سُمِّي عرفة بهذا الاسم؛ لأن الناس يتعارفون به، وقيل: سُمِّي بذلك لأن جبريل طاف بإبراهيم (عليهما السلام) وكان يريه المشاهد فيقول له: أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟ فيقول إبراهيم: عَرَفْتُ، عَرَفْتُ. وقيل: لأن آدم (عليه السلام) لما هبط من الجنة وكان من فراقه حواء ما كان، فلقيها في ذلك الموضع، فعرفها وعرفته، وعُرِفَ كذلك باسم عرفات، كما قال تعالى: “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام”، من هذه الأهمية وأبعادها الروحانية رصدت “شمس” توافد أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام هذه الأيام إلى جبل الرحمة بمشعر عرفات، ذلك الجبل الذي يقع شرق مشعر عرفات، بين الطريق رقم (7 و 8) ويتكون من حجارة صلدة كبيرة، أما الشاخص الذي اكتسى باللون الأبيض والموجود في قمة الجبل، فيبلغ طوله سبعة أمتار، وعلى الرغم مما يعانيه الحاج من مشقة الصعود، إلا أن فرحة غامرة استشعرتها “شمس” على وجوه الحجيج ممن وطئت أقدامهم الأراضي الطاهرة، وبرر عدد من ضيوف الرحمن وجودهم في هذا المكان قبل دخول أيام الحج قائلين: إن هذه الزيارة تأتي لمشاهدة هذا الجبل، وتذكّر الوقوف يوم الحج الأكبر على صعيد عرفات. وقال الحاج عبدالمنان عبدالله (هندي الجنسية) ويبلغ من العمر 72 عاما: “جئت اليوم إلى جبل الرحمة بمشعر عرفات المقدس، لمشاهدة هذا الجبل الذي يقف فيه ملايين المسلمين في يوم عرفة، واسترجاع ذكريات الوقوف؛ حيث سبق لي الحج ست مرات ولله الحمد” مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يجد المتعة والفرحة وهو يقوم بزيارة هذا المكان وتدوين ذكرى الوصول إليه على شاخص جبل الرحمة. بينما يقول الحاج خيرالله محمد (باكستاني الجنسية) وهو يغالب دموع الفرحة بعد أن قام أحد الموجودين بترجمة حديثه: “قدمت إلى الأراضي المقدسة، وهي المرة الأولى التي أحضر فيها لأداء مناسك الحج، وأنا متشوق لزيارة كل الأماكن التاريخية ومشاهدتها، والتقاط الصور التذكارية فيها”. ليس منسكا قال الشيخ طنف بن محمد الدعجاني رئيس محكمة تربة العامة ل“شمس”: “إن زيارة جبل الرحمة ليست من مناسك الحج، ولم يرد في زيارته أي أثر يرغب في ذلك أو يحث عليه، ولا يترتب على زيارته أجر ولا فضيلة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ). منبر عرفة عن عمرو بن دينار قال: رأيتُ منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في زمان ابن الزبير ببطن عرفة؛ حيث يصلي الإمام الظهر والعصر عشية عرفة، مبنيًّا بحجارة صغيرة (وفي رواية: صغار) قد ذهب به السيل؛ فجعل ابن الزبير منبرا من عيدان. وعن يزيد بن شيبان قال: كنَّا في موقف لنا بعرفة، قال: فأتانا ابن مربع الأنصاري فقال: إني رسولُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إليكم، يأمركم أن تقفوا على مشاعركم هذه؛ فإنكم على إرثٍ من إرثِ إبراهيم، عليه السلام.