يتسابق اليوم نحو مليوني حاج متعجل على رمي الجمرات الثلاث قبل غروب الشمس والطواف بالبيت العتيق طواف الوداع منهين بذلك نسكهم، وسط رقابة أمنية مشددة وإجراءات احترازية لموازنة الطاقة الاستيعابية بين مخرجات منشأة الجمرات وصحن الطواف في الحرم الشريف. وعلمت «عكاظ» من مصادر خاصة أن وزارة الحج استجابت لطلب الأمن العام بضرورة إيقاف التفويج لكافة مخيمات مؤسسات الطوافة الست لمدة ست ساعات، وتأجيل تفويجهم لرمي الجمرات إلى ما بعد الثالثة عصرا، وذلك لإعطاء فسحة في الرمي للحجاج غير النظاميين. وفي الوقت الذي اتخذت فيه الجهات الأمنية كافة التدابير الخاصة لهذا اليوم، دفعت المؤشرات الجوية التي أطلقتها الهيئة العامة للأرصاد الجوية قوات الدفاع المدني إلى استنفار كافة طاقاتها البشرية لمواجهة أي طارئ، ووفقا لقائد غرفة عمليات المشاعر في الحج اللواء محمد عبد الله القرني، فإن الدفاع المدني تلقى صباح أمس إنذارات بهطول أمطار خفيفة إلى متوسطة على مكةالمكرمة خلال الساعات المقبلة، ولذلك نشرت قوات التدخل 100 قارب في مكة والمشاعر المقدسة وطلب من قوة الإسناد التي قوامها 1200 ضابط وفرد أن تكون جاهزة للتدخل كما ستقوم 15 طائرة بمراقبة أوضاع مدن منطقة مكةالمكرمة لاسيما أن الأمطار قد تأتي من الساحل الغربي. وحشدت إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة كافة إمكاناتها لتيسير وصول الحجاج المتعجلين إلى المسجد الحرام، واتخذت كافة الإجراءات الاحترازية لتجنب مخاطر الزحام في محيط الحرم الشريف، وأكد مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل محمد أربعين على وجود آليات معتمدة بشأن تفويج الحجاج المتعجلين إلى الحرم، بما يحول من تكدس الكتل البشرية والمركبات في المنطقة المركزية. وألمح العميد أربعين إلى اتخاذ عدد من الإجراءات لمنع تكدس الحجاج داخل الحرم منها إرسال رسائل «SMS» قبل مغادرة الحجاج لمشعر عرفة تفيد بضرورة التمهل قبل التوجه للحرم، بسبب اكتمال الطاقة الاستيعابية لصحن الطواف، إلى جانب عرض صور حية مباشرة من داخل الحرم عبر لوحات ضخمة ليرى الحاج بنفسه أنه ليس بالإمكان الدخول إلى المسجد الحرام لحين انتهاء من سبقوه من الحجاج في الطواف. وأضاف: «2000 ضابط وفرد جاهزون لتنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ أثناء أداء الحجاج لطواف الوداع، يشكلون 92 وحدة للإطفاء والإنقاذ، تنتشر داخل وخارج المسجد الحرام، بالإضافة إلى أكثر من 1000 مسعف موزعين على أكثر من 30 نقطة إسعافية منها 13 نقطة ثابتة داخل الحرم لمساعدة الحجاج الذين قد يتعرضون للإجهاد أو الإغماء وغيرها من الحالات». ومن جهته، كشف قائد قوات الطوارئ الخاصة العميد ركن خالد بن قرار الحربي عن تشكيل 13 جزيرة حمراء وبيضاء في ساحة الجمرات، كخطوة حماية للحجاج القادمين من منى في حالة التزاحم، ويعمل قرابة 20 ألف رجل أمن على تفتيت الكتل البشرية في منشأة الجمرات وفلترة حركة الحشود بما يضمن عدم تجاوز الطاقة الاستيعابية.