لم تدم كثيرا فرحة أهالي قرى وادي حلي «75 كيلومترا جنوب القنفذة» بتركيب ماكينتي صراف آلي جديدتين، لتنضما إلى الصرافات القديمة لمساعدتهم في الحصول على النقود في كل الأوقات، حيث توقف الصرف فجأة نتيجة دخولهما إلى مرحلة الصيانة، فيما يتسمر الأهالي أمام عبارة «عفوا الجهاز تحت الصيانة حاليا» رغم أنه لم يمر على تشغيلهما أكثر من شهر. وترتسم على ملامح العديد من أهالي حلي علامات التعجب والحسرة، وأبدوا ل«عكاظ» اندهاشهم، متسائلين عن السبب الحقيقي وراء تعطل هذه الأجهزة، حيث يوضح كل من إبراهيم بدوي السلامي، وحمد محمد العمري، وحسين جابر الصالحي أنهم فرحوا بتوفير صرافات آلية جديدة في مثلث وادي حلي فرحة لا توصف، إلا أنها سرعان ما تبددت بعد تعطل هذه الصرافات، إذ أصبحت غير قادرة على العمل ولا تؤدي الغرض المطلوب، حيث صارت شبيهة بالمجسم الجمالي فقط ودون فائدة، وعاد الأهالي إلى ما كانوا عليه حيث يقطعون مسافة 150 كيلومترا ذهابا وإيابا لصرف النقود من القنفدة، بينما كافة الصرافات القليلة العدد المركبة لديهم عديمة الفائدة، فهي دائما فارغة من النقود أو تحت الصيانة، وطالبوا بمحاسبة المقصرين وتشغيلها بصفة دائمة لحاجة المواطنين الماسة لها. فيما أشار كل من عبده موسى السلامي، وخضر المتحمي، وأحمداني حسن السلامي، وأحمد سليمان القوزي إلى أن توقف الصرافات عن العمل يضر بكثير من المواطنين وخصوصا المرضى وكبار السن الذين يقومون بصرف معاش الضمان الاجتماعي وكذلك المتقاعدين، ما يجبرهم على قطع مسافات طويلة تكبدهم عناء السفر لصرف رواتبهم من القنفدة، فيما تظل الصرافات الموجودة بحلي غير قادرة على توفير الراحة والاستقرار لمواطني حلي بسبب الأعطال المستمرة وخلوها من النقود في أغلب الأوقات، وطالبوا بضرورة وجود شركة متخصصة لدعم تلك الصرافات بالنقود أسوة ببقية مناطق المملكة الأمر الذي يساعد على وجود مبالغ مالية بها بصفة مستمرة وينهي معاناة أهالي وادي حلي مع تلك الصرافات العقيمة، وأكدوا حاجة أكثر من 300 قرية بوادي حلي يقطنها أكثر من 60 ألف نسمة إلى وجود فروع للبنوك وليس إلى صرافات فقط. وأكدوا أن الوضع الراهن يستوجب استحداث فروع للبنوك المحلية بسبب زيادة الكثافة السكانية في المنطقة، ناهيك عن بعد المسافة بين الوادي والبنوك المحلية المتاحة، لافتين إلى وجود عدد كبير من الدوائر الحكومية والمؤسسات التجارية والمجمعات والأسواق الضخمة في حلي ما يتطلب وجود بنوك محلية وصرافات آلية لمواكبة التطور الذي تشهده منطقة حلي في كافة المجالات. فيما يرى كل من عمر الكيادي، ومحمد المعشي، وحسن الخالدي، أن عددا كبيرا من المواطنين يتكبدون مشقة السفر إلى القنفذة من أجل الاكتتاب أو بيع الأسهم عن طريق الصراف الآلي. وقالوا إن قرى حلي أولى بخدمة البنوك المحلية والصرافات الآلية. أما المواطن عمر العمري الذي يبلغ من العمر 82 عاما من بلدة السبطة «شرق حلي» فيروي أنه ذهب إلى القنفذة لصرف راتب الضمان الاجتماعي بعد خلو صرافات حلي من النقود، حيث اضطر لاستئجار سيارة على حسابه الخاص وتعرض للاحتيال من أحد اللصوص عندما أوهمه بأنه يستطيع مساعدته لصرف الضمان له وقام بتبديل البطاقة وأوهمه بأن بطاقته لا تعمل ويجب عليه مراجعة البنك وعند مراجعة البنك أوضح له الموظف أن حسابه خالٍ من النقود وأنه لا توجد أي مشكلة في حسابه، فعاد إلى منزله بخفي حنين بعد تعرضه للاحتيال، مؤكدا أن وجود الصرافات في حلي يعفيه وكبار السن من أمثاله من هذه لمخاطرات، مشيرا إلى أن ما يحدث إهمال يحتاج إلى حلول عاجلة. تغذية الصرافات أكد ل«عكاظ» مصدر بنكي في القنفدة أن مشكلة كافة الصرافات في وادي حلي خاصة ومحافظة القنفذة عامة بالنسبة لبعض المصارف قد حلت تماما بعد استئجار موقع لشركة المجال بالقوز يقوم بتغذية كافة الصرافات في محافظة القنفذة بالنقود، الأمر الذي قضى نهائيا على مشكلة خلو بعض الصرافات من النقود، ما سيشجع كافة البنوك المحلية على فتح صرافات جديدة في حلي والقوز والقنفدة.