يمثل مركز صحي حرض أحد أهم وأقدم المراكز في قطاع الهجر الجنوبية بمحافظة الأحساء ويخدم شريحة كبيرة من الأهالي والمقيمين ويغطي عددا من القرى المجاورة، بيد أنه لا يزال في مبنى شعبي متهالك منذ عشرات السنين، الأمر الذي أثار استغراب عدد من المراجعين من سوء الخدمات، مجمعين على أن ممراته وغرفه ضيقة للغاية، ما يزيد معاناة مرتاديه والعاملين فيه، معتبرين أن الوقت قد حان لصيانته بما يجعله أفضل حالا وتوسعته بالقدر الكافي حتى يستوعب عدد أكبر من المرضى الذين لا يجدون سواه ملاذا. حشرات في المبنى «عكاظ» وقفت على هذا المركز ورصدت بعض الأمور ووجدت أنه يعاني من غياب عمليات الصيانة والنظافة فيه، ما ساهم في تكاثر الحشرات في المبنى التي أصحبت هاجسا للمرضى أنفسهم، بالرغم من أنهم جاءوا ليجدوا العناية الكاملة تمهيدا للتعافي من الأمراض التي حلت بهم في ظل ما يحظى به القطاع الصحي من دعم ورعاية لمثل هذه المرافق المهمة التي يجب أن تتوفر فيها البيئة الصحية المناسبة، غير أنهم يتفاجأون بأمر مغاير، ما يجعلهم يطالبون بتوفير المقومات الأساسية بالمركز بعد أن أصبح عبارة عن مكتب يحول المرضى للمستوصفات والمستشفيات الأخرى لشح الخدمة فيه. أشعة مفقودة عبدالله السفياني تحدث عن قسم الحوامل وقال إنه لا توجد فيه فنية أشعة مختصة بالحمل، كما أن جهاز النبض معطل منذ أمد بعيد، فضلا عن عدم وجود موظف سجلات طيبة، مردفا «كل مراجع للمركز يقوم بالبحث بنفسه عن ملفه بين ملفات المرضى، وهناك البعض لا يقومون بمهامهم على الوجه الأكمل ويتأخرون في الحضور واحيانا يغيبون بلا أسباب». عيسى الخميس قال إنهم يشكون من كثرة وجود العمالة الوافدة بالمركز، حيث أنه يقع في أرض تتبع لإحدى الشركات الكبرى، وبينها وبين الشؤون الصحية بالأحساء اتفاقية أن توفر الشركة السكن لموظفي المركز، وبالمقابل يقوم المركز بعلاج عمالتهم، ما يجعل المواطنين في حالة انتظار دائمة عندما يأتون للعلاج، مبينا أن عدم وجود بديل لبعض العاملين بالمركز أثناء تمتعهم بالإجازات الأسبوعية يسبب إشكالية أخرى، مطالبا بسرعة إنشاء مستشفى بعد أن تم تخصيص أرض في حي المخطط أسوة ببقية قرى وهجر الأحساء الأخرى. مبنى غير صالح يرى فرحان مانع العرجاني أن المبنى غير صالح أصلا ليكون مركزا، وليس به وسائل سلامة في المقام الأول، وتنقصه العديد من الخدمات الأساسية وعمره تجاوز 40 عاما، فضلا عن أنه مجهز بطريقة بدائية للغاية وسقوفه من الشرائح الحديدية ولم تغير منذ إنشائه، كما أنه لا يوجد به طبيب مختص، بل عمومي لجميع الحالات، مشيرا إلى أنه بالرغم من سوء المبنى يتأخر بعض العاملين بالمركز عن الدوام الرسمي في الصباح أو المساء. نقص المختصين فرحان الدوسري يقول إن قسم الأشعة الذي أنشئ قبل أربعة أعوام لا يزال مغلقا لعدم وجود فني مختص، ما يشير إلى إهمال واضح للمركز، لأن هذا القسم مهم للغاية، ولا بد من توفره في أي مركز ومستشفى، ويزيد «لا يعقل أن يكون هناك مبنى صحي بدون قسم أشعة، كما أن طبيب الأسنان يغطي أكثر من قرية في الأسبوع، على الرغم من أنه لا يفي بحاجة المواطن في مركز واحد». ومضى الدوسري بحديثه قائلا إنهم يقطعوا مئات الكيلو مترات للعلاج في أقرب مركز لهم، والسبب إن الطبيب المختص يتمتع بإجازته ولم يتم توفير البديل له، وهذا شيء غير لائق بالمنطقة . مبنى جديد قال عدد من المواطنين أنهم يأملون في استماع الجهات المعنية لمطالبهم وضرورة تحقيقها حتى لا تكون معاناتهم أكبر في كل شهر ويوم، معتبرين أن بناء صرح آخر به العديد من الخدمات ويتوفر فيه المختصون هو مطلبهم، ويتمون أن يتم ذلك في أقرب وقت حتى تختفي معاناتهم، خصوصا في ظل توفر عدد من الفلل ذات الجودة العالية والمواصفات المطلوبة التي يمكن استئجارها إلى حين مقر على مستوى عالٍ من الجودة. وعد بالتطوير عضو المجلس البلدي بحرض حمود العرجاني قال إنه تلقى وعدا من الجهات المختصة بتطوير الخدمات الصحية في المنطقة، مضيفا «التقيت كذلك بمدير الشؤون الصحية بالأحساء خلال زيارته لحرض، وقال بأنه ستكون هناك تسهيلات لسكان الهجر عن طريق المركز الصحي، على أن يكون الحجز في مستشفى الملك فهد، وهم في انتظار التنفيذ في الفترة المقبلة».