قبل غروب الشمس، ينتظر أن يغادر نحو 70 في المائة من حجاج بيت الله الحرام المتعجلين مشعر منى لأداء طواف الوداع اليوم، وسط خطط احترازية وتدابير أمنية اتخذتها الجهات الأمنية المعنية على منشأة الجمرات للسيطرة على أوقات الذروة المتوقعة من العاشرة صباحا حتى الثالثة عصرا. وتعتمد الخطط الأمنية على إجراء معادلة متوازنة مدروسة بين قيادتي منطقة الجمرات والحرم المكي الشريف لفلترة الحجاج الخارجين من المنشأة والقاصدين صحن المطاف لضمان عدم ارتفاع الطاقة الاستيعابية في المسجد الحرام، حيث يشكل المتعجلون هاجسا أمنيا في منطقتي الجمرات والحرم الشريف. ويشارك في تنفيذ الخطط أكثر من 63 ألف رجل أمن يمثلون قطاعات قوات الأمن الخاصة وقوة أمن الحرم ورجال المرور والدفاع المدني، وتغادر جموع الحجيج مكةالمكرمة عبر 20 ألف حافلة ركاب من خلال خمسة محاور رئيسية تلتقي في ثلاثة شرايين رئيسية في مكةالمكرمة. وفي أجواء روحانية آمنة قضى حجاج بيت الله الحرام أول أيام التشريق في منى أمس، حيث تعالت من 135 ألف خيمة أصوات التهليل والتكبير فرحا بأداء ركن الإسلام الخامس. ورمى ضيوف الرحمن أمس الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى وجمرة العقبة ترقبهم 509 كاميرا رصد تنقل تحركاتهم في أبراج المراقبة والتحكم في منشأة الجمرات، وشهدت حركة الحجاج سلاسة لم تستدع تدخل القوات الأمنية التي انتشرت في كل مداخل المنشأة وممراتها بالرغم من أن أوقات الذروة للرمي سجلت لمدة ثلاث ساعات متواصلة ما بين 12 إلى 2 ظهرا. فيما استنفرت وزارة الصحة كافة طاقمها المرابط على جسر الجمرات للتدخل في نقل أي حالات تتطلب تدخلا ميدانيا. وقال ركن العمليات وقائد منطقة الجمرات في قوات الطوارئ الخاصة العقيد خالد بن قرار المحمدي إن قوات الأمن ستمنع الافتراش في منطقة الجمرات، وكذلك لن تسمح بتغيير السير للحجاج مطلقا. وبين المحمدي أن خطة القوات الأمنية قضت بتحديد مسار الاتجاه الواحد للحجاج حرصا على سلامتهم، مضيفا «وستتولى فرقة متخصصة قياس الكثافة البشرية في منطقة الجمرات من خلال كاميرا رصد دقيقة وبرنامج تحليل لمعرفة العدد الفعلي للحجاج ما بين مداخل المنشأة ومخارجها، ولن نسمح بتجاوز الطاقة الاستيعابية للمنشأة مطلقا». وأفاد قائد منطقة الجمرات أن الجهات الأمنية سخرت 11 ألف رجل أمن من قوة أمن المشاة على فلترة مبكرة للحجاج في الطرق المؤدية من بطن وادي منى إلى الجمرات بما يضمن عدم تجاوز الكثافة البشرية. وأضاف «وسترصد غرفة عمليات المشاعر المقدسة حركة الحجاج من 2000 كاميرا مراقبة مسلطة على مشعر منى ومكةالمكرمة والمنافذ الخارجية والداخلية لها لمتابعة مغادرة الحجاج من منى ومكةالمكرمة». من جهته، أكد ل «عكاظ» قائد الغرفة العميد محمد القرني أن غرفة العمليات ستتولى رصد الحركة العامة للحجاج على مستوى كافة الأصعدة وستعلن حالة الطوارئ إذا لزم الأمر. وألمح القرني أن المؤشرات الأولية تؤكد أن الجميع ملتزم بالمهمات المسندة له، وبالأخص من مؤسسات الطوافة وحجاج الداخل الذين ستتابع لجنة متخصصة التزامهم بعمليات التفويج، مشيرا إلى وضع خطط احترازية لمعالجة أي طارئ ميداني عبر نقاط التدخل السريع لفرق الإنقاذ. وفيما يخص وزارة الحج ستعمل فرق المراقبة والمتابعة الميدانية فيها على مراقبة خطط التفويج لمؤسسات الطوافة الست، إضافة إلى مراقبة خطط تفويج شركات ومؤسسات حجاج الداخل لضمان التزامهم بالجدولة الزمنية للرمي ورصد كافة الملاحظات عليهم.