توافدت أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام هذه الأيام إلى جبل الرحمة الذي يقع شرق مشعر عرفات، ويتكون من حجارة ملساء ذات أحجام ضخمة، مع وجود حجر يكتسي باللون الأبيض على قمة الجبل بطول سبعة أمتار وكأنه شاخص إلى السماء. وبالرغم من المشاق التي تواجه ضيوف الرحمن عند الصعود لقمة الجبل، إلا أنه عند بلوغهم القمة تنتابهم فرحة غامرة، حسب ما قال بعضهم ل «عكاظ» مستشعرين جمال وأهمية الجبل، مبديين سعادتهم بالتواجد أعلى القمة قبل دخول أيام الحج. وقال عدد من الحجاج إنهم جاءوا للجبل من أجل أخذ صور تذكارية به قبل أن يمتلئ عن آخره يوم عرفة ولا يجدون فرصة للاستمتاع بالوقوف عليه، حيث ذكر داود سيهرتو، أندونيسي الجنسية، أنه جاء إلى جبل الرحمة بمشعر عرفات المقدس، لمشاهدته قبل أن يقف فيه ملايين المسلمين في ذلك اليوم المشهود، وأضاف «قد لا يمكنني الوقوف فيه يوم عرفة، لهذا استغل فرصة تواجدي المبكر هنا وعدم الازدحام فيه لأقضي أجمل الأوقات»، مبينا أنه سبق له الوقوف بعرفة، باعتبار أنه حج من قبل ست مرات عندما كان يعمل سائقا عند أحد العائلات بمكة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يجد المتعة والفرحة وهو يقوم بزيارة هذا المكان وتدوين ذكرى الوصول إليه. من جانبه، قال الحاج محمد صديق إن الفرح بداخله كبير للغاية ويكاد يطير من شدته، لأنها المرة الأولى التي يزور فيها الأراضي المقدسة، بالرغم من حلمه الدائم بأداء شعيرة الحج، وأضاف لقوله «هي المرة الأولى التي أحضر فيها لأداء مناسك الحج، وأنا متشوق لزيارة كل الأماكن التاريخية ومشاهدتها، والتقاط الصور التذكارية فيها». وذكر أنه سيزور جبل النور كي يتعرف على أول مكان يتلقى منه الرسول صلى الله عليه وسلم الوحي، كما سيذهب إلى جبل ثور الذي اختبأ فيه الرسول الكريم وقت هجرته من المشركين، وبصحبته أبو بكر الصديق، ولم يكتفي بذلك حينما قال إنه سيتوجه بعد الحج لزيارة المسجد النبوي للسلام على سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، وبعده سيتوجه إلى بلاده لكي ينقل لمن بعده تلك المناسك للحج والأماكن المقدسة، يروي لهم ما شعر به من أحاسيس جميلة لأن ما يقوم سيقوم به من أعظم الشعائر في الدين الحنيف وأحد أركان الإسلام.