أكدت المعارضة السورية أن ما تريده من جنيف 2، هو سوريا الجديدة التي لا دور لبشار الأسد وزمرته القاتلة فيها، وفي استطلاع ل «عكاظ» شدد أعضاء الائتلاف السوري على ضرورة أن تتسع سوريا الجديدة التي يريدونها بعد جنيف2 لجميع أبنائها. عضو الائتلاف السوري أحمد رمضان قال ل «عكاظ»: «إنه قبل الحديث عن مطالبنا كمعارضة سورية من جنيف 2، نرى أنه على المجتمع الدولي وفي خطته لإيجاد حل سياسي بشأن سوريا الأخذ بعين الاعتبار ثلاثة أمور: أولا: تقديم الدعم الشامل للشعب السوري وخاصة تمكينه الدفاع عن نفسه بوجه آلة القتل النظامية التي لم تتوقف حتى اليوم، كما يجب توفير كل الاحتياجات الإغاثية المطلوبة لشعب صار منكوباً. ثانياً: التزام المجتمع الدولي بناحية مهمة وهي أن بشار الأسد وزرمته القاتلة المحيطة به ليسوا جزءاً من أي حل قادم، وأنهم يجب أن يكونوا خارج معادلة سوريا الجديدة، سوريا المستقبل ستبنى فقط من خلال القوى الملتزمة بالديمقراطية وبمبدأ الحرية والمساواة بين أبناء سوريا بمختلف طوائفهم. ثالثاً: التزام المجتمع الدولي بوحدة سوريا أرضاً وشعباً وأن لا يكون ما يطرح من مبادرات سياسية قائما على مبدأ المحاصصة أو تقسيم البلد أو تقسيم السلطات ما بين أعراق وطوائف كما حصل في العراق وبعض الدول العربية نموذجاً. وأضاف رمضان ل «عكاظ»: «أن الائتلاف السوري ما زال في مرحلة دراسة وتمحيص من مؤتمر جنيف2، وأعتقد أن ما طرح من آليات من قبل الهيئة السياسية والهيئة العامة للائتلاف، والموقف حتى الآن من جنيف 2 يعتمد على ما ستتضمنه مبادرة الدول المبادرة لعقده وبمضمون ما طرحناه من أجل السير قدماً باتجاه الحل». وعن آليات تنفيذ جنيف 2 في حال وافقت الدول المبادرة لعقده على اعتبار بشار الأسد خارج مستقبل سوريا قال رمضان: «في البداية نحن نعول على الالتزام العربي وعلى غالبية الدول الصديقة بما أشرت إليه بمضمون رؤيتنا كمعارضة لعقد جنيف2، نريد أن تكون هذه النقاط المعروضة من قبلنا جزءاً من المؤتمر الدولي، مع الإشارة إلى أن جنيف 2 ليس مكاناً للتفاوض مع النظام، فالشعب السوري ليس مقتنعاً بأن النظام يقبل بالحوار والتفاوض ولا يثق الشعب السوري أن النظام يمكنه أن يلتزم بتعهداتها. أما آلية التنفيذ فهي محصورة فقط بالعملية السياسية لانتقال السلطة القائمة إلى حكومة انتقالية قبل أن تتحول إلى حكومة دائمة ومنتخبة من قبل السوريين أنفسهم». فيما الناطق باسم قيادة الثورة السورية جمال الوادي أكد ل «عكاظ» رفض القيادة الثورية السورية لجنيف2 ، معتبرا إياه مؤامرة ووضعت لها المخططات الاستراتيجية والتي لا تهدف بنهاية المطاف إلى إسقاط النظام الأسدي مطلقاً. وعدد الوادي أهداف جنيف2 التي لا تتماشى وأهداف الثورة فقال: أولا يراد من جنيف 2 أن أسقطوا بشار الأسد أن يجدوا سماً مشابهاً يتمتع بنفس الولاء الذي كان يتمتع به بشار، وثانياً أن تكون سوريا دولة ذات تبعية لأمريكا وبالتالي تكون تبعيتها لأسرائيل، هذا المجتمع الذي يخطط لجنيف2 لا يأخذ بعين الاعتبار مصلحة الشعب السوري وتطلعات الشعب السوري وكرامته». وأضاف الوادي: «من يريد مصلحة الشعب السوري لا يجد المبررات لبقاء الأسد مقابل أن يسلم ترسانته الكيماوية، وكيف لنا أن نفاوض النظام الذي سلم الجولان في السابق وسلم سوريا تاليا إلى إيران وسيسلم فيما بعد ترسانته الكيماوية، كيف نقبل أن نقبل بشروط المجتمع الدولي الذي لا ينظر فيما يجري في سوريا إلا إلى الترسانة الكيماوية ولا ينظر إلى هلاك الشعب السوري وإلى دمار سوريا كإنسان وكدولة». وختم الوادي ل «عكاظ»: «باسم قيادة الثورة السورية أقول إن لدينا ثوابت في سوريا وهي أولا إسقاط النظام المجرم ولا يمكن لنا أن نتنازل عن إسقاط هذا النظام مهما كانت الفاتورة، ومهما تقلبت الدول معنا وعلينا، كذلك فإننا لا نقبل بأي تدخل دولي في سوريا التي نريدها بعد فلول النظام حرة ومستقلة، فكما رفصنا التدخل الإيراني والتدخل الروسي نرفض التدخل الإقليمي الذي يحيك لنفسه أدواراً في بلدنا عبر جنيف2، ونقول لبريطانيا وأمريكا إننا لا نريد جيشا يؤسس له في دولكم نحن نريد جيشا وطنيا يعرف السوريين حق المعرفة ويعرف هواجسهم ماذا عانوا مع النظام القائم والذي سيزول، لا نريد أمناً على مقاسكم ولمصالحكم نريد أمن للشعب السوري».