في جبل النور وتحديدا في الحي القديم مشهدان خلال يومين، شركة سفلتة ترقع 50 مترا من الشارع وتصوره وتترك بقية الشارع هاربة لتخطف فرحة الأهالي التي لم تستمر أكثر من نصف ساعة، في حين في موقع آخر قريب شركة تجري صيانة لمجرى صرف صحي وتهرب مسرعة، الأمر الذي دفع أحد المواطنين لإخراج أثاث منزله ليكون علامات تنبيه لقائدي المركبات. الحي القديم الذي منذ أكثر من ثماني سنوات لم تدخل معدات السفلتة إلى شارعه الذي تهتك وتحطم من الحفر والمشاكل التي حطمت مركبات السكان ورفعت تكلفة دخول مركبات الأجرة إلى الحي بسبب سفلتته، إضافة إلى مشاكل أخرى عديدة من تسرب لمياه الصرف التي تحول الحي إلى نهر مجاري يتسبب في أضرار جسيمة خاصة في الروائح الكريهة التي تنبعث في أرجاء الحي. وأوضح عدد من سكان الحي أن معاناتهم مع مشاكل السفلتة والصرف الصحي مستمرة منذ عدة سنوات، وتحولت إلى هاجس يؤرق حياتهم اليومية ويتسبب لهم ولأسرهم بمشاكل عدة. وقال كل من حمود الشهري وأحمد الزهراني وعبدالله محمد إن الوضع السيئ للسفلتة يتسبب في تحطم السيارات وتعطلها، حيث إن الشخص الذي يشتري مركبة جديدة لا يمضي على شرائها ستة أشهر حتى تبدو أنها في خريف العمر نتيجة الأصوات التي تصدرها والتي تسببت بها الحفر وتهتك الأسفلت، مشيرين إلى أنه قبل عدة أيام حضرت شركة سفلتة واستبشرنا خيرا وظننا أن تتم سفلتة الحي بالكامل، إلا أننا فوجئنا بقيامهم بسفلتة 50 مترا فقط من الشارع، وعمد العاملون إلى تصوير الشارع وجمعوا المعدات وهربوا، واضعين عدة علامات استفهام حول هذا الإجراء حيث هناك مواقع في الحي أشد سوءا من الموقع الذي تمت سفلتته. وأضافوا أن السفلتة حلم يراودنا منذ سنين ولكنه لم ير النور، علما بأن الأهالي تقدموا بعدة شكاوى للجهات الرسمية بطلب سفلتة الحي لكن حتى الآن لم نجد أذانا صاغية حيث ازداد الأمر سوءا. وأشاروا إلى أن مشاكل الصرف الصحي لا تقل سوءا عن السفلتة خصوصا أنها تعتبر سببا رئيسيا في تهتك الأسفلت، حيث إن تسرب مياه الصرف في الشوارع لعدة أمتار يتسبب في تشكيل الحفر، وبذلك لا يمر أسبوع دون أن يكون هناك انسداد لمجرى الصرف ولا تأتي شركة الصيانة إلا بعد أن يغرق الحي في شبر من المياه الآسنة التي تفوه منها روائح كريهة، إضافة إلى أنها تتسبب في توالد البعوض وغيرها من الحشرات التي تهدد الصحة العامة. تمرير البلاغات أوضح مصدر مسؤول في إدارة المياه أنه فور تلقي البلاغ من أي حي يتم تمرير البلاغ للشركة المسؤولة عن الصيانة ومتابعة المشكلة حتى يتم إنهاؤها، مشيرا إلى أن بعض التأخير قد يكون عائدا لكثرة عمليات الصيانة.