معلمات النائية .. والموت المنتظر الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم لاستيعاب الخريجات وتعيين البديلات وتحسين مستويات اللواتي عين تحت مظلة قرارات التوظيف المؤقت خطوات إيجابية تحسب لها وللقائمين عليها ولكن هذا لا يمكن أن يرجئ الحديث عن الملف الساخن، ملف معلمات المناطق النائية والحوادث المميتة التي يتعرضن لها بشكل مستمر، فلا يمر أسبوع دون أن نسمع قصة دامية تكون ضحيتها معلمة أو أكثر، ورغم كل الوعود والآمال والتصريحات التي تحدثت عن حل هذه المعضلة بإقامة مجمعات سكنية للمعلمات أو بإنشاء شركات نقل خاصة بهن إلا أن الحقيقة التي نراها ونعاينها ونحس بمرارتها هي أن كل هذه التصريحات ما زالت مؤجلة والقائم على أرض الواقع هو وضع مزعج وغير معقول ولا يمكن أن يتوقعه أحد. سيارات متهالكة على طرق خطرة في أوقات مبكرة وفي ظروف جوية متقلبة ليستمر وضع معلمات النائية على ما هو عليه، وبشكل مستمر، وكأنه كتب عليهن أن يذهبن فداء لأحلامهن. إن هذا الملف الدموي يجب أن يقفل نهائيا ولا يمكن أن تقفل المدارس ولذلك فإن الحل الوحيد هو وسائل نقل حديثة ومأمونة وإنشاء سكن للمعلمات يقيهن من مشقة وعذاب السفر الطويل.. ومسلسل الموت.