في مخيماتهم في مشعر منى و50% منهم متعجلون، وهناك فرق المراقبة والمتابعة الميدانية فيها على مراقبة خطط التفويج لمؤسسات الطوافة، وكذلك مراقبة خطط تفويج شركات ومؤسسات حجاج الداخل لضمان التزامهم بالجدولة الزمنية للرمي من أجل الحفاظ على معدلات السلامة لحجاج بيت الله الحرام.