جبل الدعاء، جبل الرحمة، جبل الآل (على وزن هلال)، جبل التوبة، كلها أسماء لأشهر مكان في مشعر عرفات بعد مسجد نمرة، إنه جبل الرحمة، الذي يحلم الجميع من زوار بيت الله الحرام والمعتمرين بزيارته، فعلى هذا الجبل وقف النبي محمد (صلى الله وسلم) داعيا ربه في حجة الوداع، ويقف عليه آلاف الحجاج في خير يوم طلعت عليه الشمس فيمتلئ بالحياة ليوم واحد من السنة. جبل الرحمة عبارة عن أكمة صغيرة رفيعة في مشعر عرفات، مكون من حجارة صلدة سوداء وكبيرة، ويقع شرق عرفات، بين الطريق السابع والثامن. ويصل طوله إلى 300 متر، يعلوه شاخص طوله 7 أمتار. ويتميز بسطحه المستوي والواسع، ويدور حوله حائط يبلغ ارتفاعه نحو 57 سم، وفي منتصف الساحة دكة ترتفع ما يقرب من نصف متر. ويبلغ محيطه 640 مترا، وعرضه شرقا 170 مترا، وعرضه غربا 100 متر، وطوله شمالا 200 متر، وطوله جنوبا 170 مترا، وارتفاعه عن سطح البحر 372 مترا، وارتفاعه عن الأرض التي تحيط به مقدار 65 مترا. وعن جبل الرحمة قال الفيروزي هو جبل صغير يتكون من حجارة صلدة كبيرة يقع في شرق عرفات بين الطريق رقم 7 و8 وسطح الجبل مستو واسع يدور عليه حائط ساند ارتفاعه نحو 57 سم وفي منتصف الساحة دكة مرتفعة بحوالى 40 سم وفي أسفل هذا الجبل مسجد الصخرات ومجرى عين زبيدة ويحيطه في السهل رشاشات الماء بارتفاع 4 أمتار لرش الماء وقت الوقوف لتلطيف الجو وتخفيف حرارة الشمس. وعن الشاخص الموجود على جبل الرحمة يشير الفيروزي إلى أنه أقيم للدلالة على أن هذا الموقع هو عرفات، فقد كانت الناس تصل إلى هذه الأودية المتشابهة من طرق عدة ومناطق مختلفة، موضحا أنه لو كان في الوقوف على هذا المكان ميزة عن غيره لكان رسول الله قد وقف عليه أو مر به كما فعل عند (قزح) في المزدلفة لما جاء في ذلك من روايات، إذا جبل الرحمة مثله مثل جبل عرفات الواقع في الشمال الشرقي والتلال المحيطة به والشاخص للدلالة فقط. أما الشيخ محمد ابن عثيمين، رحمه الله، فيجيب عن هذا السؤال «هذه التسمية لا أعلم لها أصلا من السنة، أي : أن الجبل الذي في عرفة، الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وسلم يسمى جبل الرحمة، وإذا لم يكن له أصل من السنة فإنه لا ينبغي أن يطلق عليه ذلك ، والذين أطلقوا عليه هذا الاسم لعلهم لاحظوا أن هذا الموقف موقف عظيم، تتبين فيه مغفرة الله ورحمته للواقفين في عرفة فسموه بهذا الاسم، والأولى ألا يسمى بهذا الاسم، وليقل: جبل عرفة ، أو الجبل الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وسلم، وما أشبه ذلك». هذا وتتوافد أعداد كبيرة من الزوار والمعتمرين إلى مشعر عرفات لزيارة الجبل للاتصال الروحاني وللحظات خلوة مع الله، حيث تنهمر دموع المستغفرين كالمطر مستغفرين وتائبين إلى الله وشاكرين الله لأنه حقق لهم هذه الزيارة للمشاعر المقدسه بمكةالمكرمة. وأكد عدد من الزوار أنهم يصعدون إلى هذا الجبل ليكتبوا ذكرياتهم في قمته معبرين عن فرحتهم أنهم وصلوا إلى المملكة وتمكنوا من أداء العمرة وزيارة الأماكن المقدسه في مكةالمكرمة، داعين ربهم أن يتقبل رحلتهم الإيمانية المليئة بالخشوع والتقرب إلى الله عز وجل. اعتقاد خاطئ لا يعد الوقوف على الجبل من واجبات الحج، ويعتقد بعض الحجاج أن الوقوف بعرفات لا يكتمل إلا بصعود الجبل، وهذا اعتقاد خاطئ لأن الوقوف بعرفة يتم في أي مكان داخل حدود المشعر، فالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) يقول في حجة الوداع: (وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف).