بالرغم من فوز الهلال الكبير على الاتحاد ب «5» أهداف مقابل هدفين في كلاسيكو يوم الجمعة.. إلا أن الاتحاد لعب واحدة من أهم وأقوى مبارياته وظل متقدما على منافسه الكبير حتى ما قبل نهاية المباراة بربع ساعة فقط.. وقد حدث هذا التفوق الهلالي في فترة وجيزة بعد تسجيل المدافع الهلالي الكوري «سونق شو» هدف التعادل الثاني الذي غير وجه المباراة بصورة جذرية ودراماتيكية سريعة بسبب خطأ تكتيكي فادح وقع فيه مدرب الاتحاد الإسباني «بينات»وعرض بسببه المرمى الاتحادي لثلاثة أهداف متوالية وصاعقة ولكنها مستحقة خطأ المدرب الأكبر فقد سحب «بينات» المهاجم الاتحادي الخطير «مختار فلاتة» وأنزل بدلا منه لاعب الوسط والمحور (معن خضري) لكي يحافظ على توازن الفريق ويحتفظ بتقدمه عندما بادر مهاجمه «فهد المولد» بتسجيل الهدف الأول أولا وطارده الهلال بالتعادل بكرة «نيفيز» الثابتة ثم سجل لاعبه البرازيلي «جيبسون» الهدف الثاني متقدما به على الهلال قبل أن ينجح المدافع الهلالي الكوري «سونق شو» في تحقيق التعادل أيضا.. عندها بدأ التحول الكبير في مجريات المباراة لصالح الهلال.. إثر تغيير بينات خطة اللعب بالتحول من الهجوم بلاعبين اثنين إلى الاكتفاء بمهاجم واحد.. وذلك بدعم الوسط على حساب الهجوم وهو تصرف منطقي ومقبول من مدرب وثق بقدرة فريقه على التقدم حتى تلك اللحظة.. فحرص على أن يؤمن منطقة الوسط ويغلقها أمام تفوق وسط الهلال الواضح والمؤثر منذ بداية المباراة وحتى نهايتها.. لكن المدرب الاتحادي «بينات» بهذا التغيير رفع حالة الضغط النفسي لدى الفريق الهلالي دفاعا وهجوما عندما سحب «فلاتة» بعد أن كان يشكل بالنسبة للهلال مصدر قلق كبير.. لأنه لاعب «مخادع» وسريع ويمكن له أن يسجل أهدافا في أي لحظة.. هذا العامل النفسي الذي يجهل «بينات» تأثيره هو الذي قلب نتيجة المباراة رأسا على عقب.. لأن خروج «مختار فلاتة» أراح دفاع الهلال كثيرا.. ومكنهم من التركيز بصورة أكبر ومن الحركة بصورة أسرع وأوسع وقد اطمأنوا إلى عدم وجود خطورة كبيرة على منطقة دفاعهم فزاد بذلك الضغط على دفاع الاتحاد الذي شهد فوضى عارمة في الربع ساعة الأخير أسلمته لحالة انهيار شديدة وسريعة ولا سيما بعد أن عجز (أحمد عسيري) عن مجاراة مدافع الهلال الكوري «سونق شو» الذي ارتقى بصورة جيدة عند استقباله كرة مركزة من نيفيز وأسكنها شباك «مبروك زايد» رغم ملاصقة العسيري له.. وتوالت الهجمات على دفاع الاتحاد من الجانبين وفي العمق.. في وقت توقفت فيه فعالية هجوم الاتحاد بالرغم من محاولات المهاجم البرازيلي (جيبسون) الوصول إلى مرمى الهلال عدة مرات.. وبالرغم من تحرك جناح الاتحاد الأيسر اللبناني (محمد حيدر) في الدقائق الأخيرة وتمريره لعدة كرات لم تجد أحدا بعد خروج «مختار» وحلول (معن) بدلا عنه.. واتساع الفجوة بين هجوم المقدمة ومنطقة الوسط الاتحادي التي كان يشغلها (جيبسون) خلف المهاجم الصريح «مختار» قبل مغادرته الملعب.. تغيير جذري لخطة اللعب ولكي نتخيل حجم الخطأ الذي وقع فيه المدرب الاتحادي فإن علينا أن نعرف طبيعة التغيير في الخطة نتيجة ذلك التغيير.. فقد لعب الفريق منذ البداية بالطريقة التالية : وبذلك حافظ الفريق الاتحادي على مدى (75) دقيقة على توازن خطوطه الثلاثة وحقق نتيجة هذا التوازن هدفين تقدم بأولهما على الهلال وكذلك بثانيهما.. بالرغم من عدم توفيق مختار فلاتة في تحقيق ما كان مأمولا منه تقديمه كما فعل في مباراة فريقه مع الفتح قبل توقيفه. وما حدث هو: أن المدرب الاتحادي بإخراجه (مختار فلاتة) كما قلت سابقا حاول الحفاظ على توازن الفريق لاسيما في ظل عدم فعالية «مختار» كمهاجم ثان .. فسهل بذلك مهمة الهلال كثيرا لأنه غير خطته من (4+4+1+1) وخلفهم الحارس (مبروك زايد) إلى (4+5+1) وذلك على النحو التالي: حيث أدخل الجناحين (فهد) يمينا و(حيدر) يسارا إلى منطقة هي أقرب إلى الوسط منها إلى الهجوم المتقدم فلعب بها ب(5) لاعبين لملء فراغ المهاجم الثاني «مختار» الذي غادر ليحل محله اللاعب المحور «معن» وبذلك ترك «جيبسون» وحيدا في المقدمة وقضى بذلك على حركة الأطراف التي كانت مميزة في مشاغلة ظهيري الهلال (الزوري) في اليسار و (ياسر الشهراني) في اليمين.. وكان متوسط دفاع الهلال (ماجد المرشدي) و(سونق شو) يعانيان كثيرا من تحركات مختار ومن دعم (جيبسون) المستمر له بالكرات من الخلف ومن تسديداته الموفقة في أكثر الأحيان.. في وقت وجد الهلال فرصة كبيرة للحركة بعد تغيير طرفيه «بإنزال» المدرب سامي الجابر لكل من (سالم الدوسري) و(سلمان الفرج) فحرك بذلك الأطراف وأتاح للاعبي الوسط (نيفيز) و(هرماش) فرصة للتقدم وقيادة الهجمة من الوسط بغزارة لغزو واختراق عمق دفاع الاتحاد وهلهلته ولم يكتفيا بقيادة الهجمات الهلالية وإنما بتسجيل (3) أهداف من الأهداف الخمسة، اثنان منها سجلهما (نيفيز) بصورة مباشرة وشارك في صنع الهدف الخامس الذي سجله (ناصر الشمراني) وختم به حفلة الهلال الدسمة، والآخر سجله «هرماش» موفرين بذلك حلولا بديلة لعجز الهجوم الصريح عن الوصول إلى مرمى الاتحاد والسؤال الآن هو: غياب العامل النفسي في التغيير هل تسبب بينات في ارتكاب خطأ فادح بتغييراته المؤثرة.. أم أن لياقة لاعبي الاتحاد هي التي انهارت وتسببت في ارتفاع عدد الأهداف. كما قلت في البداية.. فإن التغيير التكتيكي الخاطئ الذي عمد إليه «بينات» كان يمكن أن يقدم عليه أي مدرب يرى أن فريقه بحاجة إلى الحفاظ على النتيجة وتجنب الخسارة بعد تعادل الهلال معه.. لكن هذا التغيير كان من الناحية النفسية والتكتيكية خطأ كبيرا.. لأنه كان عليه أن يستمر مهاجما بلاعبين اثنين.. لأن من أبرز مزايا الاتحاد أن تفوقه باستمرار كان في قوة هجومه.. وفي اللعب بمهاجمين اثنين في المقدمة وأنه يلعب أمام فريق قوي ومباراة مفتوحة وأمام دفاع الهلال الذي يعاني كثيرا من متوسط الدفاع.. كان عليه أن يواصل اللعب بطريقته التي بدأ بها المباراة .. حتى وإن عمد إلى تغيير مختار .. فإنه كان عليه أن يغيره بمهاجم له نفس خصائص مختار في الاختراق وإحداث الدربكة المطلوبة.. إما بإدخال (فهد المولد) إلى المقدمة وإنزال الصبياني إلى الطرف الأيمن ليحل محله.. أو الإبقاء على فهد في مكانه .. ووضع الصبياني في المقدمة كمهاجم صريح.. ويحتفظ باللاعب البرازيلي (جيبسون) من خلفه كما كان في السابق.. وليس كما فعل بالدفع به إلى المقدمة وترك مساحة كافية بين هجوم المقدمة وبين أقرب محور مهاجم منه البرازيلي الآخر (كاستيلو) والذي كان بطيء الحركة رغم مجهوده الكبير في الحفاظ على توازن الوسط في حالة تقدم اثنين من عناصره وجاء ذلك كله على حساب تراجع هجمات الاتحاد وكثر ارتداد الكرة إلى خط دفاعه حتى حدث الانهيار التام وتوالت الأهداف تباعا.. خطورة الاتحاد قادمة.. كيف؟ وعلى العموم .. فإن الاتحاد رغم هزيمته الكبيرة هذه.. يؤكد أن فريقه بدأ يتكامل ويشكل بمجموعته الحالية قوة حقيقية سيكون لها تأثيرها الكبير على مسار دوري جميل شريطة أن يتحقق التالي. (1) ثبات التشكيلة الأولى التي بدأ بها مباراته مع الهلال.. رغم مطالبة البعض بإنزال أحمد الفريدي.. وإن كنت لست مع هذا الخيار لأنه سيكون على حساب وجود مهاجم صريح وحقيقي هو مختار.. وهو مهاجم تحسب له الفرق الأخرى ألف حساب وحساب ولا يمكن للاعب من الخلف كالفريدي أن يحل محله وإلا كان على المدرب أن يغير الخطة بالكامل فيلعب بمهاجمين متأخرين.. بدل أن يلعب بمهاجم صريح ومهاجم يقف خلفه. (2) إعداد الظهير الأيمن (منصور شراحيلي) إعدادا أفضل للقيام بوظيفة الظهير الرأسي.. وقليل الاندفاع دون حساب على المهاجم الآخر .. وإعداده لياقيا بصورة أفضل.. فهو وإن كان نقطة ضعف في خط الظهر الاتحادي في مباراة الجمعة إلا أنه أكثر حيوية ونشاطا من المدافع البديل الفريدي الذي بدا أبطأ حركة وتفاعلا مع الموقع في المباريات السابقة. (3) إعداد المحور الدفاعي الأيمن «ليوناردو» إعدادا أفضل لسد هفوات الظهير الأيمن المحتاج إلى مستوى أفضل من الصقل والثبات في موقعه بحيث يرتد هذا المحور إلى الخلف في حالة تقدم الظهير أو السقوط إلى منطقة وسط الدفاع حين تقدم أسامة المولد لتغطية ظهيره اليمين والتصدي للمهاجم الذي يفلت منه.. وهو ما حدث في مباراة الهلال.. فكانت الناحية اليمنى مسرحا لهجمات الهلال ومصدر فجوات كبيرة في متوسط دفاع الفريق حيث وجد أحمد عسيري نفسه وحيدا بعد انزلاق أسامة ناحية اليمين وتخلف المحور (كريري) عن تغطية الفراغ الذي تركه. (4) التأكيد على محمد قاسم في خانة الظهير الأيسر بالحد من انطلاقاته إلى الأمام بحكم سيطرة النزعة الهجومية على ألعابه.. وخلق مستوى أفضل بينه وبين الجناح الأيسر أمامه اللبناني (محمد حيدر) لتبادل المراكز بصورة أفضل مما ظهر به من تعاون محدود في هذه المباراة.. تحقيقا لتناغم أفضل لعدم كفاية تمارينهما معا في منطقة حساسة تحتاج إلى تبادل المراكز بسرعة وبإتقان وبالقيام بدور دفاعي وهجومي متوازن لاسيما أمام الفرق الكبيرة والمتميزة في أطرافها كالهلال سواء بوجود (سالم الدوسري) في الجزء الأول من المباراة.. أو بحلول (عبدالعزيز الدوسري) محله بعد أن غادر الملعب.. وكلاهما سريع.. ومراوغ وقادر على الحركة المفاجئة في أي لحظة كما رأينا في هذه المباراة. (5) إن على مدرب الحراسة ومدرب اللياقة الاتحاديين أن يخضعا الحارس (مبروك زايد) لمزيد من التأهيل الفني والإعداد اللياقي ورفع درجة الحركة لديه في كل اتجاه.. فهو وإن كان قد تصدى في هذه المباراة لهدفين مؤكدين أحسن توقيت الخروج فيهما على مهاجمي الهلال إلا أنه لم يحرك ساكنا أمام «قذائف» نيفيز الثابتة وظل متسمرا في مكانه والكرة تعبر إلى مرماه بسهولة وكأنه فقد الذاكرة أو القدرة على التركيز ودقة الملاحظة لوجهة الكرة .. لأن الزج .. بمبروك.. في هذه المباراة اعتمد فقط على خبرته وإن لم يكن جاهزا لها بدرجة كافية.. ولذلك فإنه لابد أن يخضع لتمارين مكثفة.. قبل أن يشارك في المبارة القادمة.. وأن يعود إلى المرمى حارس الاتحاد الشاب «فواز القرني» الذي كان مستواه في المباريات التي لعبها في تحسن مضطرد باستمرار وغاب عن التشكيلة في هذه المباراة ربما لأسباب نفسية لا داعي ولا مبرر لها.. (6) إن على مدرب الاتحاد أن يتمسك بخطة اللعب (4+4+1+1) وأن يعمل على خلق مزيد من التفاهم بين خطوط الهجوم والوسط والدفاع لبقية الدوري وأن لا يقوم على التغيير لمجرد التغيير في المباريات القادمة وأن يبني الخطط الهجومية مع المحافظة على التوازن في بقية الخطوط. (7) إن على المدافع الكبير (أسامة المولد) أن يضاعف جهوده في التمارين لكي يحصل على القدر الكافي من اللياقة والمرونة الجسدية.. فهو أفضل قلب دفاع في أنديتنا جميعا ولكن باسترداد لياقته التي تأثرت بالتوقف لفترة.. كما أن عليه أن لا يترك مساحة كبيرة بينه وبين اللاعب الشاب أحمد عسيري الذي أصبح يشكل عنصر قوة وتماسك لمتوسط الدفاع إلى جانبه شريطة ألا نتركه لوحده يستنزف لياقيا ويضعف تركيزا ودرجة توازنه تخفف من تجلياته الخطيرة أمام المرمى.. عيوب الهلال محدودة ولكن ذلك هو الاتحاد بعيوبه وأخطائه وأوجه تميزه.. فماذا عن الهلال؟! أطرح السؤال وأؤكد على أن وضع الهلال في هذه المباراة رغم فوزه الكبير غير مطمئن بالمرة فهو رغم قوة وسطه الساحقة .. والكبيرة .. وغير المتوفرة لأي فريق آخر إلا أن خط دفاعه غير مطمئن بالمرة للأسباب التالية: (1) نقص مهارة التكامل بين أفراد هذا الخط نتيجة ضعف تركيز لاعبه النشط في التحرك.. يمينا أو يسارا حسب مقتضيات الهجمة المقابلة.. وحاجته الماسة إلى التفكير والنظر إلى خط الظهر للتقليل من اندفاعاته غير المحسوبة إلى الأمام. 2) نزوع قلب الدفاع الكوري «سونق شو» إلى المشاركة في الهجمة بين وقت وآخر يقلل من انضباطية الدفاع كله ويعطي الفرصة للمهاجم الخصم بأن يتسلل إلى مرماه بسهولة ولا سيما عندما يلعب الفريق المقابل بمهاجمين. (3) تهور الظهير الأيسر (الزوري) ولعبه بصورة منفردة.. وميله إلى الهجوم يفقد الدفاع انضباطيته في هذه الناحية كثيرا رغم فائدة تقدمه في كثير من الأحيان في دعم الهجمة على حساب الواجبات الدفاعية. (4) اندفاع الظهير الأيمن (الشهراني) إلى الأمام ونزوعه إلى الهجوم في معظم الأوقات وميله إلى اللعب في وسط الملعب يجعل منطقته مصدر هجمات للفريق المقابل الذي يجيد التمركز في هذه المنطقة المتقدمة ورفع الأوفرات منها لإرباك دفاع الهلال والتسجيل من الكرات البينية العالية. فإذا كانت الصفة المشتركة للاعبي الدفاع الهلالي هي النزوع إلى الهجوم وضعف الترابط والتكامل والميل إلى اللعب الفردي غير المنضبط فإن الهلال يصبح أمام خيار من خيارين: أولهما: البحث عن محور ارتكاز دفاعي يقوم بتغطية هذه الفجوات الكبيرة في خط الدفاع بأكمله وهو الدور الذي قام به اللاعب البرازيلي الجديد (كاستيلو) في هذه المباراة لكنه أخذ عليه بطء الحركة.. وشيء من التقدم اللا محسوب وغير المطلوب.. إذ أن عليه أن يحافظ على أدواره الدفاعية فقط دون التقدم أماما أو التجنيح يمينا أو يسارا.. وأما البحث عن مدافع متمكن يملأ خانة لاعبه «ماجد المرشدي» ويحافظ بذلك على توازن خط الدفاع ويفرض خطوطا حمراء على الظهيرين (الزوري / ياسر) بعدم تقدم أحدهما في حالة تحرك الآخر مع الهجمة حتى يتمكن لاعب المحور الدفاعي للتراجع وسد مكانه إلى حين عودته.. والأفضل هو أن يكلف الظهيرين بالثبات وعدم الاندفاع أماما لأن الهلال يملك جناحين قويين ومميزين وليس لديه مشكلة في هاتين الخانتين للقيام بالأدوار الهجومية.. وإذا لم يحدث هذا التغيير فإن قوة وسط الهلال وسرعة جناحيه لن تجدي شيئا بل سيظل الدفاع مصدر خطر على الفريق ككل. أما نقطة الضعف الأخرى فهي قابلة للعلاج حيث تظل الهجمة الهلالية من الخلف لأن (ناصر الشمراني) ما زال حتى الآن يلعب مع الهلال بطريقته مع الشباب كمهاجم، حر.. في وقت لا يحتاج منه الهلال سوى التمركز الجيد في منطقة دفاع الخصم حتى يستفيد من إمدادات وسطه المتميز.. فهم يجدون صعوبة في الوصول إليه أو الحصول عليه في المناطق الخطرة والتي تؤدي إلى إنهاء الهجمة بصورة أخطر.. ولو تمكن الشمراني من عمل كنترول على تحركاته واستفاد من سيل كرات الوسط لأمطر دفاعات الفرق الأخرى بالأهداف ولحقق فائدة أكبر للفريق ولما احتاج المغربي (عادل هرماش) والبرازيلي (نيفيز) إلى إنهاء الهجمة بأنفسهم كما حدث أمام الاتحاد .. ولما احتار الجناحان في البحث عن تمرير كرات قاتلة إليه من الطرفين. أما النقطة الثالثة والأخيرة فإن الهلال بحاجة إلى الاستقرار مع جناحي الأطراف.. لأن حيرة المدرب ما زالت قائمة بين اختيار (نواف العابد) و(سالم الدوسري) و(عبدالعزيز الدوسري) و«سلمان الفرج» لهذه المنطقة .. والسبب في ذلك هو جاهزية الأربعة وحاجة المدرب إلى إعطاء فرصة لكل منهم.. وإن كان عليه أن يحسن مستوى أداء (نواف) الذي تميل ألعابه إلى الفردية وأن يجعل ثلاثة منهم على الأقل أو من أحدهم بديلا جاهزا لرأس الحربة (ناصر الشمراني) لأن كلا منهم مؤهل للقيام بهذا الدور الهام في موقع رأس الحربة.. وبشكل عام.. فإن الهلال فريق مكتمل.. وسيكون أكثر اكتمالا إذا هو تغلب على تلك الفجوات واستفاد من طريقة اللعب الجماعية التي أصبح عليها لاعبوه وتميزوا معها بسرعة التخلص من الكرة من اللمسة الواحدة بالنسبة لأكثرهم .. لكن ما أريد التأكيد عليه في النهاية هو أننا أمام فريقين كبيرين حقا.. أخذا يقتربان من الاكتمال المنشود وأصبحت مهمة مدربيهما هي معالجة بعض الهفوات الصغيرة.. وتحقيق مستوى لياقي أفضل يؤهلهما للمشاركات الخارجية أيضا ولرفع معدل حرارة الدوري ولتقديم نجوم مؤهلين للمنتخب الأول دون منازع، وإن كنت أشعر بأن مشكلتنا الأولى ستظل هي الحراسة سواء في الأندية أو المنتخب لأنها منطقة مهزوزة وغير آمنة.. ويغلب على أكثر لاعبيها الاندفاع أماما وترك المرمى فارغا.. مع محدودية التركيز والمتابعة للكرات الثابتة التي أصبحت تشكل الخطر الأكبر على مرمى (90%) منهم .. وإذا كان الاتحاد بصورة أكثر تحديدا.. قد خرج بالهزيمة من هذه المباراة إلا أنه لعب مباراة كبيرة وتفوق حتى على حالة عدم التجانس بين لاعبيه لحداثة مشاركة المحترفين الأجانب ولذلك وجبت تهنئة لاعبيه على ما قدموه.. وأبدعوا فيه. شيء أخير.. لابد أن نقوله هو: أن حارس الاتحاد «مبروك» زايد وإن نجح في الخروج الموقوت على هجمتين خطيرتين للهلال وحسمهما بتفوق نتيجة استعانته بخبرته الطويلة إلا أن إشراكه في هذه المباراة بعد توقف عام كامل كان مغامرة ساهمت في ارتفاع نصيب مرماه من الأهداف في وقت كان فيه حارسه الشاب (فواز القرني) جاهزا لهذه المشاركة بصورة أفضل وآمن.