بالرغم من نشر معاناة سكان حي الصفا في شارع أم القرى تقاطع شارع الشاكرين من مياه الصرف الصحي المتدفقة بقوة في منتصف جسر مجرى السيل وتسببها في تلفيات وتدمير المركبات التي تضطر للسير في الشارع كل يوم لأكثر من مرة، إلا أن تسربات الصرف بقيت «محلك سر» وازدادت وتيرتها بصورة يومية، الأمر الذي خلف حفرة عميقة مليئة بالمياه. وأجمع عدد من سكان حي الصفا أنه رغم تسليط الضوء على معاناة الأهالي إلا أن شيئا لم يحدث في الموقع، ولم يلاحظ الأهالي تغييرا في المشهد، بل على العكس تماما فإن المشكلة تتفاقم يوميا لأن المياه التي تصدر منها رائحة كريهة أزكمت أنوفهم وقلبت حياتهم رأسا على عقب، فضلا عن أنها تعيق انسيابية السير في الموقع. «عكاظ» زارت الموقع مرة أخرى بعد النشر بأسبوع تقريبا، واكتشفت أن الحال كما هو عليه لم يتغير شيء، وقامت بسؤال الأهالي فيما إذا كان أحد المسؤولين في شركة المياه الوطنية زار الموقع فكان ردهم بالنفي القاطع. وفي هذا السياق أوضح محمد المسعودي أحد سكان الحي بأنه وبرغم الشكاوى التي رفعت للجهة المسؤولة إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا، ولم يغير في الأمر شيئا، رغم تفاؤلهم بأن ثمة تغييرات ستحدث في الموقع فور نشر التقرير الخاص بمعاناتهم مع تسربات المياه في جسر أم القرى. وأضاف المسعودي بقوله «نخجل كثيرا من زوار الحي وأصدقائنا وضيوفنا من خارج جدة، بسبب الروائح التي تقتحم منازلنا وتعيش معنا طيلة اليوم، ولا يمكن لأي ساكن في الحي أو زائر تجاوز الشارع». واستطرد بقوله «منذ شهر كامل وربما يزيد ونحن نعاني من تجمع المياه، ووقوف صهاريج الشفط لفترات طويلة كل يوم، ما يتسبب في عرقلة السير وتأخير وصولنا لأعمالنا ومدارس أطفالنا، بالاضافة إلى الروائح الكريهة». وأفاد بأن الشارع يغلق تماما في أوقات الذروة بسبب زحام المركبات، وأنه في الصباح الباكر وبعد الخروج من العمل وفي أيام الإجازات تتعرقل حركة السير تماما وتقف في ذلك الشارع لمدة طويلة في انتظار التحرك والخروج من الحي عن طريق الشارع. من جهته أفاد طاهر السعدي أحد سكان الحي أن الشارع الذي تتسرب منه المياه يعتبر من الشرايين المهمة في جدة لأنه يفضي للعديد من الأسواق والأحياء في المنطقة، إضافة إلى أنه مفرق هام للسيارات القادمة من الخط السريع في اتجاهيه إلى حي الصفا، مشيرا إلى أن الحفر الوعائية أصبحت ظاهرة للعيان وكل من يسير بهذا الشريان خاصة في أوقات الذروة. وتابع أن الأهالي خاطبوا الجهات المعنية لوضع حد لمعاناتهم ولكن ذهبت شكاواهم أدراج الرياح على حد وصفهم. وبين السعدي أن المشاكل بطبيعتها تتعاضم إذا أهملت، فالمشكلة تتبعها مشكلة، وهذا ما حدث في الشارع المهم في جدة، الذي دمر فعليا المركبات الصغيرة وهشمها من الأسفل والغريب في الأمر أن مصلحة المياه تعلم بالمشكلة بدليل أنها تقوم بشكل يومي بسحب المياه من الموقع، ولا تعالج المشكلة الأساسية. وأشار إلى أن مصلحة المياه كانت تقوم بسحب المياه بما يعادل خمس مرات في اليوم، ما يؤكد أن تدفق المياه سريع جدا، ومع ذلك فإن مياه الصرف الصحي لا تجف على مدار اليوم. وأفاد بأن البعوض يتكاثر في الحي بشكل ملاحظ بسبب وفرة البيئة المناسبة له، حيث يجد المياه التي يتغذى عليها ويتكاثر. وأضاف الغامدي: لو علمنا نحن الأهالي موقع المشكلة ومصدر تسرب مياه الصرف الصحي لبادرنا بجمع مبلغ مادي ولقمنا بإصلاحه، ولكن للأسف الشديد لا علم لنا أين مصدر التسرب الكبير. من جانبه أوضح رياض المحمدي أنه من المستحيل مرور النساء وصغار السن من الشارع الخرب بسبب المياه المتجمعة والحفريات العميقة التي قد تتسبب في إزهاق أرواحهم لو داهمت مركبة الشارع. وأفاد أن الروائح المنبعثة من مياه الصرف الصحي كريهة جدا وقوية بشكل لا يحتمل ما تسبب لهم في مشاكل صحية في التنفس وخسائر مادية بسبب شراء معطرات الهواء والبخور لتخفيف الروائح التي تداهم منازلهم بالرغم من إغلاق كل المنافذ إلا أنها تقتحم البيوت. وناشد أهالي الحي المسؤولين بسرعة معالجة المشكلة قبل تزايد الأمراض التنفسية والضنك والحساسية والأمراض الجلدية. يذكر أن «عكاظ» سبق وأن نشرت في 26 ذي القعدة المنصرم تقريرا تحت عنوان (الآسنة دمرت طبقة الأسفلت وتعيق حركة السير.. جسر «أم القرى» يسبح في مياه الصرف الصحي).