تشهد المكتبات ودور بيع الكتب في مكةالمكرمة، إقبالا ملحوظا من قبل حجاج بيت الله الحرام، الباحثين عن الكتب المترجمة التي تفسر القرآن الكريم بلغات مختلفة، وتشرح السنة النبوية وتساعد الحاج على أداء نسكه دون معوقات. وبين ل «عكاظ» عبدالله باروم (صاحب مكتبة خاصة) أن الإقبال يتزايد في موسم الحج من كل عام، ليس فقط على الكتب الدينية بل حتى على الثقافية منها، نظرا لاهتمام حجاج الخارج بقراءة الكتب، وكثيرا ما يقتنون الكتب النادرة خاصة القرآن الكريم المترجم وكتب السنة وقصص الأنبياء وحصن المسلم إلى جانب كتب الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، وهو ما ينعش سوق المكتبات بمكةالمكرمة -على حد قوله. وأضاف، يكثر الطلب على الكتب التي تهتم بغسل الميت وتكفينه ودفنه، وأيضا الكتب التي تتحدث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي يتم شراء كميات كبيرة منها لإهدائها للأقارب والأصدقاء، فيما يقصد الحجاج السعوديون وهم قلة المكتبات لاقتناء المصاحف أو كتب الدعاء أو كيفية أداء نسك الحج والعمرة. من جهته، أوضح سيد محمد (سوداني) تصادف وجودي في إحدى المكتبات في مكةالمكرمة، أن المكتبة تحتوي على كتب لكبار العلماء المسلمين القدامى مثل ابن القيم، ابن الجوزية وابن تيمية، وجميعهم يتحدثون عن الدين برؤية العالم المتقن، ولذلك من الصعب تجاهل الأمر وعدم اقتناء أكبر عدد ممكن من الكتب والسفر بها وقراءتها ووضعها في المكتبة الخاصة به كأهم الكتب التي اقتناها في حياته على حد قوله. بدوره أفاد الحاج علي الحسن (عراقي) أن المملكة تزخر باقتناء الكتب القديمة النادرة لأهم العلماء، ويهتم علماؤها بالفتاوى ويدونوها في كتب كسؤال وجواب كالشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- والشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- ومفتي عام المملكة، وأغلبها مترجم باللغة الإنجليزية ومعد بطريقة سلسلة يمكن من خلالها تصفح الكتاب بشكل سهل غير معقد، ويمكن الوصول للفتوى بشكل سريع. وأضاف، أحرص كثيرا على اقتناء كتب الفتاوى الدينية وقصص الأنبياء ونعلم جيدا محتويات الكتب في المملكة ومدى قوتها وصحتها. وأكد سيد بدوي (من مصر) اهتمامه بالكتب التي تحتوي على قصص مصورة، وتضم عددا كبيرا من صور مكةالمكرمة قديما وجدة والحرم المكي والحرم المدني وبئر زمزم، والصفا والمروة وجبل عرفات، وغار حراء، ومكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومدفنه عليه السلام، ومنازل الصحابة والغزوات التي غزاها المسلمون، وسيوف الصحابة وغير ذلك من الصور النادرة التي يصعب الحصول عليها في أي مكان غير مكتبات المملكة. من جانبه، أكد ناصر الغامدي (سعودي) أنه يلاحظ أعدادا كبيرة من الحجاج ومن جنسيات مختلفة يقصدون المكتبة القريبة من محله، وبعد فترة يغادرون المكتبة وهم يحملون كميات كبيرة من الكتب، ويضيف عملية اقتناء الكتب ليست موسمية ولكنها تزداد في موسم الحج من كل عام، والزوار يرون أن الكتب هنا نادرة جدا، خاصة القرآن الكريم وترجماته بكافة اللغات والسنة النبوية وقصص الأنبياء والصحابة.