حذر القائد الميداني لمعركة «بوابة درعا» محمد عبد الرزاق المصري «أبو عبادة» من التأخر في دعم الجيش السوري الحر، لما له من تداعيات على سيطرة الثوار على المناطق المحررة في درعا. وأكد أبو «عبادة» قائد لواء المعتز بالله التابع للمجلس الثوري العسكري في درعا أن النظام لن يستطيع استعادة السيطرة على الأرض مع كل ما يتلقاه من دعم، لافتا إلى أن تحرير محافظة درعا فقط قد يستغرق 3 سنوات إذا اكتفت الدول الصديقة للشعب السوري بالمراقبة. وحول خطورة انتشار السلاح في سوريا، أكد قائد لواء المعتر بالله، أن الثوار يقاتلون فقط من أجل إزالة الظلم والطغيان، لافتا إلى أن السلاح سيزول بمجرد انتهاء الأزمة.. فإلى التفاصيل: ما زالت الحرب في حالة كر وفر مع قوات النظام، ودرعا بين سيطرتين.. كيف تقرأ الواقع الميداني في ظل معركة بوابة الرصاصة الأولى؟ نحن لم نبادر إلى إطلاق الرصاصة الأولى في المعركة وإن كنا نخطط لها، وقد جاءت العملية على خلفية اكتشاف النظام جانبا من خطة العمل حيث كنا نحفر نفقا بطول 180 مترا لتفجير حاجز البنايات ومن ثم الانقضاض على مواقع النظام في كتيبتي الشيلكا والميكا وحقل الرمي والحاجز الشمالي وحاجز «المحطة»، وكان أمامنا فقط مسافة 18 مترا قبل الوصول إلى الهدف، النظام اكتشف العملية وقام بتنفيذ هجوم بطائرات الميغ دمر خلاله النفق ونحن بدورنا بادرنا إلى هجوم مباشر ومعاكس وفق خطة ثانية انتهت باقتحام الحاجز وتفخيخه وتدميره ومن ثم اقتحام المواقع العسكرية التي ذكرتها بعد حصار دام لأيام انتهى بانتصار كبير لمقاتلي الجيش الحر. ما الأهمية الاستراتيجية للمعركة؟ عتمان هي بوابة درعا الشمالية وسيطرتنا على عتمنا وضعتنا على مسافة 500 متر فقط من مقر قوات النظام في البانوراما والملعب البلدي داخل مدينة درعا، والجميع يعلم أن سقوط البانوراما يعني نصف تحرير درعا نظرا لأنه موقع يضم عددا كبيرا من المدافع والدبابات والصواريخ التي تقصف مختلف القرى والبلدات لمسافة تصل إلى 30 كيلومترا. ما عدد مقاتليكم المشاركين في المعركة اليوم وما هو تسليحكم؟ لدينا على الأرض ما يزيد على 2500 مقاتل وهم بمعظمهم من أبناء المنطقة من الثوار المدنيين والجنود المنشقين عن جيش النظام، وجنودنا موزعون على مختلف المحاور ونحن نعمل بدقة وتنظيم شديدين لدينا في لواء المعتز كتائب دبابات ومدفعية وشيلكا وسرية هندسة وسرايا استطلاع ومداهمة ودفاع مدني بالإضافة إلى المشاة الذين يشكلون عصب اللواء وقوته الضاربة، وأشير هنا إلى أن جميع الألوية والكتائب المتواجدة على الأرض خاضت معنا المعركة وأمدتنا بالذخيرة والمقاتلين. هل أنتم مسلحون بالقدر الكافي لتحقيق هدفكم المقبل عبر تحرير عتمان بالكامل واقتحام البانوراما؟ تسليحنا ليس بالكم والكيف المطلوبين ما يضطرنا أحيانا كثيرة للتريث بغية استجماع قدراتنا وتأمين بعض الذخيرة اللازمة مع النقص الحاصل في الإمداد. من أين تحصلون على العتاد والذخيرة؟ كل ما نملكه من أسلحة ثقيلة هو من غنائمنا المستردة خلال المعارك مع قوات النظام، ونقوم بتصنيع بعض الأنواع يدويا لزوم المعركة، وهناك بعض الإمداد من داعمين للشعب السوري. هل ما تتلقونه من دعم خارجي يكفي لكسر التوازن وما هي احتياجات المعركة؟ لا ننكر وجود تحسن في الدعم إلا أن ما يصلنا لا يغطي جزءا يسيرا في المعركة كما أننا بحاجة لسلاح نوعي كالصواريخ المضادة للطيران والدروع وبعض السلاح الثقيل ونحن ما زلنا نتلقى وعودا لم تتحقق على أرض الواقع. إذا تقدمتم نحو مدينة درعا فما هو المدى الذي تتوقعونه لتحرير المحافظة بالكامل؟ دعني أكون صادقا معك .. لو أننا تلقينا دعما حقيقيا لتحررت درعا منذ وقت طويل، ويمكن تحقيق التحرير خلال أسابيع مع وجود دعم بسلاح استراتيجي، إلا أن هذا المستوى من الدعم للجيش الحر بمواجهة ما يتلقاه النظام عبر خطوط مفتوحة مع روسيا وإيران فإن تحرير درعا يتطلب فترة قد تمتد لثلاث سنوات إلا إذ حصل ما لا يتوقعه النظام خصوصا وأن نحو 40 بالمئة من وحدات جيش النظام تتوضع على أرض حوران وهي عبء ثقيل على الثوار لا يمكن معه كسر التوازن بدون سلاح نوعي وإمداد خارج أسلوب «القطارة». على المستوى الشخصي كيف دخلت مرحلة العمل المسلح وما الذي دفعك إلى ذلك؟ أنا بالأساس مواطن مدني تعرضت كما تعرض غيري من السوريين للظلم والاضطهاد والتقتيل سقط شهداء في أسرتي الصغيرة وبعد صبر على استخدام نظام الأسد للقوة والقتل كان لا بد من فعل شيء بعد أن استنفد الناس في ثورتهم السلمية كل صبرهم، وكنت من أوائل الذين عملوا على تشكيل كتائب المجلس العسكري في جنوب سوريا ونحن اليوم ومع مضي عامين ونصف العام وصلنا إلى أن نكون قوة حقيقية إلى جانب بقية الألوية والكتائب التابعة للجيش الحر. انتشار السلاح في سوريا بات مخيفا على المستقبل.. فهل من إدراك لهذه المسألة؟ أجندتنا الوحيدة هي أن نحرر بلدنا من هذا التعسف والظلم والاحتلال وأن تتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية دون تمييز بين مواطن وآخر، وعندما تتحرر سوريا سنضع السلاح جانبا ونعود إلى حياتنا الطبيعية وعملنا، فالسلاح والقتال ليس غاية إنما ما تعرضنا له وما يجري اليوم يفرض علينا هذه المعركة.