أكدت المعارضة السورية أن المواقف التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه الملف السوري في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تفتقد إلى آليات التطبيق وتحصر المشكلة مع النظام البعثي بملف السلاح الكيماوي وتتجاهل القضية الرئيسة والحقائق التي انطلقت الثورة السورية على أساسها. رئيس مجموعة العمل الوطني لأجل سوريا وعضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض أحمد رمضان وفي اتصال مع «عكاظ» قال: «بالرغم من اللغة الحازمة للرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام الأممالمتحدة إلا أن مواقفه تجاه سوريا تفتقر إلى الآليات التطبيقية الفعلية من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد حصر المشكلة مع نظام بشار في قضية السلاح الكيماوي والالتزام بالتنازل عن هذا السلاح وكأن استمرار النظام بعمليات القتل التي يقوم بها لا تعني الكثير بالنسبة للمجتمع الدولي». وأضاف رمضان ل «عكاظ»: «نحن قلنا أكثر من مرة أن على المجتمع الدولي أن لا يوجه رسائل خاطئة إلى النظام السوري الذي يستفيد منها بمواصلة القتل بحق الشعب السوري ونحن نعتقد أن الرئيس الأمريكي لم يتصرف بالشكل الذي يؤدي إلى وقف نزف الدماء السورية». وتابع قائلا: «إن الشعب السوري لا يرى في كل ما تم تداوله حالياً في العالم حلا لأزمته التي خرج ثائراً من أجل الحرية والعدالة ورفع الظلم وبالتالي فإنه لن يربط ثورته بهذا المسار لأنه يثق أنه قادر على إسقاط هذا النظام بعيداً عن كل ما يجري في أروقة السياسة الدولية».بالمقابل اعتبر المستشار السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد أن «هناك وعوداً دولية واضحة بأن هناك دعما للشعب السوري والجيش السوري الحر في المرحلة المقبلة». ورأى أن «الروس يريدون فرض بشار الأسد في جنيف 2»، وقال: «الروس والإيرانيون شريكان في قتل الشعب السوري وكلنا نريد الحل ولكن لا يمكننا أن نقول لبشار الأسد فلتشارك في سوريا المستقبل لأن في ذلك خيانة لدم الناس». من جهة ثانية ، اتهم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، متطرفين قدموا من خارج الحدود ب«سرقة الثورة» السورية، معتبرا أن الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة «لا علاقة لها» بالشعب السوري ولا بالجيش الحر، متهما النظام أنه هو الذي «صنع» بعضها. وقال الجربا في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن السوريين من أكثر شعوب الأرض مناصرة للسلام والاعتدال والتسامح والتعايش. وما نراه اليوم من جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة لا علاقة له بالشعب السوري ولا بثورته ولا بجيشه الوطني الحر. من جهتها، حددت بعثة الأممالمتحدة المكلفة بالتحقيق حول «الاستخدام المزعوم» للسلاح الكيميائي في سوريا سبعة مواقع يشتبه في أنها شهدت هجمات بهذا السلاح، مشيرة إلى أنها ستنهي مهمتها الاثنين، حسبما أعلن بيان صادر عن مكتبها في دمشق، وقالت إن هذه المواقع تشمل «خان العسل (ريف حلب، شمال) 19 مارس 2013 والشيخ مقصود (حي في مدينة حلب) 13 أبريل 2013، وسراقب (ريف ادلب، شمال غرب) 29 أبريل 2013، والغوطة (ريف دمشق) 21 أغسطس 2013، والبحارية (ريف دمشق) 22 أغسطس ،2013 وجوبر (حي في شمال شرق دمشق) 24 أغسطس 2013، وأشرفية صحنايا (ريف دمشق) 25 أغسطس 2013». ومن المتوقع أن ينتهي فريق المحققين التابع للأمم المتحدة من أنشطته في البلاد بحلول يوم الاثنين 30 سبتمبر. ميدانيا، قتل عشرون شخصا على الأقل وأصيب عشرات آخرون في انفجار سيارة مفخخة أمس، في بلدة رنكوس في ريف دمشق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «انفجرت سيارة مفخخة قرب مسجد خالد بن الوليد في رنكوس» التي تقطنها غالبية سنية متعاطفة مع المعارضة، ما تسبب بمقتل عشرين شخصا على الأقل وجرح العشرات.