كشفت مصادر لبنانية مطلعة في بيروت ل «عكاظ» أمس أن حزب الله استعد لمهتمين محددتين خلال الضربة الأمريكية المتوقعة للنظام السوري، الأولى هي منع سقوط العاصمة السورية دمشق بأيدي المعارضة السورية، فحشد لهذه المهمة تحت قيادته ما يزيد على عشرة آلاف مقاتل في دمشق ووضع خطة تأخذ بعين الاعتبار حصول انهيار بصفوف الجيش السوري النظامي. وأضافت المصادر ل عكاظ: «المهمة الثانية لحزب الله هي الاستعداد لرد صاروخي باتجاه إسرائيل في حال حصول انهيار كبير في الوضع الميداني ضد مصلحة النظام عند حصول الضربة العسكرية وهذا التحرك لن يكون إلا عبر أمر إيراني مباشر». وختمت المصادر ل «عكاظ»: «إن صمت حزب الله خلال الأيام القليلة الماضية مقصود لأن الحزب ومنذ اللحظة الأولى أدرك أن الضربة العسكرية حاصلة وبدأ بالتعاطي معها كواقع لا مفر منه». عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي قلل من أهمية رد فعل حزب الله على الضربة العسكرية المرتقبة وقال في تصريح خاص ب «عكاظ» إن «حزب الله أصغر بكثير من أن تكون له أية ردود فعل على الضربة المرتقبة لسوريا، لأن أسياده الإيرانيين والسوريين لن يتمكنوا من الرد فكيف بفصيل مجرم يعمل ضمن فرق ميليشياوية تأخذ أوامرها من سيدها». وأشار النائب المرعبي إلى أن حزب الله في حرب تموز عام 2006 ترك وحيدا من قبل أسياده إيران وسوريا اللذين لم يتحركا باتجاه إسرائيل ولم يهبا لمساعدته بأي وسيلة من الوسائل ووقفا موقف المتفرجين ليضمنا حماية نفسيهما. وتابع: «على مستوى الحدث، وبعد التغيير الذي حصل في إيران عبر انتخاب روحاني وظروف الانتخابات التي مرت بها إيران يدل بأن هناك استراتيجية إيرانية عامة لمسايرة الغرب وذلك للخروج من كافة العقوبات التي فرضت خلال ولايتي محمود أحمدي نجاد وكبدت الاقتصاد الإيراني خسائر كبيرة. التهويل أو التصعيد الإيراني لا يندرج إلا في إطار التصريح ولكن على الأرض لا يتوقع المراقبون أي تحرك عسكري منها لحماية نظام يعتبر في نظرها ونظر الروس ساقط ولم يعد له وجود. إيران حقيقة قد خسرت أكبر عميل لها في المنطقة وأي ردة فعل تصدر منها لحماية نظام ساقط سيدخلها في حرب مع المجتمع الدولي». وحول إمكانية اعتبار عدم رد حزب الله بمثابة الهزيمة له قال المرعبي: «حزب الله في الأساس مهزوم بعدما هزم أسياده، وهذه حقيقة واقعة، وهذه العصابة لن يتوقف العالم عند ردة فعلها، ولكن ننتظر ردا سوريا متهورا وأخيرا فبعدما لجأ إلى الكيماوي ربما يلجأ إلى الجرثومي ويكبد شعبه وسوريا خسائر أكبر من التي كبدهم إياها على مدى سنتين ونصف. الهزيمة التي سيمنى بها النظام السوري والإيراني يمكن وصفها بالكبيرة، لأننا رأينا محاولات الخروج الإيرانية والروسية من هذا المأزق عبر بحثهما عن حل سياسي يبعد الضربة عن سوريا لأنهما لن يحركا ساكنا لحماية نظام ساقط ومهزوم».