روائح كريهة وطين وصعوبة في الحركة وحفر تغطيها المياه الراكدة وحشرات تنتشر. هذا هو المنظر المألوف في شوارع حي الحرمين في مدينة جدة الذي يعتبر من الأحياء الجديدة فعمره الزمني لا يتعدى خمسة أعوام، ومع هذا أصبح حياً متهالكاً، بسبب تسرب مياه الصرف الصحي في الشوارع، وتسببها في إيذاء المواطنين بالروائح الكريهة، وإعاقة حركة السير، وتشويه المنظر العام للحي الجديد اسماً والقديم شكلاً. يقول المواطن عبدالله البشيري: «يتكرر منظر تسرب مياه الصرف الصحي في شوارع الحرمين بشكل مستمر، فلا نستطيع الذهاب حتى للمساجد لنؤدي الصلاة نتيجة انتشار مياه الصرف في جميع شوارع الحي، ويرتفع منسوب المياه إلى أكثر من 20 سنتيمتراً في بعض المناطق، وتصعب الحركة في الشوارع، وتنتشر الروائح الكريهة في الحي بأكمله». ويضيف: «سئمنا من الاتصالات الدائمة بالبلدية فهي لا تتحرك، لذلك سنرفع شكوى لأمير المنطقة، موضحاً أنه بات يخاف على نفسه وأسرته من الأمراض، بسبب انتشار الحشرات والأوبئة في هذه المياه القذرة. من جهته، طلب عيضة هلال من أمانة جدة التكرم بزيارة حي الحرمين، «الذي يخدعك هذا الحي عندما تشاهده من طريق الحرمين السريع بأنواره وأشكال العمائر الجميلة، إلا أنه يعكس منظراً سيئاً لمدينة جدة»، مضيفاً: «من حق سكان الحي أن يتحدثوا إلى المسؤولين في أمانة جدة، ومن واجبهم الاستماع إلينا، ومعرفة حاجاتنا». ويستطرد: «تتسبب المياه الآسنة في أمراض عدة، منها حمى الضنك، والأمانة تتحمل ذلك، وهي مسؤولة عن أية أمراض يتعرض لها الأهالي، ونتمنى أن تتحرك بشكل سريع، لإيجاد حل لهذه المشكلة التي تحولت بالنسبة إلينا إلى كابوس مزعج لا ندري متى نتخلص منه». ويلفت أحمد سعيد إلى أن المياه تتسرب بشكل مخيف ولأيام طويلة»، مستغرباً بأن يمر مع أي شارع لا توجد به مياه، «بل لا أبالغ إن قلت إن المياه أصبحت مصدر خوف فهي تقطع الشوارع بين المنازل بشكل مقزز، وتمتد لمسافات في بعض الأحيان أكثر من كيلو متر»، متسائلاً: «أي واقع نعيشه وأي مستقبل نطمح إليه، ونحن نعيش الخوف على صحة عائلاتنا».