سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ولادة قيصرية للقرار 2118: تدمير ترسانة الأسد الكيميائية.. بحلول منتصف 2014 ■ بان كي مون: بارقة أمل أولى.. و«جنيف 2» في نوفمبر ■ فابيوس: مجلس الأمن استحق اسمه أخيراً
تبنى مجلس الامن الدولي فجر أمس -بتوقيت الرياض- قراراً هو الاول الذي يصدره بشأن سورية منذ بدء النزاع، يلزم نظام الرئيس بشار الاسد بازالة كافة اسلحته الكيميائية في خلال اقل من سنة. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعيد تبني القرار «مساء اليوم، انجز المجتمع الدولي مهمته»، مضيفا «هذه بارقة الأمل الاولى في سورية منذ زمن طويل»، معلنا في الوقت نفسه عقد مؤتمر سلام حول سورية في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر في جنيف. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تعليقا على القرار «ان مجلس الامن يستحق اخيرا اسمه». ودعا المجلس بالإجماع في قراره الذي حمل الرقم 2118، إلى تطبيق سريع للإجراءات التي وضعتها منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية «للتدمير الكامل لبرنامج الأسلحة الكيمائية السورية». وأشار إلى أنه سيعمل مع منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية في نشر فريق لمراقبة الأسلحة الكيميائية وتدميرها، وتوقع التعاون الكامل من جانب الحكومة السورية، داعياً الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى تقديم دعمها، من حيث والخبرة، والتمويل، والمعدات. ويأتي هذا القرار بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف في اواسط ايلول/سبتمبر بغية تجنب تدخل عسكري في سورية هددت به واشنطن وباريس رداً على هجوم بالسلاح الكيمائي في 21 اب/اغسطس في ريف دمشق اتهم النظام به. واعتبر فابيوس ان «الحزم اجدى نفعا» مذكرا بذلك التهديد. وشدد على ان «تعاون سورية يجب ان يكون غير مشروط (كما يجب ان يعكس) شفافية تامة». ووصف الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة الاتفاق على هذا القرار الذي تم التوصل اليه الخميس الماضي بعد مفاوضات شاقة بين واشنطنوموسكو الحليف المقرب من دمشق، بانه «نصر كبير للمجتمع الدولي». وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه يشكل فرصة «لازالة احدى اكبر الترسانات الكيميائية في العالم». لكنه حذر النظام السوري من «تداعيات» في حال التزامه بالقرار. وينص القرار في هذه الحالة على امكانية فرض عقوبات من مجلس الامن لكنها لن تكون تلقائية بل سيتعين صدور قرار ثان، ما يترك في هذه الحالة امام موسكو امكانية التعطيل. وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من ناحيته على ان اي اتهام ضد دمشق «يجب ان يتم التحقق من صحته بعناية من جانب مجلس الامن (...) واثباته مئة بالمئة» قبل تصويت الاممالمتحدة على عقوبات ينبغي ان تكون «متناسبة» مع الانتهاكات. وقد عطلت موسكو ثلاثة قرارات سابقة لحماية حليفها السوري. اما السفير السوري في الاممالمتحدة بشار الجعفري الذي غضب خصوصا من قيام فرنسا بتنظيم اجتماع الخميس في مقر الاممالمتحدة لدعم المعارضة السورية، فانتقد ما وصفها «نزوات» الدبلوماسية الفرنسية معتبرا انها ارتكبت «كثيرا من الاخطاء» في الملف السوري. وقد تحدث رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا مطولا في هذا الاجتماع مشيرا الى الوضع الانساني في بلاده. واسفر النزاع السوري المستمر منذ اكثر من 30 شهرا عن اكثر من 100 الف قتيل بحسب الاممالمتحدة. ميدانيا قتل ما لايقل عن 30 شخصا واصيب عشرات اخرون بجروح الجمعة في تفجير سيارة مفخخة في بلدة رنكوس الواقعة على بعد 30 كلم شمال دمشق. كما قتل تسة مقاتلين معارضين وسيدة وطفل في غارة جوية على قرية الحاضر بمحافظة حلب بحسب المصدر نفسه. واعلن بان كي مون الجمعة عزمه على تنظيم مؤتمر سلام حول سورية بات معروفا ب»جنيف 2» في «منتصف تشرين الثاني/نوفمبر». وستجرى اتصالات في تشرين الاول/اكتوبر كما سيستعرض وسيط الاممالمتحدة في سورية الاخضر الابراهيمي التحضيرات في اواخر تشرين الاول/اكتوبر. ومن المفترض ان يضم «جنيف 2» على نفس الطاولة وفدين يمثلان النظام السوري والمعارضة في مسعى للتوصل الى اتفاق على تشكيل حكومة انتقالية تمهيدا لانتخابات حرة. لكن عقد المؤتمر سبق وارجىء مرات عدة بسبب خلافات حول اهدافه والمشاركين فيه. وذكر فابيوس قبيل التصويت «ان شئنا وضع حد للقتل لا حل آخر سوى اعادة اطلاق العملية السياسية». وقد اثنى الائتلاف السوري المعارض الجمعة في نيويورك على الاتفاق على اصدار قرار في الاممالمتحدة في شأن الترسانة الكيميائية السورية. وقال رئيس الائتلاف احمد الجربا «نحن سعداء بان بعضا من مطالبنا تحقق»، لكنه اضاف «كنا نود صدور قرار اوضح بشأن الفصل السابع، هذا الامر لم يحصل حتى لو كان ثمة اشارة اليه، نريد المزيد، لكننا سعداء بهذا القرار، يمكننا التكيف معه». وفي ما يتعلق بمؤتمر جنيف2 قال الجربا «نحن نريد المشاركة في المؤتمر، لكن هدف جنيف يجب ان يكون واضحا»، مضيفا ان المفاوضات يجب الا تتحول الى «حوار بلا نهاية مع النظام» السوري. الى ذلك ترغب طهران المشاركة في مؤتمر سلام وستفعل ذلك «بطريقة ناشطة (...) من اجل خير الشعب السوري» كما قال الرئيس الايراني حسن روحاني في اليوم الاخير لزيارته الى نيويورك.