فتح الجيش الحر أمس، عدة معارك بشكل متزامن مع معارك أخرى يخوضها الثوار في درعا. وبث ناشطون إعلانا مصورا لما يسمى معركة «توحيد الصفوف» في مدينة طفس كبرى مدن الريف الغربي في المحافظة، إذ تدور معارك شرسة في أكثر من موقع. ولاتزال المواجهات مستمرة على جبهات شرق الجمرك والهجانة وعدد من المحاور في درعا البلد بالإضافة إلى جبهة «عتمان» وجبهات الريف الغربي باتجاه الجولان المحتل. من جهتها، قالت مصادر مطلعة إن تقدم الجيش الحر على الأرض في درعا، أربك قوات النظام ودفع عددا كبيرا من عناصرها للاستسلام خصوصا في محيط «طفس». وذكرت أن الجيش الحر يحاول فرض منطقة حظر على طول الشريط الجنوبي للمحافظة بمحاذاة الحدود الأردنية بعمق يصل إلى عشرين كيلومترا في بعض المناطق، كخطوة أولى سيتم بعدها نقل المعارك إلى العمق حيث يتمترس جيش النظام خصوصا في مدينة إزرع ومحيطها. فيما تتعرض قرى الريف الغربي لقصف عنيف بالطيران الحربي والمدفعية الثقيلة ما أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين خصوصا في مدينة داعل. وذكر ناشطون أن عمر الشيشاني أحد قادة ما يسمى دولة الإسلام في العراق والشام في سوريا «داعش» لقي مصرعه خلال اشتباكات جرت الجمعة الماضية في ريف حلب. وقال ناشطون إن الشيشياني (وهو ينحدر من أصول قوقازية) قتل أثناء هجوم مسلحي «داعش» على قرى تل سلورة، جلمة، دير بلوط، في ريف عفرين، إذ جرت مواجهات عنيفة مع مسلحي وحدات الحماية الشعبية الكردية التي تفرض سيطرتها على تلك المنطقة. إلى ذلك، غادر مفتشو الأسلحة الكيماوية التابعون للأمم المتحدة الفندق الذي يقيمون به في دمشق أمس، فيما يواصلون تحقيقهم في سوريا. ومن المقرر أن يستكمل المفتشون عملهم في سوريا اليوم الاثنين وأن يقدموا تقريرا وافيا بحلول أواخر أكتوبر. وفي اليوم التالي لاستكمال الفريق مهمته سيبدأ خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التفتيش على مخزونات الأسلحة الكيماوية السورية في إطار اتفاق أبرم هذا الشهر وجنب دمشق ضربة عسكرية أمريكية. من جهة أخرى، أعلن 43 تشكيلا عسكريا بين لواء وكتيبة في دمشق وريفها عن التوحد ضمن تشكيل واحد أطلق عليه اسم «جيش الإسلام». وتم خلال اجتماع حضره قادة التشكيلات الإعلان عن اختيار الشيخ محمد زهران علوش قائدا للجيش وأمينا عاما لجبهة تحرير سوريا الإسلامية. ويضم الجيش الجديد أبرز ألوية الجيش الحر ومنها سيف الحق، نسور الشام، بشائر النصر، فتح الشام، درع الغوطة، الدفاع الجوي، المدفعية، الصواريخ، المدرعات، وا?شارة. وقدر أحد القياديين في الجيش الجديد عديد عناصر الألوية والكتائب المنضوية فيه بين 80 و100 ألف مقاتل، مشيرا إلى أن بعض الألوية التي انخرطت في التشكيل الجديد تضم في صفوفها عددا يتراوح بين 5 و7 آلاف مقاتل، مشيرا إلى أن توجهها الأول سيكون تحرير العاصمة دمشق. وحول توجه التشكيل وصبغته الإسلامية قال القيادي إن معظم التشكيلات المنضوية تحت جيش الإسلام هي تشكيلات غير متشددة، وإن تسميته بجيش الإسلام لاتعني بالضرورة الطابع الديني العقائدي، مرجعا توقيت الإعلان عن هذا الجيش إلى الظروف الضاغطة وخيبة الأمل من نتائج الاتفاق الأمريكي-الروسي وقرار مجلس الأمن الذي ركز على نزع أداة الجريمة الكيماوية وأهمل الضحايا، وأصدر قرارا هزيلا أعاد به إنتاج النظام كمفاوض دون طلب إسقاطه ومعاقبته على جرائمه ومنها جريمة الضربة الكيماوية التي راح ضحيتها نحو 1500 مدني معظمهم من الأطفال والنساء في الغوطة بريف دمشق يوم 21 أغسطس الماضي.